اختارت الحكومة الشرعية اليمنية لحظة التقدّم الكبير للقوات الموالية لها والمدعومة من التحالف العربي، على حساب قوات التمرّد الحوثي المدعوم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في عدّة مواقع بالبلاد، لتكشف موافقتها المبدئية على الصيغة المعدّلة من خارطة الطريق الأممية، وذلك في رسالة سياسية واضحة بشأن استعداد حكومة هادي للانخراط في مسار سلمي جديد من موقع قوّة وبشروط محدّدة سبق لهذه الحكومة أن أعلنت تمسّكها بها ورفضها التخلّي عنها.
وذكّر الرئيس عبدربه منصور هادي خلال زيارة له قام بها إلى المكلا مركز محافظة حضرموت المستعاد منذ أشهر من تنظيم القاعدة تمسّكه بمرجعيات السلام في اليمن قائلا «لن نسمح مطلقا بتجاوز المرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن، أو الانتقاص منها . وسيتم وزن كل المقترحات والأفكار بميزانها، فما تطابق وتوافق معها فنحن معه، وما خالفها وتعارض معها فلن نقبله مطلقا ومهما كلف الأمر».
ونُقل الثلاثاء عن مصادر حكومية يمنية قولها إنّ حكومة هادي وافقت مبدئيا على صيغة جديدة معدلة من خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وستعلن موافقتها الرسمية بعد تسلمّها لها.
وأوضحت ذات المصادر التي نقلت عنها قناة العربية أن التعديلات استندت إلى نتائج اجتماعات وزراء خارجية الرباعية الدولية في الرياض، والتي تضم السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، بما يتفق مع المرجعيات الثلاث للحل السياسي لإنهاء الانقلاب، وتبدأ بانسحاب الميليشيات وتسليم السلاح ثم الحل السياسي.
وجاء ذلك فيما أصبحت التطورات على جبهات القتال تظهر رجوح ميزان القوى بشكل واضح لصالح القوات الموالية للشرعية اليمنية من جيش وطني ومقاومة شعبية، فيما تبدو قوات التمرّد في حالة من الارتباك وفقدان المبادرة على الأرض ما اضطرّها إلى التقهقر وإخلاء مواقعها في عدّة جبهات، بعد أن ألحق طيران التحالف العربي أضرارا بالغة ببناها وأسلحتها وكبّدها خسائر فادحة في أرواح مقاتليها.
وتتحدّث مصادر محلّية يمنية عن حالة من الإنهاك الشديد بلغتها قوات الحوثي وصالح لطول أمد الحرب والعجز عن مواصلة توفير الأسلحة والذخيرة اللازمة لها في ظلّ تناقص فرص تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الداخل اليمني بفعل يقظة التحالف العربي في مراقبة منافذ التهريب برّا وبحرا، إضافة إلى العجز عن توفير الغطاء المالي اللاّزم للحرب، وتناقص الحماس لدى القبائل والأوساط الاجتماعية المساندة للتمرّد والتي كانت تمثّل الخزّان الرئيسي لإمداده بالمقاتلين، وذلك نظرا للأوضاع المعيشية الصعبة التي باتت تواجهها تلك الأوساط، فضلا عن النزيف الحادّ في أفرادها المقاتلين.
وتمكّن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الثلاثاء من تحرير مواقع جديدة في محافظة شبوة بشرق البلاد وتكبيد قوات الحوثي وصالح خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ عن العميد جحدل العولقي قائد اللواء 21 ميكا قوله إن وحدات اللواء وبمساندة جوية من طيران التحالف العربي حررت نقطتي العلم والسليم الاستراتيجيتين بمديرية عسيلان إثر مواجهات عنيفة مع الانقلابيين الذين فروا من المنطقة بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
كما شمل تقدّم قوات الشرعية اليمنية منطقة استراتيجية على تخوم العاصمة صنعاء التي تعلن حكومة هادي أن استعادتها من سيطرة المتمرّدين على لائحة أهدافها التي تعمل على تحقيقها في مدى قريب.
وسيطرت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في وقت سابق على موقعين عسكريين كانا تحت سيطرة مسلحي جماعة أنصارالله الحوثية والقوات الموالية لصالح شرقي صنعاء.
وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني في بيان نشره على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن «قوات الجيش والمقاومة أحرزت تقدما نوعيا في مديرية نهم شرقي صنعاء، وحرّرت قرية سرحان وجبل قرن ودعة».