قالت السفارة السعودية لدى أنقرة، إن محاولات الإعلام الإيراني تضليل حقيقة إطلاق جماعة “أنصار الله” (الحوثي) لصاروخ استهدف مكة المكرمة، في أكتوبر الماضي، “لن تنجح”.
وأضافت السفارة، في بيان وصل الأناضول نسخة منه اليوم الإثنين، أن “الأبواق الإيرانية التي تحاول أمام موجة الاستنكارات والإدانات العربية والإسلامية، تضليل حقيقة إطلاق الصاروخ الحوثي (..) لن تجدي نفعا ولن تنجح”.
وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، نهاية أكتوبر الماضي، اعتراض وتدمير صاروخ “باليستي”، على بعد 65 كلم من مكة المكرمة، واتهم الحوثيين بإطلاقه من محافظة صعدة، شمالي اليمن، الأمر الذي لاقى استنكاراً وتنديداً واسعين على المستويين العالمي والإسلامي.
وآنذاك نفى الحوثيون استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي، معتبرين إعلان التحالف العربي “محاولة لتأليب مشاعر المسلمين”.
وذكر بيان السفارة السعودية اليوم، “الحقائق الميدانية تُثبت أن النظام الإيراني لا يزال يدعم الانقلابيين (الحوثيين) في اليمن، من خلال أسلحة، وصواريخ ارتجاجية، وخبراء عسكريين، مما يساهم في زيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
واعتبر أن “انتهاكات ميليشيات الحوثي و(الرئيس اليمني السابق علي عبدالله) صالح، للأماكن المقدسة إنما هو استفزاز لمشاعر المسلمين في مختلف بقاع الأرض”.
وأضاف أن “مثل هذا الحدث قطع الشك باليقين بأن جماعة الحوثي، وداعميها في إيران، لا يحترمون مقدسات المسلمين، وتضع حياة عشرات الألوف من العباد المصلين الركع السجود في دائرة الخطر دون تفكير، وهو استفزاز واضح لمشاعر المسلمين، ومحاولة اعتداء فاشلة على أقدس بقاع الأرض حرمة وطهارة”.
وبهذا الصدد، أشار البيان، أنه “نظرا لخطورة هذا الحدث، اجتمعت الدول الإسلامية في مؤتمر وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في مكة المكرمة في 17 نوفمبر الماضي، وأصدروا بيانا قويا يدين هذه الانتهاكات غير المسبوقة في التاريخ الإسلامي الحديث”.
كما انتقد البيان التدخل الإيراني في اليمن، قائلا، إن “ما تشهده اليمن من حالة عدم الاستقرار إنما هو نتيجة للتدخل الإيراني السافر لإذكاء الطائفية البغيضة، وإفشال المساعي الدولية للوصول لتسوية الأزمة اليمنية؛ استنادا لقرار مجلس الأمن 2216، الصادر في 2015”.
وأضاف أن “استهداف البقاع المقدسة يدل على خطورة الأعمال التي تقوم بها إيران من تطوير للقدرات العسكرية والصاروخية للميليشيات الإرهابية، وتمكينها من استخدام قدرات تدميرية عالية، مما يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”.
ولفت إلى أن “ميليشيات الحوثي وصالح، بتحريض ودعم النظام الإيراني، يستمرون في الصلف والمكابرة غير مكترثين بالشعب اليمني، وبدلا من سعيهم لإيجاد حل سلمي في اليمن؛ تجدهم يسعون لتصدير مشكلاتهم مع الحكومة الشرعية للخارج من خلال اعتدائهم على المملكة ومقدساتها”.
واعتبر استهداف مكة “دليل بارز على إمعان ميليشيات جماعة الحوثي وقوات صالح، في تجاوزاتهما، ورفضهما الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، والجهود الحثيثة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية”.
ومنذ أكثر من عامين، تشهد اليمن حربًا متصاعدة بين القوات الحكومية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية، من جهة وقوات جماعة “الحوثي” وحلفائها من جهة أخرى، راح ضحيتها آلاف من الطرفين، علاوة على أوضاع انسانية واقتصادية بالغة الصعوبة.