كشف مصدر يمني مقرب من وفد الحوثيين والرئيس المخلوع صالح، عن تفاصيل اللقاء الذي جرى بين الوفد المشترك لجماعة الحوثيين وحزب المؤتمر، الجناح الموالي لعلي صالح، ومبعوث الأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ الذي وصل إلى صنعاء قبل ثلاثة ايام.
وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكره اسمه مساء الأحد، لـ”عربي21“، إن ولد الشيخ التقى بوفدي الحوثي وصالح، حيث أبديا انتقادا لاذعا له على خلفية ما اعتبروه “تبنيا للرواية السعودية باستهدافهم لمكة المكرمة بصاروخ باليستي”، في إحاطته لمجلس الأمن الأسبوع الماضي، الأمر الذي دفع الرجل للاعتذار وفقا للمصدر.
وأضاف المصدر المقرب من وفد الحوثي وصالح، أن المبعوث الأممي تباحث مع الوفد حول عقد جولة جديدة من المفاوضات مع الطرف الآخر، أي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والترتيبات اللازمة لذلك، دون أن يفصح عن مكان وموعد انعقادها المقترح، مشيرا إلى أن وفد الحوثي وصالح اشترطا إيقاف العمليات العسكرية التي يقودها التحالف، ورفع الحصار، للقبول بالدخول في الجولة الجديدة من المحادثات مع الوفد الحكومي.
وبحسب المصدر اليمني، فإنه جرى التباحث والنقاش مع ولد الشيخ حول عدد من الملاحظات المقدمة من الحوثيين وحزب صالح لما تضمنته المبادرة الأممية، دون أن يقدم المصدر أي تفاصيل إضافية عنها، لافتا إلى أن المبعوث الدولي أبلغهم بموافقة السعودية على خارطة الطريق التي قدمها.
وتشير نسخة متداولة من تلك الخارطة إلى “نقل هادي صلاحياته لنائب رئيس جمهورية توافقي، بعد تنحي نائبه الجنرال علي محسن الأحمر، على أن يقوم النائب الجديد بتكليف شخصية توافقية بتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها (الحوثيون)، فيما يظل الرئيس الحالي بمنصب شرفي فقط حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة”.
وكان وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، أكد السبت، أن خارطة الطريق التي تقدم بها ولد الشيخ لا يمكن أن تصنع سلاما بل ستزيد من الصرعات والاقتتال الداخلي، لأنها لم تلتزم بقرار مجلس الأمن 2216 الصادر تحت الفصل السابع والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وقال المخلافي خلال لقائه بنظيره التركي في أنقرة، إن أي حل يثبت الانقلاب أو يكافئ المليشيا الانقلابية التي فرضت الحرب على الشعب اليمني لن يكتب له النجاح ولن يكون مقبولا بأي شكل من الأشكال، وفقا لوكالة سبأ الحكومية.
ورحب الحوثيون وصالح بخطة ولد الشيخ، الأسبوع الماضي، واعتبروا أنها “تشكل قاعدة جيدة للمفاوضات”.