قال اللواء احمد عسيري إن التحالف الذي تقوده السعودية لن يقبل بأي اتفاق سلام في اليمن إلا إذا اشترط قيام حركة الحوثيين بحل جناحها المسلح وذلك في رفض فعلي لعرض هدنة تقدمت به الحركة المتحالفة مع إيران قبل ثلاثة أيام.
وقال عسيري إن المملكة لن تقبل بوجود مسلحين في فنائها الخلفي دون إشارة مباشرة إلى عرض الهدنة. وأدلى عسيري بالتصريحات في فندق في برلين خلال مؤتمر صحفي نظمته السفارة السعودية في ألمانيا.
لكن اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف أبلغ الصحفيين في برلين أنه رغم الحاجة لحل سياسي للصراع إلا أن المملكة لن تؤيد اتفاقا يسمح للحوثيين بالإبقاء على المسلحين.
الجيش اليمني يقترب من العاصمة
تقول حكومة هادي إن أي تحرك باتجاه السلام يمكن أن يبدأ فقط عندما يحترم الحوثيون قرارا لمجلس الأمن الدولي في 2015 يقضي بخروجهم من المدن الرئيسية وتسليم أسلحتهم التي استولوا عليها منذ 2014.
وكانت السعودية التزمت في وقت سابق من العام بفترة تهدئة مع الحوثيين ساعدت في إجراء محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في الكويت. وانتهت المحادثات في آب/أغسطس دون اتفاق.
ويقول الحوثيون إنهم يخوضون ثورة ضد حكومة فاسدة ومن يدعمها من دول الخليج العربية.
وعند سؤاله عن الموقف العسكري في اليمن، قال عسيري إن القوات اليمنية الموالية لحكومة هادي تتقدم باتجاه العاصمة صنعاء التي لا تزال خاضعة للحوثيين وإنه لا يتوقع عمليات عسكرية كبيرة عند وصولها إلى المدينة.
وقال عسيري “الأمور جيدة الآن يوما بعد يوم يقترب الجيش اليمني أكثر من العاصمة.. لا نتوقع عمليات كبيرة في العاصمة لأنه لا يوجد الكثير من القوات في العاصمة.. نتقدم ببطء لكن بثبات”.
وأوضح أن القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي يقاتل هادي هو الآخر أغلبها متمركزة في الأجزاء الشمالية والشرقية من صنعاء وأنه لا يوجد الكثير من المسلحين المواليين للحوثيين في المدينة.
وقال عسيري إن السعودية أعادت بناء الجيش اليمني “من الصفر” ولا تزال ملتزمة بدعمه لكنها لا تريد تنفير الشعب اليمني بنشر أعداد كبيرة من القوات السعودية في البلاد.
وقال “إننا ننفذ عملا عسكريا محدودا للغاية لدعم الجيش اليمني. نقوم بدعم جوي ونستهدف مخازن ذخيرتهم ونستهدف تحركات من حين لآخر لكنها عملية للجيش اليمني”.
ويلقي اليمن والسعودية باللوم على إيران في وصول أسلحة للحوثيين. وتعتبر طهران الحوثيين سلطة شرعية في اليمن لكنها تنفي تزويدهم بالسلاح.
وفرض التحالف بقيادة السعودية حصارا شبه كامل على الموانئ اليمنية يقول إنه يهدف لمنع دخول أسلحة للحوثيين لكنه (الحصار) شل اقتصاد البلاد المتعثر بالفعل وفجر أزمة إنسانية.
وقال المتحدث العسكري السعودي إن استراليا والولايات المتحدة فرنسا والسعودية اعترضت خمس شحنات أسلحة من إيران إلى اليمن قبالة سواحل اليمن دون أن يقدم تفاصيل.
وقالت الأمم المتحدة في آب/أغسطس إن 3 آلاف و799 مدنيا قتلوا في الصراع مشيرة إلى أن الضربات الجوية للتحالف مسؤولة عن 60 في المئة من القتلى. وتقول السعودية إنها ملتزمة بالقانون الإنساني الدولي.
وقال عسيري إن السعودية تسعى لتجنب سقوط قتلى مدنيين باستخدام أسلحة موجهة بدقة لكنه اتهم الحوثيين باستخدام مواقع مدنية في العمليات العسكرية.
وأضاف قائلا “هذه حرب.. قد تحدث أخطاء.. نقوم بما هو ضروري لتجنب أي أخطاء وإذا وقع خطأ لدينا لجنة بين التحالف والحكومة اليمنية للتحقيق”.
ويقاتل التحالف العربي بقيادة السعودية الحوثيين في اليمن منذ مارس/آذار 2015 عقب سيطرتهم على العاصمة صنعاء وإجبارهم الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي على مغادرة البلاد.
وأدى الصراع إلى مقتل عشرة آلاف شخص على الأقل ودفع اليمن الذي يعاني من الفقر إلى شفا المجاعة. وعرض مسؤول كبير في الحوثيين يوم الأحد وقف الهجمات على السعودية وعفوا عن المقاتلين اليمنيين الذين يعارضون الحركة إذا أوقفت السعودية الضربات الجوية ورفعت الحصار شبه الكامل.
(ميدل ايست أونلاين)