تُبدع فنانة سعودية بتشكيل مشاهد لمواقع مدن تاريخية في المملكة العربية السعودية لتوصلها إلى العالم، ولتعكس جماليتها وتراثها، وتربط بين الماضي والحاضر.
وبدأت دعاء البدر (46 عاماً) بالرسم إثر شغفها بالتراث السعودي، حيث ولدت بمدينة الطائف، التي تعدّ من أجمل مدن المملكة، وتُوصف بـ”عروس المصايف”.
وتقول الفنانة لـ”الخليج أونلاين”، إنها “ترسم منذ 9 سنوات، وانطلقت هذه الأعمال من مدينة الطائف، جبال الهدا والشفا، وقصر شبرا، إلى باقي مدن ومناطق المملكة”.
وترسم الفنانة على “الكانفز”؛ وهو قماش يُصنع من القطن أو الكِتّان، ثم يُحضّر ويؤسس للرسم والتلوين، ويُدهن بمادة بيضاء تسمى “الجيسو”.
وبعدها أدخلت “الدَفّ” للرسم عليه لتكمّل جماليات التراث السعوديّ، ولإظهاره أكثر على الساحة الفنية، والذي يُعدّ “من أجمل الآلات الموسيقية”، على حدّ وصفها.
ولم تكتفي البدر بعرض وبيع لوحاتها للسعوديين، بل اتجهت لبيعها للجاليات الأجنبية من سفارات ومدارس عالمية، كتذكارات لمناطق ومدن المملكة، ومن ثم للسوق المحلية، والمؤسسات الحكومية، والشركات الخاصة.
وأضافت البدر أن أعمالها “لاقت قبولاً غير متوقع، ونجحت نجاحاً باهراً، وبيعت جميعها”.
وترى أن المملكة فيها كنوز وتراث عريق، وإرث مميز لا يوجد في مكان آخر، وتسعى لأن تُظهر جمال السعودية للعالم من خلال لوحاتها الفنيّة.
وتتابع: “أتمنى أن أشاهد جماليات الحضارة العريقة، وربطها بين الماضي والحاضر من معالم حديثة وتاريخية في ذات الوقت”.
وتربط الفنانة في أعمالها بين الماضي والحاضر، مع حفاظها على الهوية السعودية والتراث العريق، ورسمت لوحة “تراثيات”، لتعبّر فيها عن الحياة الصحراوية والبدوية الأصيلة.
وإحدى لوحاتها عن مدينة الرياض أظهرت فيها أهم معلم؛ وهو برج المملكة.
جدير بالذكر أن البرج “مركز المملكة”، اكتمل إنشاؤه عام 2002، وهو يقع وسط الرياض، على قطعة أرض اشتراها الأمير الوليد بن طلال سنة 1990، ويُعد أحد أبرز المعالم الحضارية وأكثرها شهرة.
ورسمت البدر مشهداً لمدينة ينبع البحر، وهي محافظة من محافظات المدينة المنورة، وتقع على ساحل البحر الأحمر في إقليم تهامة، وتبعد نحو 200 كم غرب المدينة.
مشهد آخر لمدينة طيبة الطيبة، المدينة المنورة قديماً.
وشكّلت لوحة فنيّة تصوّر فيها بيوت مدينة جدة التاريخية، وسوقها القديم المُسمّى بـ”البلد”.
ومن اللوحات التي تهمّ الأجانب جداً لوحة “مدائن صالح”، والتي تُسمّى “بترا السعودية”، وتعدّ إرثاً عظيماً للمملكة.
وكانت مدائن صالح تعرف قديماً بمدينة “الحِجْر”، وهي موقع أثري يقع في شمال غربي السعودية، وتحديداً في محافظة العُلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة.
ويحتل المكان موقعاً استراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، كما أن للمكان شهرته التاريخية التي استمدّها من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام.
وهُنا مشهد في قصر شبرا بالطائف، والذي تحوّل لأكبر متاحف السعودية. وهو أحد القصور التاريخية الموجودة في الطائف.
وأنشأ القصر علي عبد الله بن عون باشا عام 1906، وحوّل لمتحف إقليمي لمحافظة الطائف، وكان الملك عبد العزيز آل سعود، والملك فيصل بن عبد العزيز، يتخذانه قصراً لهم عند زيارتهم للطائف.
ومن اللوحات التي ربطت فيها الماضي بالحاضر، وحافظت فيها البدر على الهوية السعودية على الرغم من العمران الحديث، لوحة يظهر فيها كل من برج المملكة والفيصلية في الرياض.
والبرج هو أحد أبرز مباني مدينة الرياض، بني على مساحة 55 ألف متر مربع في شمال مدينة الرياض في حي العليا، ويحده من الغرب طريق الملك فهد، ومن الشرق طريق العليا العام.