التحالف العربي يتوعد “الحوثيين” في أعقاب الهجوم على سفينة اغاثة إماراتية

- ‎فيأخبار اليمن

توعد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، مساء السبت، جماعة “أنصار الله” (الحوثي) بـ”إجراءات أكثر صرامة” لضمان سلامة السفن الإغاثية القادمة من مضيق باب المندب الاستراتيجي، غربي اليمن.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم التحالف العربي، أحمد العسيري، عقب تأكيد التحالف، استهداف الحوثيين لسفينة “مدنية” إماراتية قبالة مضيق باب المندب في وقت مبكر من فجر السبت، وإنقاذ مدنيين كانوا على متنها.

وقال عسيري، في تصريحات لقناة الإخبارية السعودية الرسمية، إنه “لا توجه لدى الحوثيين نية لاستقرار اليمن، وأنهم يستخدمون سفن الصيد في عملياتهم بمضيق باب المندب”، معتبراً أن ذلك “مؤشر على العجز″ الذي يواجهونه.

وأشار عسيري إلى ما أسماه “تناقض الحوثيين”، وقال إنه في الوقت الذي يتباكون فيه ويطالبون بـ”هدنة”، يستهدفون قوافل إغاثة اليمنيين، على حد قوله.

وفيما يخص سلامة الممر الدولي، قال عسيري إن الشأن في باب المندب “دولي” ويؤثر على مصالح دول العالم كافة.

وأضاف أنه “ستكون الإجراءات أكثر صرامة ودقة، حتى نضمن سلامة السفن الإغاثية التي تأتي من باب المندب”.

ولم يكشف العسيري عن طبيعة تلك الإجراءات، لكن مقاتلات التحالف شنت سلسلة غارات على مواقع الحوثيين في الشريط الساحلي على البحر الأحمر.

ويبدو أن الهجوم الأخير على السفينة الدولية سيعقد من إقامة الجولة القادمة للمشاورات والدعوات لهدنة الـ72 ساعة، حيث ألمح متحدث التحالف لذلك، قائلا: “لا نثق في من يقتل المرضى العزل على سفن الإغاثة”.

وفي وقت سابق من مساء السبت، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، “إنقاذ ركاب مدنيين بعد استهداف المليشيات الحوثية لسفينة مدنية إماراتية كانت تنقل مساعدات طبية وإغاثية من وإلى مدينة عدن جنوبي اليمن”، معتبراً ذلك الاستهداف “مؤشر خطير”، فيما أعلن الحوثيون استهدافهم للسفينة ويقولون إنها “حربية”.

وقالت قيادة قوات التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إنها قامت فجر السبت “بعملية إنقاذ لركاب مدنيين (لم يحدد عددهم) بعد استهداف المليشيات الحوثية للسفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن”.

وأضاف التحالف في بيانه، أن الاستهداف “مؤشر خطير يؤكد توجه هذه المليشيات لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب”.

في المقابل أعلن الحوثيون، في وقت سابق السبت، مسؤوليتهم عن الهجوم على السفينة الإماراتية وقالوا إنها “حربية”.

ونقلت وكالة “سبأ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على لسان مصدر عسكري، لم تسمه، إنه “تم تدمير سفينة حربية إماراتية من طراز سويفت قبالة سواحل المخا، غرب محافظة تعز في ضربة صاروخية موجهة”.

كما نشرت قناة” المسيرة” التابعة للجماعة، مشاهد قالت إنها للحظات استهداف السفينة، وهو ما لم يتسن التأكد منه من مصدر مستقل.

وتعرضت مديرية” المخا” على البحر الأحمر والقريبة من مضيق باب المندب، لأكثر من 10 غارات اليوم السبت، استهدفت على ما يبدو منصات الصواريخ التي استهدفت السفينة، بحسب شهود عيان للأناضول، قالوا إن الغارات استهدفت مواقع الحوثيين في المحجر البيطري القديم ومحطة التحلية.

وتزامن الهجوم على السفينة، مع تصريحات هجومية لاذعة للناطق الرسمي للحوثيين، محمد عبد السلام، على دولة الإمارات، والتي اتهمها بـ”إدارة عملية انفصال جنوب اليمن عن شماله”.

وتشارك أبو ظبي في تحالف دعم الشرعية باليمن بـ30 مقاتلة، كثاني أكبر قوات جوية في التحالف، بعد السعودية التي تشارك بـ100 مقاتلة، فيما لم تعلن عن عدد قواتها البرية المشاركة.

ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، وذلك استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من “عدوان المليشيات الحوثية”، في محاولة لمنع سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على كامل اليمن، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014.