جاءت مفاجئة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية على غير التوقعات التي سردها الكثيرون بدءا من استطلاعات الرأي حتى وصوله الى سدة الحكم في البيت الأبيض بعد تغلبه على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.
فكثير من التحليلات التي قالت بان ترامب غير قادر على تجاوز الانتخابات التمهيدية ناهيك عن الانتخابات العامة وقبلها اعتقدوا بانه لن يفوز بترشيح الحزب الجمهوري لكنه فاز وذهب لمنافسة السياسية المحنكة هيلاري كلنتون فبات ترامب هو الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الامريكية.
راقب العالم سير الانتخابات الامريكية وتابع نتائجها ملايين المحللين والمراقبين وبدأت المفاجئات تتوالى واحدة تلو الأخرى بعكس ما ذهب اليه معظم المتابعين الذين اعتقدوا بان ترامب لن يصمد في الانتخابات او على الاقل لن يحصد الاصوات التي قد تدلف به الى البيت الابيض فليس بالرجل السياسي المتمرس الذي يمكنه من قيادة دولة هي بالأصل تقود العالم.
سنكون امام مأساة قادمة في سوريا
ورغم ذلك فقد تباينت ردود الافعال لدى المراقبين بالنظر لفوز دونالد ترامب وهل سيؤثر ذلك على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية حيث يرى الدكتور براق احمد الابارة ان ” السياسة الخارجية الامريكية ستشهد تغير كبير خاصة في العلاقة مع العالم العربي وقضاياه، فترامب وبوتين لهما توجهات متشابهة ما يعني اننا امام مأساة قادمة في سوريا وسيتفق البلدان على دعم الاسد والنظام القمعي في مصر وستشهد العلاقة مه بقية البلدان العربية فتور بدرجات متفاوتة”.
جنون العظمة التي تسبق الانهيار
وتزداد حدة النظر الى الجانب السلبي لفوز دونالد ترامب لدى الاستاذ عبدالكريم ثعيل الذي قال بان فوز ترامب سيؤثر سلبا بشكل كبير على السياسة الخارجية الامريكية وذلك بنفس مستوى تطرف وارهاب ترامب وديكتاتوريته المعلنة وذلك قد يدفع بأمريكا إلى مزيدا من الصراعات والحروب وأظن أن أمريكا مع ترامب ستعيش مرحلة جنون العظمة التي تسبق الانهيار” فيما كان الصحفي علي غالب اكثر تشاؤما من فوز دونالد ترامب عندما قال ” بان فوز ترامب ستكون له نتائج سلبية على مستقبل السياسة الخارجية الامريكية عموماً والسياسة العربية الامريكية خصوص نظراً للتصريحات التي تؤكد علي عنصرية ترامب وليس سراً إذا قلت ان فوز ترامب سيجعله طاغية العصر بلا منازع لعدة اسباب ابرزها عدم وجود خبرة لديه بالحكم ،كونه لم يتول اي منصب سياسي خلال مسيرته الحياتية بالإضافة الى الدعاية الانتخابية لترامب التي جعلت الكثير من الدول تتخوف من سياسة امريكا المستقبلية تجاهها”.
ترامب الرئيس ام ترامب المرشح ؟
المؤرخ والكاتب توفيق السامعي لم يخف قلقه ايضا من الخطوط العريضة التي تضمنتها الدعاية الانتخابية لدونالد ترامب حيث يعتقد “ان ترامب سيقود أمريكا إلى مربع الحروب كما عرف عن الجمهوريين فإن كان الجمهوريون متطرفين في تعاملاتهم الدولية وكل الحروب الأمريكية ضد الخارج تمت في حكمهم هم فإن ترامب مصاب بجنون التطرف وحتما سيقود بلاده إلى مواجهات محتملة خارجيا”.
واضاف السامعي : لقد كان صريحا في حملاته الانتخابية أنه سيطرد المهاجرين من بلاده وأنه سيمزق اتفاقات التجارة العالمية وسيلغي الاتفاق النووي مع إيران وأنه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدس وسيواجه الإسلام والمسلمين وكل هذه خطوط عريضة لسياسته إلا إن فرملته مؤسسات الدولة العميقة وجعلت منه ترامب الرئيس لا ترامب المرشح”.
الصحفي زكريا الغندري “يرى أنه لا جديد سوى أن اللعب الذي كان يدار خلف الكواليس بات على المكشوف وموقف أمريكا اولا واخيرا مرتبطة بمصالحها مهما اختلفت الوجوه والاشخاص” ويعتقد ان التصريحات التي رافقت الدعاية الانتخابية تظل دعاية لان الرئيس في نهاية المطاف يتخذ القرارات عبر مؤسسات الدولة العميقة”.
الخطاب التنافسي للفوز لا يعتبر سياسة قائمة بالفعل
وهذا ما ذهب اليه ايضا الدكتور فيصل الحذيفي عندما اشار الى ان ” فوز ترامب لا يعني أن السياسة التي سيسلكها مطابقة كل التطابق إلى خطابه الدعائي التنافسي بغرض الفوز ،وليس بوسع أحد الحديث عن خطاب تنافسي للفوز باعتبارها سياسة قائمة بالفعل”.
السياسة الامريكية ثابتة وفترة ترامب ستكون أسوء المراحل
الكاتب الصحفي فهد سلطان قلل من تأثير الرئيس على القرار السياسي حيث اعتبر ان “السياسة الامريكية ثابتة وهي تخضع لدراسات ومراكز ابحاث ويتم الاختيار في التعامل مع الملفات بين خيارات مطروحة وليست مطروحة لرغبات أي رئيس”.
لكنه لم يخف قلقه ايضا من وجود ترامب في هرم القرار الدولي معتقدا ” أن فترة ترامب ستكون أسوء المراحل على الشرق الاوسط تحديداً, وسيكمل مشروع سلفة بارك اوباما” منوها الى ان “هناك توجه يميني لم تكن الولايات المتحدة إلا واحدة من الحلقات بعد تجذر ذلك في عدد من الدول حول العالم”.
تغليب الجوانب الاقتصادية
وبعيدا عن القلق والتوتر السائد لدى كثير من المراقبين يعتقد الاستاذ صلاح باتيس” ان السياسة الخارجية الأمريكية بعد فوز رجل الأعمال دونالد ترامب برئاسة الدولة سوف تغلب الجوانب الاقتصادية ، لذلك اعتقد انهم سيركزون على بناء علاقات مع الدول الغنية حول العالم ويحولون سياستهم ويكيفوها على هذا النحو”.
تأثير محدود
وتتلاشى المخاوف من تأثير الرئيس الامريكي على القرار السياسي لدى الاعلامي مصطفى القطيبي الذي يرى ان” تأثير ترامب سيكون بسيط في ظل أن أمريكا تحكم بمؤسسات وتأثير أي رئيس يكون محدود جدا” وأضاف أننا كعرب علينا ألا نعول على التغييرات السياسة هنا أو هناك وان نعتمد على انفسنا” في إشارة الى بعض انظمة الدول العربية التي تربطها علاقات متينة بالنظام الأمريكي.