أكدت مصادر في قوات الشرعية اليمنية من الجيش والمقاومة في الجبهات الشمالية لليمن، أن العاصمة اليمنية صنعاء باتت محاطة بأربع جبهات، بعد تحرير مديرية صرواح في مأرب، مشيرة إلى أن التبة الحمراء الاستراتيجية المطلة على هيلان في مأرب باتت تحت سيطرة الشرعية، في حين استمرت المعارك في نهم وتعز وحجة، فيما واصلت مقاتلات التحالف شن غاراتها على مواقع الميليشيات في مناطق عدة.
وفي التفاصيل، أفشلت قوات الجيش والمقاومة في صرواح بمأرب هجوماً معاكساً للميليشيات، بهدف استعادة المناطق التي خسرتها في المديرية ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لمعركة تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، التي باتت محاصرة بأربع جبهات قتال.
وأكدت مصادر في المقاومة والجيش الوطني في مأرب، أنهم استكملوا تحرير موقع التبة الحمراء الاستراتيجي المطل على مطار صرواح من جهة، وسلسلة جبال هيلان والمخدرة غرب المحافظة من جهة أخرى، كما استكملوا تطهير موقع أتياس ووادي الربيعات.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات في هيلان والمشجح محاصرة، وتم قطع الإمداد عنها بعد تحرير مركز مديرية صرواح ومطارها، وتجاوزهما نحو المناطق المحاذية لهيلان والمخدرة، وأن قوات الشرعية استعادت عدداً من المواقع المهمة والاستراتيجية، التي ستمكن الجيش من التقدم نحو مناطق جديدة غرب المحافظة، الأمر الذي دفع الميليشيات إلى إطلاق صاروخ بالستي جديد باتجاه مأرب، تم تدميره بالجوف من قبل الدفاعات الجوية لقوات التحالف العربي المرابطة في مأرب.
وأشارت المصادر إلى أن العاصمة اليمنية صنعاء باتت محاصرة بأربع جبهات قتال، هي جبهة صرواح ــ خولان ــ صنعاء، وجبهة غيل الجوف ــ أرحب صنعاء، وجبهة حريب نهم ــ بني حشيش في صنعاء، وجبهة نهم ــ صنعاء.
وكانت قوات الشرعية احتفلت بتخرج عدد من الدفعات العسكرية المتخصصة في المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، وضمها إلى جبهات القتال للمساندة في التقدم صوب مناطق جديدة في ريف العاصمة، فيما قصفت مقاتلات التحالف على مواقع الميليشيات في أطراف مدينة صرواح من جهة هيلان والمشجح.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات اليمنية، اللواء الركن محمد علي المقدشي، قال في حفل تخرج 100 جندي من الدورة الخامسة مهارات قتالية «إن بشائر النصر في معركة استعادة الدولة ودحر الانقلابيين اقتربت»، مشيراً إلى أن الجيش والمقاومة، وبمساندة التحالف تمكنا من تحرير معظم محافظات اليمن. وأكد المقدشي أن اليمن لن يكون إلا سنداً ومكملاً لمحيطه الإقليمي، ولن يكون كما أراد الانقلابيون أداة بيد إيران.
من جانبه، قال قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، إن المعارك الدائرة في مديرية صرواح غرب مأرب، ضمن حملة «نصر2»، تسير وفق الخطة العسكرية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر إعلامية عن ما سمته «تصفيات بالجملة» ارتكبها مسلحو الميليشيات بحق العشرات من الجنود الموالين للمخلوع علي عبدالله صالح، في مواجهات جبهة صرواح بمأرب.
وبحسب هذه المصادر، اعتبرت الجماعة المسلحة انسحاب المقاتلين من مواقع تمركزهم في صرواح لصالح قوات الجيش «خيانة وهروباً من أرض المعركة»، مشيرة إلى أن «معظم الجنود النظاميين من الانقلابيين قتلوا في معركة صرواح برصاص ميليشيات الحوثي، بتهمة الخيانة والفرار من المعركة».
وفي هذا الصدد، رفضت قبائل بني ضبيان في خولان شرق العاصمة صنعاء، السماح لعناصر الميليشيات بالدخول أو التمركز في أراضيها، ومنعت عشرات العناصر الفارة من مأرب الدخول إلى أراضيها، وأجبرتها على التراجع نحو مصيرها في صرواح مأرب.
في الأثناء، بدأت قوات الجيش والمقاومة في نهم شمال العاصمة بإعادة انتشارها وفقاً لخطة جديدة، تتناسب مع الوضع الراهن على أرض المعركة في صرواح مأرب والغيل في الجوف، وفقاً لمصدر عسكري في المنطقة العسكرية السابعة التي تنضوي تحتها جبهات صنعاء، حيث أشار المصدر إلى أن جبهات جديدة سيتم فتحها باتجاه مواقع متقدمة صوب العاصمة صنعاء.
وكشف المصدر عن وجود تنسيق مع عدد من الوحدات والضباط الموالين للمخلوع صالح في العاصمة ومحيطها، بهدف الانضمام إلى الشرعية والمساندة الكاملة لقوات الشرعية بالتقدم نحو مناطق استراتيجية في العاصمة، ما سيشكل مفاجأة عسكرية للميليشيات، وفقاً للمصدر.
وكانت مقاتلات التحالف العربي شنت غارات جوية على مواقع الميليشيات في العاصمة ومحيطها، مستهدفة ألوية الحماية الرئاسية في جبل النهدين المطل على دار الرئاسة جنوب العاصمة، وثكنات عسكرية في نهم شمال العاصمة.
وفي الجوف، شنت قوات الجيش والمقاومة هجوماً واسعاً على مواقع الميليشيات في محيط جبهة صبرين بمديرية الخب والشعف شمال المحافظة، وأوقعت في صفوفها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وأكد مصدر في المقاومة أن الهجوم يأتي في إطار العملية المتكاملة التي تنفذها قوات الشرعية في الجوف، بمساندة مقاتلات التحالف، لتطهير المحافظة من الميليشيات في إطار ثلاث جبهات، الأولى باتجاه الغيل والمصلوب غرباً، والثانية في خب والشعف باتجاه البقع صعدة شمالاً، والثالثة تطهير مناطق الوسط في العقبة والمتون وغيرها من المناطق، وصولاً إلى ريف العاصمة من جهة خولان الطيال.
وأشار إلى أن الغيل تتميز بموقعها الجغرافي، حيث تتوسط مديريات الحزم والمصلوب، وأيضاً مديرية مجزر بمحافظة مأرب والسلسلة الجبلية المطلة على مديرية نهم التابعة للعاصمة صنعاء، وتحرير مديرية الغيل سقوط شبه كامل للحوثي ومشروعه في محافظة الجوف.
وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع المليشيات في الغيل، وكذلك في عمران شمال صنعاء، قصفت خلالها مواقع الميليشيات في جبل المرحلة بغارتين، واستهدفت مقر اللواء 310 الواقع تحت سيطرة الميليشيات بـ10غارات، ومنزل القيادي الحوثي عزام الزبيري، الواقع في طرف سوق نجر، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر الميليشيات التي تتمركز فيه، بعد تحويله إلى مخزن للأسلحة التي تم نهبها من لواء العمالقة في حرف سفيان شمال عمران.
كما شنت غارات على مواقع الحرس الجمهوري في نقيل يسلح جنوب العاصمة، وقصفت جسراً في أحد طرق الإمداد للميليشيات في محافظة الجوف غرب صنعاء، وقصفت مواقع للميليشيات في وادي خلب ومنطقة لية بمديرية الظاهر في صعدة، واستهدفت منطقتي علاف والأزقول بمديرية سحار، ومنطقة البقع بمديرية كتاف، وشنت خمس غارات على معسكر كهلان في ضواحي مدينة صعدة، كما استهدفت معسكر البقع وتجمعات للميليشيات في المليل بصعدة.
وفي تعز، شنت قوات الجيش والمقاومة هجوماً جديداً في المنطقة الغربية باتجاه مفرق شرعب، الذي حولته الميليشيات إلى ثكنة عسكرية، ودمرت أربعة أطقم عسكرية، وقتلت وأصابت من كانوا على متنها، فيما واصلت الميليشيات زرعها مئات الألغام في الطريق العام الرابط بين الحديدة وتعز، على تخوم مدرات وحذران والزيلة باتجاه هجدة والرمادة على طريق المخاء غرب تعز. في الأثناء، تواصلت المواجهات وعمليات الكر والفر بين الجانبين في الجبهة الشرقية للمدينة، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات المركزة على موقع جبل أومان بمديرية التعزية، أسفرت عن تدمير مخزن أسلحة وتدمير عدد من الآليات التي كانت تتمركز في الموقع. من جانبها، قصفت الميليشيات بصواريخ الكاتيوشا مناطق هيجة العبد ومدينة التربة مركز مديرية الشمايتين جنوب تعز، كما تبادلت قوات الجيش والمقاومة القصف المدفعي مع الميليشيات في الصبيحة والأحيوق والوازعية على تخوم لحج، حيث لقي سبعة من عناصر الميليشيات مصرعهم في معارك الصبيحة الأخيرة، ليرتفع عدد قتلى الميليشيات في تلك الجبهة إلى 21 عنصراً وعشرات الجرحى.
وفي حجة، نفذت مروحيات الأباتشي، التابعة للتحالف، عمليات تمشيط واسعة في محيط ميدي وحرض الحدوديتين مع السعودية، وتمكنت من كسر هجوم للميليشيات باتجاه ميدي، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات في صفوفها. كما أسفرت عمليات التمشيط عن تدمير عدد من الآليات والتحصينات العسكرية في صحراء ميدي.