تتواصل التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تصيب اليمن، جراء النقص الحاد للغذاء. وقال أكبر مسؤول إغاثة دولي في اليمن إن الكارثة الإنسانية تتفاقم، مما يدفع البلاد إلى شفا المجاعة.
وأضاف جامي مكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن: «الأطفال يموتون في مختلف أنحاء هذا البلد».
وأوضح مسؤول الأمم المتحدة أن الحرب حرمت أكثر من 14 مليون نسمة – هم نصف عدد السكان – من «الأمن الغذائي» وأن سبعة ملايين منهم يتضورون جوعا.
وأظهرت وثائق أن «كبار التجار توقفوا عن استيراد القمح»، وأرجعت توقف استيراد القمح إلى «أزمة في البنك المركزي مما يمثل أحدث انتكاسة للوضع الإنساني»، في تقرير نشرته «رويترز».
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمر بنقل مقر البنك المركزي اليمني وعملياته إلى عدن في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال محافظ المركزي اليمني المعين حديثا مع نقل البنك، منصر القعيطي لـ«الشرق الأوسط»، في حديث سابق، إن نتيجة سيطرة الحوثيين على مراكز الاحتفاظ بالسيولة المحلية وهيمنتهم على هذه المراكز في صنعاء والحديدة، أعاقت من دور البنك المركزي في الوفاء بالتزاماته باتجاه كل محافظات الجمهورية، وهي أحد الأسباب التي سدت الطريق أمام البنك المركزي لمواصلة أداء مهامه من صنعاء والوفاء بالتزاماته للجمهور، وانتقد السياسة النقدية، وإدارة السيولة المحلية.
وكان الحوثيون وصالح انقلبوا على السلطة الشرعية في اليمن بالقوة منذ سبتمبر 2014، في حين بدأت عمليات تحالف استعادة الشرعية في اليمن بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مارس (آذار) 2015، واستطاعت تحرير غالبية مناطق البلاد وتدمير ترسانة أسلحة سيطرت عليها الميليشيات في اليمن.
ويعاني ثمانية من كل عشرة أطفال من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق، وفقا لأرقام وكالة تابعة للأمم المتحدة، وتعتمد كثير من الأسر في الغالب على عائل واحد فقط وتتزايد زيجات الأطفال؛ إذ يجري تزويج فتيات في سن 15 عاما في المتوسط وربما أقل، وفقا لما نقلته «رويترز».
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 18.8 مليون نسمة في حاجة إلى نوع من الإغاثة الإنسانية، لكن المنظمة الدولية تكابد لإيصال المساعدات، إما بسبب الحرب، وإما لنقص التمويل. وسيفاقم وقف شحنات القمح من المشكلة، وقال مكجولدريك: «نعلم أننا في أوائل العام المقبل سنواجه مشكلات كبيرة»، ووصف الاقتصاد بأنه «مهترئ».
وأضاف أن نحو نصف عدد محافظات اليمن الاثنتين والعشرين توصف رسميا بالفعل بأنها تعاني وضعا غذائيا طارئا، ويمثل هذا الوضع أربع درجات على مقياس مكون من خمس درجات، تعني درجته الخامسة وجود مجاعة.
وقال: «أعرف أن هناك تطورات مقلقة وأن التدهور الذي شهدناه في الاقتصاد والخدمات الصحية والقدرة على إيصال الغذاء لا يعطينا إلا مؤشرا على أن الأمور ستكون أسوأ بكثير».
وتجري الأمم المتحدة تقييما جديدا للوضع الغذائي استعدادا لتوجيه نداء إنساني جديد في العام المقبل 2017 تطلب فيه من المانحين مساعدات لإنقاذ حياة ثمانية ملايين نسمة. ومع هذا قد لا يعلن رسميا عن وجود مجاعة.
وقال مكجولدريك: «من السهل من الناحية الفنية قياس هذه الأشياء، لكن كلمة مجاعة لن يستخدمها إلا قليلون جدا؛ لأنها محركة جدا للمشاعر، يمكنني القول إن من غير المرجح حدوث هذا… هذه قناعتي الشخصية».
مسؤول أممي : ربع سكان اليمن يتضورون جوعًا
No more posts
No more posts