أرجعت مصادر عسكرية يمنية خسائر الانقلابيين الفادحة في البيضاء خلال المواجهات الأخيرة، نتيجة لجوء المقاومة لأسلوب حرب العصابات والكمائن مع الميليشيات التي تفوقها عتادًا وسلاحًا وتدريبًا بعد إجبار الميليشيات على التراجع أثناء هجوم كاسح شنته على مواقع المقاومة في محاولة منها للالتفاف على القوات الموالية للرئيس هادي والشرعية
وتقول مصادر محلية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وتواصل قصفها العنيف والعشوائي على المناطق التي تخضع لسيطرة المقاومة ورجال القبائل، وسط تسجيل سقوط ضحايا مدنيين من النساء والأطفال بين قتلى وجرحى وتضرر منازل السكان المدنيين لخلق ردة فعل من المواطنين تجاه المقاومة الشعبية التي يقدمون لها كل الدعم والإسناد بوصفها حاضنة شعبية تقيهم شر جرائم الميليشيات المتواصلة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أن مسلحي المقاومة الشعبية شنوا هجوما عنيفا على أحد مواقع الحوثيين في المديرية نفسها، دون ذكر مزيد من التفاصيل، مشيرة في السياق ذاته إلى أن مسلحي الحوثي أطلقوا صاروخا من طراز «كاتيوشا» على حي سكني في مدينة البيضاء عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، غير أنه لم يتسبب في سقوط ضحايا.
وتشهد محافظة البيضاء وسط اليمن مواجهات عنيفة مع الميليشيات الانقلابية التي تسيطر على المحافظة، حيث تتركز الاشتباكات في المناطق والمديريات التي تنشط فيها المقاومة الشعبية المسنودة برجال القبائل والجيش الوطني بمديريات الزاهر وذي ناعم وقيفة رداع.
وتفرض الميليشيات الانقلابية سيطرتها الكاملة على البيضاء منذ أكثر من عام، باستثناء 3 مديريات، حيث باتت المحافظة المعقل الأول للتنظيمات الإرهابية من «القاعدة» و«داعش»، بعد كشف وسائل إعلامية عن وجود علاقة تربط الميليشيات الانقلابية بالتنظيمات الإرهابية منذ سنوات حكم نظام المخلوع صالح.
وأحبطت قوات الجيش الوطني بدعم من قوات التحالف العربي، أول من أمس، محاولة التفاف للميليشيات الانقلابية في منطقة قانية الواقعة بين محافظتي البيضاء ومأرب على تعزيزات عسكرية تابعة للجيش الوطني ضمن القوات الواصلة إلى جبهات القتال بهدف تحرير مناطق المحافظة الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين منذ أكثر من عام.
وبحسب مصادر في المقاومة، لـ«الشرق الأوسط»، فقد تكبدت الميليشيات الانقلابية خسائر بشرية إثر محاولتها الفاشلة للسيطرة على تلك التعزيزات العسكرية الواصلة إلى جبهات القتال في المنطقة والمتمثلة بطلائع مكونة من دبابات ومدافع وآليات عسكرية مختلفة، في حين نجح رجال المقاومة في مديرية ذي ناعم بقتل نحو 12 مسلحا مواليا للانقلابيين على إثر عملية نوعية «كمين» استهدفت قوة عسكرية سالكة في الطريق متجهة إلى جبهة القتال.
وكانت الميليشيات الانقلابية قامت أول من أمس بحملة اعتقالات طالت عشرات المدنيين ونقلهم إلى جهة غير معلومة، كما أغلقت سوق المنقطع في مركز مديرية ناعم وللمرة الثانية بعيد رميها نيرانا كثيفة في الفضاء، فضلا عن سيطرتها على عمارة «الدريبي» وتحويلها إلى مركز اعتقال وكذا نصب نقطة تفتيش في منطقة الرباط الواصلة إلى المديرية وقامت باختطاف عشرات الركاب السالكين في الطريق.
وتأتي تلك التطورات في محافظة البيضاء بوسط اليمن في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأمن بالمحافظات الجنوبية المحاذية للبيضاء، وهي محافظتا لحج وشبوة، ضبط عشرات الأفارقة بينهم مقاتلون مرتزقة من جنسيات إثيوبية وإريترية، كانوا في طريقهم إلى مدينة رداع بمحافظة البيضاء للانضمام إلى صفوف الميليشيات التي تسيطر على المحافظة منذ عام ونيف من الحرب الدائرة في اليمن.
في غضون ذلك، شنت المقاومة الشعبية بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء جنوب شرقي محافظة صنعاء، أمس السبت، هجوما مباغتا على الميليشيات الانقلابية بالمديرية بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وأسفر الهجوم عن سقوط عدد من عناصر الحوثيين بين قتلى وجرحى، وعلى إثره نشبت مواجهات عنيفة بين المقاومة والميليشيات الانقلابية التي تفرض سيطرتها على المحافظة منذ مارس (آذار) من العام الماضي.