الحوثي يرفض تسليم السلاح وأمريكا تلتف على القرار 2216

- ‎فيأخبار اليمن

حذر مراقبون الرياض من خطورة المبادرة الأمريكية التي قدمها جون كيري “الملغمة” وبخاصة بعد رفض الحوثي تسليم السلاح، الأمر الذي يجعل من مبادرة كيري التفاف على القرار الأممي 2216 لأنه يجعل من تسليمه أمر قابل للتفاوض وليس قرار ملزم، وأكدوا أنه أنه لا حل لليمن في مكاتب واشنطن، محذرين من أنه كلما أوشكت قوات الشرعية اليمنية والمقاومة اليمنية الانتصار على الحوثي تتدخل أمريكا لحماية الحوثي.

أما مقترح “تشكيل حكومة الوحدة الوطنية” فاللغم الثاني، فإذا وقع اليمن في هذه الحفرة فسيتحول الحوثي إلى نسخه أخرى لحزب الله اللبناني، تحمل مبادرة كيري بالنهاية شرعنة لوضع الانقلابيين، وتحويلهم لشريك سياسي، وتجمد قرار دولي، بما يجعل الإدارة الأمريكية بالنهاية تتبنى الموقف الإيراني وليس الخليجي العربي.

لا حل في مكاتب واشنطن

أكد مهنا الحبيل – كاتب إسلامي ومحلل سياسي وباحث في الشأن الاستراتيجي للخليج- عبر “تويتر” أنه لا حل لليمن في مكاتب واشنطن، وأنه يوجد تاجر حقيبة كذاب، يروج أساطير، لن تنقذه وليست مخلصة لكل اليمن، الجديد أن كيري يلعب أرجوزته كما فعل في سوريا!”

مبادرة كيري لحماية الحوثي

من جهته حذر المفكر الكويتي د. عبدالله النفيسي من مبادرة كيري قائلا “كلما أوشكت قوات الشرعية اليمنية والمقاومة اليمنية الانتصار على الحوثي ( طابور إيران) تتدخل أمريكا لحماية الحوثي، حدث هذا عدة مرات.”

تحويل الحوثي لحزب الله

وأضاف “النفيسي” عبر سلسلة تغريدات له عبر “تويتر” “يلاحظ أن كيري لم يلمح ولو تلميحا لتزويد روسيا وإيران الحوثي بالصواريخ التي يقصف بها الأراضي السعودية، واضح أن كيري ينسق مع روسيا وإيران “

وأكد “النفيسي” أن “العودة مرة ثانية لمسلسل ( ولد الشيخ) تبسيط مخل للموضوع وتأجيل متعمد لتحرير صنعاء الذي يوشك أن يتم وخسارة كبيرة لعاصفة الحزم، فلتحذر الشرعية اليمنية مقترح ( تشكيل حكومة الوحده الوطنيه؟) إذا وقع اليمن في هذه الحفرة فسيتحول الحوثي إلى نسخه أخرى لحزب الله اللبناني “.

وكشف “النفيسي” أن “لقاء كيري الأخير مع وزراء خارجية التعاون في جده يأتِ في هذا السياق وبناء على إلحاح إيراني لدى الأمريكان، ما يسمى ( خطة كيري ) هو كلام الحوثي.

بنود مبادرة كيري الملغمة

أهم بنود مبادرة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي التي أعلنها أن هناك اتفاقا تم التوصل إليه مع دول خليجية والأمم المتحدة للعودة إلى المحادثات من أجل حل الأزمة اليمنية، وكان كيري يتحدث في السعودية، وقال إن القتال استغرق وقتا طويلا، وطالب كيري الحوثيين بالتوقف عن قصف مناطق سعودية عبر الحدود وتسليم أسلحتهم والدخول في حكومة ائتلافية مع خصومهم السياسيين.

وقال “اتفقنا على تجديد المحادثات على أسس سياسية وأمنية في ذات الوقت من أجل التوصل إلى حل شامل”. وأضاف أن المرحلة الأولى من الحل ستتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب المسلحين من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى ونقل كل الأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ البالستية التي في أيدي الحوثيين إلى طرف ثالث.

تدوير مبادرة حكومة وطنية

مثلت مبادرة كيري مفاجأة في إعادة طرحها مجددا، فجزء من هذه المبادرة قد تسرب في أبريل /نيسان الماضي وتسبب في إسراع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في إقالة نائبه ورئيس حكومته السابق خالد بحاح لأنه، كما تناهى إلى علمه أو كما تم تفسير تصريحات كيري في المنامة، الشخص المرشح لانتقال المزيد من صلاحيات الرئيس إليه ليتمكن من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقترحة في مبادرة كيري أو الشخصية التي يمكن أن يقبل خصوم هادي بعودتها إلى صنعاء على رأس حكومة توافقية، بحسب تقرير لـ”بي بي سي” اليوم.

لا حكومة في مواجهة متمردين

أما المفاجأة الثانية فقد تمثلت في قبول السعودية وحلفائها بدول الخليج مقترح كيري الذي يجعل من سلطة هادي في نظر البعض مجرد طرف في الصراع لا “حكومة في مواجهة متمردين” وذلك بعد أن ظلت السعودية كما يقول خبراء سعوديون الأكثر تمسكاً بمرجعيات الحل السياسي وتتمثل في :المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني، القرار الدولي 2216، التي تشترط على الحوثيين ” الاعتراف أولاً بهادي كرئيس منتخب لدولة تمردوا عليها ، ثم تسليم السلاح الثقيل وانسحاب مسلحيهم من المدن والمؤسسات قبل إشراكهم في أي حكومة”.

هناك أسباب مرجحة وراء مبادرة كيري وقبول السعودية وحلفائها بها منها، بحسب “بي بي سي” منها إدراك الرياض وحلفائها وواشنطن ولندن تعذر التطبيق الحرفي للقرار الدولي 2216 الذي تم تمريره في ظروف ساد فيها الإعتقاد بإمكان القضاء على الحوثيين وحلفائهم خلال أسابيع أو أشهر قليلة.

لماذا مبادرة كيري ولدت ميتة؟

هناك تشكيك في إمكانية استمرار الدعم الأمريكي لمبادرة كيري مع اقتراب مغادرة إدارة أوباما السلطة، أما في صنعاء، يوجد اليوم كثيرون حوثيون وغيرهم وعلى رأسهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ممن يعتقدون أن هناك اليوم واقعاً جديداً على الأرض، بعد تشكيلهم “مجلساً سياسياً أعلى” لإدارة شؤون البلاد ودعوتهم البرلمان للتصديق عليه وحشد المظاهرات الضخمة لإضفاء الشرعية الشعبية عليه – ينبغي أخذه بعين الاعتبار.

تسليم الأسلحة..ملف مفخخ لصالح من؟

تظل المعضلة الكبرى “تسليم الأسلحة الثقيلة” فإذا كان الحوثيون يرفضون تسليم سلاح الدولة الذي وضعوا أيديهم عليه، وذلك حتى لا يكون كما يقولون “بين يدي غريمهم” خلال عملية التسوية ويشترطون قبل ذلك الدخول في سلطة توافقية هي التي تشرف على تسليم السلاح وغيره من الترتيبات الأمنية فإن هذا يعني من وجهة نظر مقابلة أنهم يريدون “الاستقواء بهذا السلاح” لفرض شروطهم على شكل وطبيعة الحكومة التوافقية أو حكومة الوحدة الوطنية وهو ما قد ترفضه حكومة هادي وحلفاؤها.

أما التحدي الأكبر أمام هذه المبادرة، التي تقترح أن يتم العمل بها من خلال العودة إلى مشاورات السلام، من وجهة نظر “حلفاء صنعاء”/ هو مدى قدرتها على دعم هذه المشاورات بما يمكنها من إعادة بناء الثقة بين طرفي النزاع من خلال وقف كامل ودائم لإطلاق النار ورفع للحصار الشامل المفروض على البلاد براً وبحراً وجواً لأن ما دون ذلك يعني في نظر الحوثيين وحلفائهم “استسلاماً لا يمكن القبول به”.

في المقابل الحكومة اليمنية وحلفاءها في الرياض يَرَوْن أن استمرار الضغط العسكري وتشديد الحصار على مناطق سيطرة الحوثيين وقوات صالح هما أهم عاملين لضمان إجبار هذين الحليفين على القبول بحلٍ سياسي للنزاع سلماً أو حرباً.

الحوثي يرفض تسليم السلاح

في أول ردع عملي على مبادرة كيري وفي محاولة لاستعراض القوة أعلنت ما يسمى وحدة ” القوة الصاروخية ” التابعة للحوثيين رفضها تسليم الصواريخ الباليستية بعد مقاربة وزير الخارجية الأمريكي” وقالت القوة الصاروخية التي نشر رسالتها ناطق الجماعة ” محمد عبدالسلام ” أن من يطمع في انتزاع سلاحها سنطمع في نزع روحه من بين جنبيه”.

وجاء في الرسالة ” أن القوة الصاروخية تعلن بكل ثقة أنها إلى جانب امتلاكها إرادة القتال، تحتفظ بالكثير من القدرات والإمكانات اللازمة للتصدي للعدوان” – في إشارة إلى قوات التحالف العربي .

من الطرف الثالث

وفي أول رد حكومي على المبادرة، اعتبر المتحدث باسمها ” راجح بادي ” في تصريحات نقلتها “عكاظ ” أن الطرف الثالث الذي يجب تسليمه سلاح ميليشيات الحوثي وصالح بعد نزعه -وفق ما جاء في الخطة الجديدة- هو الحكومة الشرعية وليس أحدا غيرها .وشدد  على أنه دون ذلك فإن الحديث عن سلام حقيقي في اليمن يبقى مجرد «جدل بيزنطي» لا يؤدي إلى نتيجة. وقال “نحن في معركة تحرير سنستمر فيها سياسيا وعسكريا.”