قال فيصل المجيدي -السياسي اليمني رئيس مركز إسناد لتعزيز القضاء وسيادة القانون- إن تصريح حسين سلام -نائب القائد العام قوات الحرس الثوري الإيراني- بأن مشروع الجمهورية الإيرانية سيمتد إلى البحرين واليمن والموصل بعد سقوط مدينة حلب السورية، بحد ذاته خارج عن الأعراف الدبلوماسية، وفيه وقاحة وعنجهية.
واستنكر في تصريحات خاصة لـ”الخليج العربي” تسمية “سلام” لما قاله بأنها “وعود إلهية”، مشيراً إلى أن الأقرب أنها “وعود شيطانية”.
وأضاف “المجيدي”: “اعتقد أن هذه التصريحات ناتجة عن شعور إيران بوجود فائض القوة الناتج عن الدعم الغربي لها والتهاون العربي في مواجهة هذه العنجهية”، لافتاً إلى أن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، له تصريحات لافته في هذا الشان “إذ حذر من مشروع سايكس بيكو جديد في منطقة الشرق الأوسط يهدف إلى تقسيم دول المنطقة على أسس طائفية، داعيا الدول الإسلامية إلى التكاتف والتوحد لمحاربة هذا المشروع”.
وتابع: “إذا نحن أمام إعادة تقسيم للمنطقة من جديد على أسس طائفية حيث جرى رسم هذا المخطط في الغرب وتكفلت إيران بتنفيذه، كما لم تخفي كوندرايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في عهد بوش في تصريحات لها عام 2006 الرغبة الأمريكية بهذا الشأن إذ أعلنت حينها عن شرق أوسطي جديد ويبدو أن التقسيم على أساس طائفي سيكون جزء أساسي منه”.
وأوضح “المجيدي” أن إدارة أوباما كانت أكثر وفاء لإيران فيما تم التعهد به بشان إيجاد نفوذ لها قوي في الشرق الأوسط وهذا من أسباب إعادة التقسيم على أساس طائفي، مشيراً إلى وجود دراسات غربية نشرت منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي تتحد أن يتم استكمال التقسيم للوطن العربي في 2018 أي بعد نحو مائة عام من سايكس بيكو القديم في 1918.
وقال إن هذا الأمر يجعلنا نقول أن العرب إن استمروا في غيهم فسيكونون مجرد بيادق حتى في بلادهم في يد الغرب ووكيلتهم إيران، ويجب أن يكون لهم كلمة مسموعة، وإلا سيضيعون في الزحمة وسيحدد مصيرهم غيرهم, لافتاً إلى أنه سبق للملك عبدالله بن الحسين أن تحدث للصحافة الأمريكية عام 2004 أي بعد سنة من غزو العراق عن ما سماه الهلال الشيعي في إشارة للأوضاع في العراق حينها والخوف من وصول حكومة عراقية طائفية تاخذ أوامرها من طهران وللأسف لم يتم اخذ تصريحاته بجدية حقيقية وها هو الهلال يكاد يتحقق.
وأشار “المجيدي” إلى أن العراق في يد إيران فعلاً ويجرى استكمال أخر فصولها في الموصول تحت مبرر داعش والملاحظ أنه يتم تدمير المدن السنية التي قامت بثورة ضد حكومة المالكي الطائفية تحت لافتة داعش، مما يضطر زعماء المناطق السنية إلى السكوت بل والإعلان بمضض عن وقوفهم مع التحالف الإيراني الغربي في هذه الحرب مع أنهم يعلمون أن داعش في حد ذاته أوجد بمساعدة الطائفي المالكي وبمعاونة أمريكية ولم تتوسع إيران كما حصل الآن ولم يصمد نظام الأسد ويعود للواجهة ويدمر حلب إلا تحت لافتة داعش.
وأكد أن إيران تسعى لاستكمال الهلال الشيعى ويضم كلًا من العراق، سوريا، لبنان، حزب الله، اليمن، ممثلة فى الحوثيين، شيعة البحرين، شرق السعودية، وتريد من خلال الهلال الشيعى إسقاط الدول العربية التي تواجه مشروعها وتحديداً دول الخليج القلب منها السعودية والوصول لمكة والمدينة.
ولفت السياسي اليمني، إلى أن قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد جعفرى، قد اعترف فى مايو 2015 أن تدخلات إيران فى اليمن وسوريا تأتى فى إطار توسع خارطة الهلال الشيعى فى المنطقة، مشيراً إلى أنها منهجية واضحة المعالم بالنسبة لإيران والغرب، مع العلم أن إيران إرهاب عابر للدول إذ أن لديها مليشيا في كل مكان ولم تدخل بلاداً إلا أفسدته وأذلت أهله.
وحذر “المجيدي” من أن إيران إذا استكملت سيطرتها على سوريا بعد العراق لن يتبقى إلا اليمن، ومن بعده سيتجهون لتطبيق كماشة الشمال “الحشد الشعبي” والجنوب “الحوثي”، متسائلاً: “ألم يقل نوري المالكي قادمون يا نينوى تعنى أيضا قادمون يا سوريا قادمون يايمن، ملمحاً إلى أنهم طبقوا كلامهم في حلب ولا يجب أن ينتظر العرب مجيئهم لليمن والبحرين.
وحث السعودية على أن تعيد استراتيجيتها ومعها دول الخليج، والانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، ويجب تأمين اليمن والبحرين ومن ثم الانطلاق شمالاً، ويجب دعم المعارضة السورية بكل جدية، لانه يعتقد على نطاق واسع أنه بعد حلب فإن معركة اليمن ستحدد هوية المنطقة العربية بحيث إذا هزم مشروع إيران هناك سيكون الأمل باستعادة سوريا والعراق وإلا للأسف الحبل على الجرار.
وقال “المجيدي” إن تأخير حسم معركة اليمن بما تشكله من حزام حماية حقيقي للسعودية ودول الخليج يجعل أمنها القومي في خطر، فإذا لم تحسم السعودية معركتها في الحدود وفي خاصرتها الجنوبية فإنه سيصعب عليها الحسم في مناطق أخرى خصوصاً وأنه مع مرور الوقت تظهر الضغوطات عليها أكثر من حلفائها النظريين، حيث أعلنت امريكا عن تعليقها بيع الأسلحة للسعودية والسبب حسب زعمها الحرب في اليمن ووجود المدنيين، مشيراً إلى ان هذا الخبر نشر وقت اجتياح المليشيا الشيعية لحلب وبمساعدة روسيا.
وأضاف أن القتل للمدنيين والأطفال والنساء والشيوخ في حلب من إيران وروسيا والحرب على السعودية يدل على تماهي كامل من الإدارة الامريكية مع تصرفات إيران في المنطقة، موضحاً أن المعادلة هي “بعض الغرب ينظر للعرب السنة بأنهم الارهاب، إيران تكفلت بتدميرهم واسقاط دولهم، تكلفة هذا المشروع غربياً صفر إذا فلتستبيح إيران المنطقة وبرعاية غربية”.
وبين “المجيدي” أن الإشكالية الكبرى الحاصلة أن إيران تحارب بكل دولها إن صح التعبير ومليشياتها الآتية من العراق أفغانستان وسوريا ولبنان وباكستان واليمن وحتى المكونات السياسية والمليشاوية الخليجية وكل من اخترقتهم الالة الحربية والدعائية الشيعية الإيرانية، فيما تجد السعودية نفسها وحيدة تقريباً في مواجهة كل ذلك وإن وجد التحالف العربي فإنه حقيقة لا يواجه إلا في معركة اليمن فقط وليس بكل الامكانيات، فيما تترك السعودية منفردة في بقية الجبهات وهذا هو الحصاد المر الذي سيجني بعده العرب الويل إذ أن إيران تستهدف دولهم دولة دولة.
وأشار إلى أن كل العرب في المنظور الإيراني يجب سقوطهم، قائلاً: “إذا ما استكملت ايران معركتها الأخيرة في حلب وبقية المدن السورية فإنه سيكون لديها بالفعل فايض قوة وهي لن تتوقف حتى استعادة إمبراطوريتها التي تراها في المشرق العربي.
وتابع “المجيدي”: “تتحدث الآلة الإيرانية أن الجائزة الكبرى لها هي السعودية والوصول تحديداً لمكة والمدينة وهؤلاء يرو أن مكمن قوة السعودية هي في نظر المسلمين لها باعتبارها تضم العاصمة الروحية للعالم الاسلامي وأقصد بذلك مكة المكرمة ووجود المدينة المنورة أيضا، وبالتالي كما يقولون فإن السيطرة على هاتين المدينتين سيضمن لها زعامة العالم الإسلامي”.
واستطرد: “يقولون أن اندنوسيا وماليزيا وغيرهما ستأتيان إليها راغمتين وكل دول العالم الإسلامي، الآن أصبحت الحقيقة التالية هي الطافية عالسطح، فإيران تتقاسم مع إسرائيل الحقد والكره للعرب كما تتقاسمان بسبب ذلك حب امريكا”.
وأشار “المجيدي” إلى أن باراك أوباما لم يترك البيت الأبيض إلا وقد اطمأن على ربيبتيه كأن الغرب وتحديداً أمريكا حسبوها كالتالي “فلندع إيران تقوم بتنفيذ مخططاتنا وتخوض معارك تقويض العرب لن نخسر شيئاً”.
وأكد أن إيران تقوم بدور الشيطان، وتصريحاتهم بشأن اليمن والبحرين تأني في إطار الصراع على المنطقة، وهو صراع وجود وليس صراع حدود مطلقاً ومن لم يدرك ذلك فسيجد نفسه خارج التاريخ والجغرافيا، داعياً إلى تدشين مشروع عربي موحد في هذه المرحلة لمواجهة أطماع إيران، وإلا سيكون العرب مجرد بيادق في يد غيرهم.
الخليج العربي