عادت المواجهات الميدانية بين قوات الشرعية والانقلابيين، بوتيرة شبه يومية، في الأجزاء الغربية من محافظة شبوة، جنوب اليمن، في واحدة من الجبهات المؤجلة، منذ عام ونصف العام، التي تكتسب فيها المعارك أبعاداً سياسية شطرية، بوصفها آخر المناطق المحسوبة على المحافظات الجنوبية، التي يسيطر مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيون) وحلفاؤهم الموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على أجزاء منها.
وأكدت مصادر محلية في محافظة شبوة لـ”العربي الجديد”، أن “قوات الشرعية تمكنت في الأيام الأخيرة من السيطرة على العديد من المواقع الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم، وأبرزها العلم والسليم، جنوب مديرية عسيلان، بعد مواجهات عنيفة، شاركت خلالها مقاتلات التحالف العربي بغارات جوية، وسط أنباء عن مقتل وإصابة العشرات أغلبهم من الانقلابيين خلال المواجهات.
وأوضحت المصادر، أنه “وفقاً لآخر التطورات، باتت قوات الشرعية تسيطر على نحو 80 في المائة من مديرية عسيلان، بينما لا يزال الحوثيون وحلفاؤهم يسيطرون على نحو 80 في المائة من مديرية بيحان. والمديريتان كانتا آخر المناطق التي احتفظ الانقلابيون بالسيطرة عليها بعد انسحابهم من أغلب مناطق محافظة شبوة في أغسطس/آب 2015، وذلك بالتزامن مع تراجعهم وانهيار قواتهم جنوباً، قبل أن يشهد شهرا يوليو/تموز وأغسطس من العام نفسه، خروج الحوثيين وحلفائهم من محافظات عدن ولحج وأبين بعد أشهر من المعارك والغارات الجوية”.
وعلى الرغم من انسحابهم من أجزاء من محافظة شبوة، باتفاق محلي، تمسك الحوثيون والموالون لصالح بمنطقتي بيحان وعسيلان، وتحولتا إلى ساحتي مواجهات لا تهدأ حتى تشتعل مجدداً، بالتزامن مع غارات جوية تتجدد بين وقتٍ وآخر، منذ حوالى العام ونصف العام. وفي هذا الإطار، كشف مصدر محلي، لـ”العربي الجديد”، أن “تمسك الانقلابيين بهاتين المنطقتين، له علاقة بطرق التهريب، بالإضافة إلى إهمال بعض قيادات الشرعية لها”.
وتكتسب بيحان وعسيلان أهمية سياسية استثنائية، باعتبار أنهما آخر المناطق المصنّفة ضمن المحافظات الجنوبية، التي لا يزال الانقلابيون يسيطرون على أجزاء منهما، في الوقت الذي أصبحت فيه القوات الموالية للشرعية، التي تألفت من مجندين من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية على مسافة قريبة، في واقع اعتبر بعض المراقبين أنه يتجه لإعادة الفرز لقوى السيطرة في البلاد بين جنوب وشمال، على الأقل.
كما تتمتع محافظة شبوة، ذاتها بوضع يكتسب خصوصية نسبية في المحافظات الجنوبية، فالدعوات الانفصالية أقل في شبوة مقارنة بمحافظات أخرى. كما يتمتع حزب “المؤتمر الشعبي العام” بقيادة الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، بنفوذ في المحافظة، التي يتحدر منها الأمين العام للحزب عارف الزوكا، ورئيس الحكومة الانقلابية في صنعاء، عبدالعزيز صالح بن حبتور، في مقابل شخصيات عديدة في صف الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي.
ومن خلال التطورات الأخيرة، ومع تقدم قوات الشرعية لنحو 80 في المائة من مديرية عسيلان، من الواضح أن نطاق سيطرة الانقلابيين يضيق كل يوم، الأمر الذي يقول المسؤولون في قوات الشرعية إنه سيستمر خلال الفترة المقبلة، لكن التجارب في آخر عام ونصف العام، لا تشير لحسم من قبل أي الأطراف.
كما واصلت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية ضد أهداف مفترضة للحوثيين وحلفائهم، في العاصمة صنعاء ومحافظات متفرقة. وأفادت مصادر من “المقاومة الشعبية” وأخرى تابعة للحوثيين، أن التحالف نفذ غارتين على الأقل، في مديرية نِهم، شرق صنعاء، حيث تدور مواجهات بين قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية من جهة، وبين الحوثيين والموالين لعلي عبدالله صالح، من جهة أخرى، وسط أنباء عن تدمير آليات للانقلابيين.
وامتدت غارات التحالف إلى منطقة صَرِف شمال شرقي العاصمة، إثر استهداف المقاتلات الحربية بخمس غارات مقراً تابعاً لجهاز الأمن القومي (الاستخبارات)، الذي يسيطر عليه الحوثيون وحلفاؤهم، كما قصف بغارتين أُخريين أهدافاً في منطقة رمادة بمديرية حراز، وغارة في مديرية صعفان (غرب صنعاء). ولم ترد معلومات على الفور، حول آثار الضربات. وفي محافظة صعدة، شمالي البلاد، أعلن الحوثيون أن ستة أشخاص قتلوا وجرح آخرون، جراء ثلاث غارات شنتها مقاتلات التحالف في منطقة وادي الجبال بمديرية ساقين.
وفي محافظة الضالع، جنوب البلاد، قصف التحالف بثلاث غارات أهدافاً في جبل ناصة، بمنطقة مريس، كما نفذ غارة على الأقل على منطقة المخدرة بمحافظة مأرب، وثلاث غارات في مديرية ثلاء بمحافظة عمران (شمال صنعاء)، ولم ترد على الفور معلومات حول آثار الضربات.