(صحيفة خليجية) تكشف عن المستفيد الأكبر من مجزرة القاعة الكبرى بصنعاء

- ‎فيأخبار اليمن

مثّلَ استهداف القاعة الكبرى في العاصمة اليمنية صنعاء عصر أمس السبت فاجعة كبيرة، بعد أن خلف مئات القتلى والجرحى، الذين كانوا في واجب عزاء لأسرة الرويشان. وجاء استهداف القاعة الواقعة، جنوب العاصمة، قبل أقل من 24 ساعة على انطلاق مظاهرة شعبية، اليوم الأحد، دعا لها ناشطون في الداخل اليمني للاحتجاج على سياسة التجويع التي اتخذتها مليشيات الحوثيين ضد اليمنيين منذ الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد في سبتمبر 2014م.

وبعد ساعات من الحادثة التي وصفت بالأعنف منذ بدء الحوثيين بشن حروب في جنوب البلاد وشمالها، وجه ناشطون ومراقبون أصابع الاتهام للحوثيين باعتبارهم المستفيد الأكبر من هذه المجزرة التي فقد فيها حليفهم الأكبر الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعض أبرز رجاله، وبينهم اللواء عبدالقادر هلال أمين العاصمة صنعاء، واللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري)، وعدد من القيادات المؤتمرية.

خبراء دوليون

الحوثيون والمخلوع بادروا، وكما هي عادتهم في مثل هذه المجازر الا إنسانية، إلى اتهام قوات التحالف بقصف القاعة، إلا أن رد قيادة التحالف كان سريعًا وحاسمًا حيث أكدت في بيان مقتضب “أن لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر”.

وقال البيان “سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وبمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية والذين تمت الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة وسوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق”.

%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%a8%d9%84%d9%8a

التحقيق العادل

وكيل وزارة الإعلام اليمنية أحمد المسيبلي أكد أن “تفجيرات الصالة الكبرى بشارع الخمسين بصنعاء كانت بعبوات ناسفه مزروعة سلفاً من قبل مليشيات الحوثي والدليل هروب الصماد قبل التفجيرات بعشر دقائق وتأخر عفاش عن الحضور بربع ساعة”.

وقال المسيبلي لـ (المسار) إن “الكثير من الإعلاميين والمفسبكين والذين تسرعوا بعد حادثة القاعة الكبرى وحملوا التحالف المسؤولية وقعوا في حرج كبير.. بعد إصدار التحالف بيان بعدم صلته بالحادث وطالب بالتحقيق الدولي فيها” وأضاف “الأصل في أي حادثة أن نطالب بالتحقيق العادل والمستقل وبعدها نحمل المسؤولية الفاعل الحقيقي.. ومن يرفض التحقيق العادل والمستقل هو من يقف خلف هذه الحوادث”.

ويرى وكيل وزارة الإعلام اليمنية أن “المخلوع والحوثي يستغلون المناسبات لسفك أكبر عدد من الأرواح والتخلص من بعض من مازال بوجهه قليل كرامة ووطنية ليمشوا على جماجمهم صوب أبواب المنظمات ومغازلة السفارات”.

أدوات الانقلاب

%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%8a

وقريب مما ذهب إليه المسيبلي يرجح الناشط الإعلامي حذيفة الأميري الذي يدير أكبر حساب يمني على موقع “تويتر”  أن الفاعل أداة من أدوات الانقلاب لكسب التعاطف الشعبي لصالح الانقلاب خاصة بعد دعوات الناشطين لحملة #أنا_نازل للمطالبة بصرف الرواتب المتوقفة منذ عدة أشهر، مددلاً على ذلك بأن “خروج الصماد من القاعة قبل وقوع الانفجار بلحظات ولحقته قيادات أخرى يوحي بأن العمل مدبر وبشكل كبير”.

ويرى الأميري في حديثه لـ (المسار) أن ما يؤكد صحة ذلك منشور حسن زيد، وهو قيادي حوثي ويرأس حزب الحق، قبل الانفجار عن حدوث شيء عظيم في ذلك اليوم وقد حذف المنشور بعد جريمة القاعة بساعات.

%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a

الفاعل المستفيد

الكاتب الصحفي نبيل البكيري قال إن “مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء أكثر شبها بمجزرة مشايخ الحجرية في الأصابح والتي راح ضحيتها العشرات من مشايخ تعز في نهاية السبعينيات، مشيرًا إلى أن تلك المجزرة التي حمل عبد الله عبد العالم مسؤوليتها حينها والنظام في الجنوب فيما الذي ارتكبها هو علي عبد الله صالح، وظل يراوغ ثلاثة عقود حتى تبين أنه من قام بتلك العملية الجبانة.

وطالب البكيري في تصريحه لـ (المسار) بضرورة التحقيق للكشف عن الفاعل المستفيد من هذه العملية.

رؤية تحليلية

%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85%d9%8a وفي رؤية تحليلية لمقطع الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي للحادثة يقول أمين عام رابطة الإعلاميين اليمنيين، رئيس تحرير موقع “صعدة أونلاين” صالح الحكمي “بعد وقوع الانفجار الثاني الظاهر في الفيديو لم يرتعب المصور أو تحدث منه ردة الفعل الطبيعية لأي إنسان يشاهد الانفجار بما في ذلك الصحفيون المدربون على العمل في الصراعات، وفوق هذا كله استمر في التصوير بهدوء وأخذ الزوم والزاوية المناسبة”.

ويؤكد الحكمي أن الفيديو من تصوير شخص مستعد ومكلف لتصوير الانفجار نفسه ولم يكن تصويره صدفة أو مفاجئا، مشيرًا إلى إن “الفيديو نشره القيادي الحوثي صلاح العزي، وفيه خيوط ودلائل أن المصور يمتلك كاميرا احترافية، وأنه بدا هادئا في تصويره ومستعدا، إضافة إلى أن هناك قصقصة داخل الفيديو، ولم يحدث المصور أي صوت أو يظهر تخوفه أثناء الانفجار”.

تجييش خولان

ويرى الناشط  مانع سليمان أن الحوثيين بهذه المجزرة تمكنوا من إضعاف عفاش، لأنه الخاسر الأول والأخير من الحادثة، بعد استهداف ثلاثة من أهم قياداته.

%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%81

ويضيف سليمان “بالإضافة إلى إضعاف المخلوع، أراد الحوثيون باستهدافهم لصالة عزاء آل الرويشان تجييش أبناء قبيلة خولان ضد التحالف ، خصوصاً بعد استكمال تحرير صرواح المتاخمة لخولان”.

ويقول الصحفي والمعد في قناة صنعاء الفضائية عبدالرحمن الشريف “أستبعد السعودية من حادث الصالة تماما لأنها الخاسر الأكبر من الحادثة وتعرف أنها في معركة مصيرية مع إيران وحلفائها الدوليين وأمريكا في مقدمتهم، ولا يمكن أن تتصرف بهذا الغباء”، وأضاف “هناك قاعدة عالمية تقول: إذا جهلت الفاعل فابحث عن المستفيد”.