على الرغم أننا قد أكدنا مراتٍ عديدة أن جامعاتنا كانت وستظل منارات عِلمنا، وحصننا المكين ؛ إلا أنه يتعين علينا الاعتراف هنا، بأنها قد أُصيبت بمعضلة سعي حكامنا إلى احتوائها وتدجينها. بل إنهم قد نجحوا في عسكرتها وأمننتها !
والأخطر أننا قد غدونا كاعضاء هيئة التدريس ومساعديهم محاصرين بين شقي رحى التجويع والترويع !
ولأنهُ بـ”المثال يتضح المقال”، سأورد لكم مثالاً على مفهوم (الاستئساد المبندق) الذي أوردته في عنوان منشوري هذا.
حيث قامت مؤخرًا سلطُة الأمر الواقع، ممثلةً بالحركة الحوثية، بتنصيب رئاسة جديدة لجامعة صنعاء عبر قرار رئيس ما عُرف بـ (اللجنة الثورية العليا).
وعلى الرغم من رفضنا هذه الرئاسة، عبر إجراءات نقابية، اُتخذت من قبل نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعة، ونقابة الموظفين، وكذا من قبل مجلس الجامعة. وتمثلت هذه الإجراءات بتعليق العمليتين الأكاديمية والإدارية لفترة من الزمن، إلا أنه هذه الرئاسة ما زالت تمارس مهامها حتى الان.
ولأن الساحة اليمنية ما زالت مصابة بداء ما وسمته ب(شرعية اللاشرعية) ؛ فقد استئسد المبندقُ، وتأرنب كثيرٌ من (أهل القلم) !
ومن آخر شواهد هذا الأستنتاج قيام الزميل/رئيس جامعة صنعاء الحالي بإفتعال (شجار لفظي) أكثر مِن مرة مع زميله رئيس النقابة كاتب هذه السطور !
وعلى الرغم من أنني وزملائي أعضاء الهيئة الإدارية للنقابة قد شرفنا وحزنا على ثقة زملائنا وزميلاتنا أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء، وحصلنا على أغلبية أصواتهم في انتخابات حرةٍ ونزيهة ؛ إلا أن هذا الزميل ما زال يأتمر بأمر الحركة الحوثية التي نصبته كرئيسٍ للجامعة !
والأخطر في هذا الصدد، أنه قد أصيب بداء الأستئساد والتنمر تجاه كثير من زملائه، كان آخرها ما حدث معي صباح يومنا هذا السبت بتاريخ 2016/10/29م .
حيثُ كنتُ في إحدى زياراتي الميدانية لبعض زملائي أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في بعض كليات الجامعة (كلية الزراعة تحديداً).
وأثناء لقائي بأحد زملائي في باب قاعة المحاضرات فوجئت بأقتراب هذا “الرئيس” وبرفقة أحد حراسه المُبندقين شاهراً اتهامه لي ( كذبا) بتحريضي الزملاء ! مع أنني وزملائي أعضاء الهيئة الإدارية للنقابة نمر على الزملاء ونلتقي بهم في الحرم الجامعي؛ للتشاور معهم في موضوع تأخير المرتبات، وتدارس ما العمل !
وفي هذا السياق، أوضح أنني قد رددت عليه بقولي : “يا هذا أخفض صوتك، وتوقف عن التهديد. وأعلم أنني وزملائي قد حظينا بشرعية انتخابية، منحها لنا زملاؤنا أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم، أما أنت فلا شرعية لك ؛ فأنت نتاج قرار حركةٍ مُبندقة، تمارس سلطة الأمر الواقع !
ختاما، هذا ما أردت قوله، وتوضيحه للزملاء والزميلات أولاً، وللمعنيين ثانياً، وللرأي العام أخيراً.
د.محمد الظاهري