انتهى الاجتماع غير الرسمي لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” الأربعاء بالعاصمة الجزائرية، بعد أريع ساعات من المشاورات، وسط أنباء عن موافقة “مشروطة” للسعودية وإيران على خفض إنتاجهما.
وكانت مصادر على صلة بالاجتماع قد أكدت توصل أعضاء المنظمة لاتفاق تثبيت الإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميا، سيتم تأكيده خلال الاجتماع الرسمي الذي تستضيفه فيينا في 30 تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
ونوهت المصادر إلى استثناء ليبيا ونيجيريا والعراق من هذا الاتفاق بالنظر الى تدهور اقتصاداتها.
وأوضحت نفس المصادر أن السعودية وافقت على تخفيض إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميا لتعود إلى مستوى إنتاجها في كانون ثان/يناير 2017، فيما أبدت إيران استعدادها لتخفيض إنتاجها تدريجيا حتى يصل 3.7 مليون برميل يوميا.
وطلبت الجزائر من إيران تخفيض إنتاجها إلى 3.7 مليون برميل يوميا، ومن السعودية خفض إنتاجها إلى 10.1 مليون برميل يوميا.
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال الثلاثاء إنه ينبغي السماح لإيران ونيجيريا وليبيا بالإنتاج “بالمستويات القصوى المعقولة”، في إطار أي اتفاق لتحديد مستوى الإنتاج قد يتوصل إليه خلال اجتماع أوبك المقبل في نوفمبر/تشرين الثاني.
وهذا تحول استراتيجي للرياض التي قالت في السابق إنها ستخفض الإنتاج فقط في حالة قيام الدول الأعضاء في أوبك والمنتجين المستقلين بالمثل.
وكانت إيران ترغب بأن تستثنى من تثبيت مستوى الإنتاج لأن إنتاجها مازال يتعافى بعد رفع العقوبات الغربية التي كانت مفروضة عليها.
ويعتمد الاقتصادان السعودي والإيراني بكثافة على النفط لكن في فترة ما بعد رفع العقوبات تواجه إيران ضغوطا أقل من هبوط أسعار النفط للنصف تقريبا منذ عام 2014 وربما ينمو اقتصادها نحو أربعة بالمئة هذا العام بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
في المقابل تواجه الرياض عجزا قياسيا في الميزانية للعام الثاني بعد عجز ضخم بلغ 98 مليار دولار العام 2015، إضافة إلى جمود اقتصادي مما اضطرها لخفض رواتب موظفي الحكومة.
وبدأت أوبك اجتماعا غير رسمي في الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش الأربعاء لكن القليل من مراقبي أوبك يتوقعون التوصل إلى أي اتفاق قبل الاجتماع الرسمي الدوري التالي في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني.
وارتفعت أسعار النفط نحو واحد بالمئة وسجل خام برنت حوالي 46.50 دولارا للبرميل بحلول الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش.
والسعودية أكبر منتج للنفط داخل أوبك حيث يتجاوز إنتاجها 10.7 مليون برميل يوميا مما يضعها على قدم المساواة مع روسيا والولايات المتحدة. وهؤلاء هم أكبر ثلاثة منتجين للخام في العالم ويستخرجون معا ثلث النفط العالمي.
وتوقف إنتاج النفط في إيران عند 3.6 مليون برميل يوميا في الشهور الثلاثة الماضية مقتربا من مستوى ما قبل فرض العقوبات لكن طهران قالت إنها تريد رفع الإنتاج إلى ما يتجاوز أربعة ملايين برميل يوميا عندما تبدأ الاستثمارات الأجنبية في حقولها النفطية.