مَنْ يُنقذ مَنْ؟ يا حكومة الإنقاذ!

- ‎فيكتابات

تصرّف ميليشيا الحوثي والمخلوع بتشكيل حكومة إنقاذ في صنعاء تزامناً مع الجهود الدولية لـ «حلحلة» الموقف سياسياً من قبل المبعوث الأممي وبعض القيادات الخليجية، قُصِد به البحث عن مكسب على الأرض قبل المفاوضات.
لو نعود بالذاكرة إلى الوراء لتذكرنا أن الانقلابيين بدأوا بتشكيل اللجنة الثورية العليا ثم المجلس السياسي الأعلى ثم حكومة الإنقاذ، لكن لم يعترف بهم أحدٌ دولياً، ليُفهم، لاحقاً، أنها من أجل إيهام اليمنيين في الداخل بأنهم يحققون مكاسب سياسية، ليس إلاّ.
في اعتقادي أنهم نصبوا لأنفسهم حبل المشنقة، لأنهم، هم مَنْ ينبغي أن تُنقَذ البلاد منهم، وهم وحدهم مَنْ جلب لها الكوارث بانقلابهم على السلطة الشرعية بقوة السلاح وبأسلوب العصابات التي لا تعترف بالقانون الدولي.
مَنْ يشاهد هذه التصرفات من ميليشيا الحوثي والمخلوع التي هي بمنزلة وضع العقد أمام المناشير، وتتزامن مع كل جهد سياسي يُبذَل لحل الأزمة، يظن أنها من مصدر قوة، وهي ليست إلاّ من أجل إطالة معاناة الشعب اليمني و»تركيعه» لسلطتها، والظهور أمامه بمظهر المنقذ، في مشهد يصل إلى حد الغباء، لأن الشعب اليمني أصبح يعرف مَنْ جلب له الويلات ودمّر مقدّراته.
ما ينبغي فعله، الآن، هو إنضاج الحل السياسي بمعزل عن ميادين المعركة، وألاّ يُعاد إلى ارتكاب خطأ الهدنة السابقة، وحين ينضج الحل تقف الحرب، وتنفّذ شروط الوقف الفوري على الأرض بتدخل دولي ومراقبة أممية.
لن تقف الحرب إلا بتسليم السلاح، وإعادة مؤسسات الدولة بالقوة، كما أُخذت بالقوة، بعدها يمكن الحديث عن وقف الحرب، وفي كل الأحوال، لا تُترك هذه العصابة دون محاكمة دولية نظير جرائمها في حق الشعب اليمني وضياع وطنه وتدميره.
إن تكررت الهدنة مرة أخرى، فسيتكرر ذات «السيناريو».