حجة تحت وطأة التهجير والتجويع والمرض

- ‎فيأخبار إقليم تهامة, أخبار اليمن

تسببت ممارسات الميليشيات الانقلابية في تحويلها لمحافظة حجة الى ساحة حرب وتهجير للسكان، واستيلاء على المعونات الغذائية والإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية والمحلية، وبيعها في الأسواق، لنزوح واسع للسكان، وخلق حالة مجاعة قاسية في عدد كبير من مديريات المحافظة.

وبلغ عدد النازحين بمحافظة حجة 485388 نسمة يتوزعون على 80898 أسرة منهم 134000 نسمة، نزحوا إلى خارج المحافظة بحسب تقرير المفوضية السامية للاجئين ومنظمة الهجرة العالمية في اليمن في أكتوبر 2016.

وأدى تهجير الميليشيات لسكان المديريات الحدودية إلى تدمير 50 منشأة طبية خاصة وعامة و46 مدرسة ومنشأة تعليمية، و80 مطعماً وكافتيريا، و30 ورشة سمكرة وحدادة وميكانيكا، و13 محل صرافة وفرع بنك، و120 مزرعة.

وتسببت الميليشيات الانقلابية في تهجير سكان مديريات بأكملها وبقاء المسلّحين الانقلابيين فيها، كمديريات حرض وميدي وبكيل المير وحيران ومستبأ.

وضع خطير

ويعد الوضع في مديريّتي عبس وحيران، أشد الأوضاع خطورة في ظلّ تصنيف المنظّمات الإنسانية لهما كمنطقتين عسكريتين يصعب التحرك فيهما حالياً. وتضم المديريتان أكثر من 41 ألف أسرة (نحو 288 ألف شخص)، وتعدّان أقرب المديريات المأهولة من مناطق الحرب التي باتت مناطقها خالية تماماً من السكان.

وتعيش 17779 أسرة نازحة في مناطق تتوفر فيها منازل يمكن استئجارها بمعاناة الشديدة في دفع الإيجارات، في الوقت الذي توقفت مصادر الدخل. لكن عدداً أكبر من النازحين يعيشون في مراكز جماعية أو مخيمات عشوائية وفي الوديان والجبال وتحت الأشجار، متوزعين على 22 تجمعاً.

وكانت منظمة سياج لحماية الطفولة، دعت إلى تقديم الأغدية والمساعدات الطبية المنقذة لحياة نحو 60 ألف أسرة نازحة بمحافظة حجة شمال غرب اليمن.

وتقدر عدد الأسر النازحة منذ بداية المواجهات في حرض وميدي العام 2015، بأكثر من 100 ألف أسرة على الأقل، من سكان المناطق المحاذية للشريط الحدودي الممتد من ميدي إلى الملاحيظ.

حاجة غذائية

ويقول أحمد القرشي رئيس منظمة سياج إن «المعلومات الميدانية تشير إلى أن أكثر من 150 ألف طفل بحاجة لأغذية أساسية وتكميلية، مع تزايد مخاطر الجوع والانعدام شبه الكامل للخدمات الصحية الأساسية، حيث بدأت الكوليرا والملاريا والجرب وأمراض معدية أخرى بالانتشار».

وبسبب عدم توفر مواد الإيواء الضرورية والمياه الصالحة للشرب، فقد تفشت في أوساط سكان المحافظة والنازحين الكثير من الأمراض والأوبئة، حيث تقدر نسبة من يتحصلون على مياه نقية 17% من سكان المحافظة فقط والبقية يستخدمون مياهاً ملوّثة بمن فيهم النازحون.

وسجلت المنظمات الصحية العاملة 1369 حالة إصابة بحمى الضنك منها 12 حالة وفاة و362 حالة إصابة بالكوليرا منها 3 حالات وفاة، في حين بلغت حالات الإصابة بالملاريا والأمراض الجلدية والحميات أعداداً أكثر من أن تحصى.

الأمن الغذائي

وقدّرت المنظمات الدولية عدد المتضررين الجُدد من انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال العام الجديد 2017 بـ2.5 مليون مواطن، كما أكدت الأمم المتحدة بأن 7.6 ملايين شخص في اليمن يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء وهم على بعد «خطوة واحدة» من المجاعة. وكشفت منظّمات إغاثة تابعة للأمم المتحدة عن معاناة نحو 1.5 مليون طفل في اليمن من سوء التغذية، وأن نصف السكان يعانون من انعدام الغذاء.

كما أوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن الحرب المستمرة منذ 18 شهراً تركت 370 ألف طفل معرضين لخطر سوء تغذية حاد، الأمر الذي يحتاج إلى حلٍّ عاجل لحماية الأطفال من الموت.

ألغام

كشف محافظ حجة عبدالكريم السنيني أن الميليشيات حولت المحافظة إلى حقول للألغام. وقال: حتى المقابر زرعت فيها الميليشيا الألغام لتزيد من معاناة الناس وتعدد وسائل موتهم. ودعا السنيني رجال الأعمال في حجة لتقديم المساعدة للسكان في المحافظة والوقوف أمام تعنت الميليشيات الانقلابية.