قررت الحكومة التركية، اليوم الخميس، إعادة رفع الأذان في أبراج معلم “آيا صوفيا” التاريخي، في اسطنبول، كبرى المدن التركية، بعد 81 عامًا من تحويله إلى متحف، وإيقاف رفع الأذان في أبراجه الأربعة.
وقالت صحيفة محلية اليوم، إن رئاسة الشؤون الدينية التركية، عينت إمامًا لمسجد “قصر هونكار” الواقع ضمن “آيا صوفيا”، لتتيح بذلك إعادة رفع الأذان عبر مآذن آيا صوفيا.
وفي العام 1935، وتحت حكم مؤسس الدولة التركية الحديثة، الزعيم العلماني الراحل، مصطفى كمال (أتاتورك) صدر قرار عن الحكومة، آنذاك، بتحويل “آيا صوفيا” والعديد من المساجد والكنائس والأديرة إلى متاحف.
وفي ظل حكم حزب العدالة والتنمية “الإسلامي”، ازدادت في تركيا مطالبات متدينين أتراك بإعادة فتح أبواب معلم “آيا صوفيا” التاريخي، كمسجد، ورفع الأذان مرة أخرى من أبراجه.
وسبق أن صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أيار/مايو 2014، عزمه إعادة فتح أبواب “آيا صوفيا” للصلاة، إلا أن محكمةً تركيةً حسمت الأمر بإصدارها حكماً في أيار/مايو 2015، بعدم إعادة فتح آيا صوفيا كمسجد.
ويرى معارضون علمانيون في محاولات إعادة فتح آيا صوفيا كمكان للعبادة، خروجاً على مبادئ العلمانية التي أرسى دعائمها أتاتورك، في عشرينيات القرن الماضي.
وسبق أن عبر ناشطون مسيحيون لـ “إرم نيوز” عن رفضهم تحويل معلم “آيا صوفيا” إلى مسجد، معتبرين أن إقدام الحكومة على مثل تلك الخطوة “يعتبر استفزازًا مجانيًا لمشاعر رعاياها من المسيحيين المشرقيين، في الوقت الذي يجب أن تعمل فيه على تعزيز الوحدة الوطنية، ومعاملة جميع المواطنين على نفس السوية، دون الانحياز لأي فئة، ولو كانت أغلبية”.
وخلال الحقبة البيزنطية؛ كانت “آيا صوفيا” أكبر كنائس إسطنبول، ليحولها السلطان العثماني، محمد الفاتح إلى مسجد، عقب انتزاع القسطنطينية (إسطنبول).
وبين الحين والآخر تسمح حكومة حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، بممارسة بعض الطقوس الدينية في “آيا صوفيا” ما اعتبره علمانيون “تهيئة للرأي العام التركي لتقبل إعادة فتحه كمسجد”.
وعمدت رئاسة الشؤون الدينية التركية، في نيسان/إبريل 2015، إلى إقامة معرض كبير في آيا صوفيا، تحت عنوان “النبي محمد (ص) في ذكرى مولده الـ1444” ضمن فعاليات أسبوع المولد النبوي الشريف، افتُتِح بتلاوة آيات من القرآن الكريم داخل الجزء الداخلي للمتحف، للمرة الأولى منذ إغلاقه كمسجد.
وشهدت الأعوام الأخيرة إعادة افتتاح بعض المساجد الأثرية وترميمها وإعادة تأهيلها للعبادة بعد عقود من إغلاقها وإهمالها، وتحويل معظمها إلى متاحف أو نوادٍ اجتماعية وحزبية، باتت تعرف باسم “البيوت الشعبية”.
وفي ظل غياب الإحصاءات الرسمية حول أعداد دور العبادة المهملة في الأراضي التركية، يقدِّر ناشطون أعدادها بالآلاف؛ موزّعة في عموم البلاد.
وشهدت البلاد منذ استلام حزب العدالة والتنمية حكم تركيا العام 2002، بزعامة رجب طيب أردوغان، حركة لبناء المساجد بعد عقود من المنع، بالإضافة إلى إعادة ترميم وفتح المساجد التاريخية.
وينتقد متدينون أتراك تحويل دور العبادة إلى نوادٍ اجتماعية، معتبرين إعادة تأهيل تلك المساجد للعبادة قرارًا صائبًا، في حين أثار إعادة فتح بعض المساجد حفيظة التيارات العلمانية في البلاد.