“النار تأكل نفسها”.. زعيم المليشيات الحوثية وشقيقه يواجهان عمهما “ذراع الملالي”

- ‎فيأخبار اليمن
الحوثيون في صنعاء (رويترز)

دخل الانقلابيون في اليمن مرحلة من الانشقاقات وفقد الثقة، خاصة بعد الانهيارات وهروب قواتهم، وتقدّم الجيش الوطني بمساندة من قوات التحالف العربي، وكذلك بعد مقتل قيادات لجيش الانقلابيين على الحدود السعودية، وهو ما قاد الملالي إلى محاولة تجهيز عنصر قيادي للانقلابيين؛ حيث تحاول الحفاظ على جزء من مشروعها الذي أنهته عاصفة الحزم.

ووفقاً لمصادر فإن الملالي قاموا بتغييرات داخل صفوف المليشيات الحوثية الانقلابية؛ بعد تقدم الجيش الوطني على محاور عديدة، وانهيار جبهات الانقلابيين على مشارف العاصمة صنعاء.

وأوضحت المصادر أن طهران لجأت إلى إجراء سلسلة تغييرات في مناصب قيادية داخل الهيكل العسكري للمليشيات؛ بسبب فشل القيادات السابقة في إدارة المعركة، ونجاح قوات التحالف العربي في تحقيق اختراقات مفصلية في ميدان المعركة غيّرت الوقائع على الأرض.

ومن بين خيارات طهران الأخيرة، تسليم عبدالكريم أمير الدين الحوثي عمّ شقيق زعيم المليشيا، ملف العاصمة صنعاء، وإقصاء شقيق زعيم المليشيات عبدالخالق الحوثي من المهمة؛ رغم أنه كان القائد الميداني لإسقاط العاصمة في سبتمبر 2014م.

وبيّنت المصادر أن شقيق زعيم مليشيا الحوثي عبدالخالق الحوثي، طلب من شقيقه زعيم المليشيا، ومن رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا نقل القيادي في الحركة عمه عبدالكريم أمير الدين الحوثي، من العاصمة صنعاء إلى صعدة أو إلى محافظة ذمار؛ بسبب صراع بين الاثنين على إدارة العاصمة صنعاء؛ غير أنه فوجئ بتمكين عمه “عبدالكريم” من ملف العاصمة، بدعم من قيادات عليا في الحرس الثوري الإيراني.

ويعدّ عم زعيم المليشيا عبدالكريم الحوثي، هو الحاكم الفعلي للعاصمة صنعاء، حالياً، وصاحب الكلمة الأولى فيها رغم وجود غالبية قيادات المليشيات داخل صنعاء، وهو أيضاً القائد الفعلي للجناح الديني داخل المليشيات، ويعتبر ممثل المراجع الشيعية للمذهب الاثنا عشري السائد في إيران على أرض اليمن.

وقالت المصادر إن شقيق زعيم المليشيا اشتكى من تفرّد عمه عبدالكريم بكل قرارات المليشيات، إضافة إلى فرضه قيادات عسكرية في مناصب مهمة، وأيضاً رفضه تعيينه قائداً لقوات الاحتياط التابعة للحرس الجمهوري الذي تتركز ألويته في أهم المناطق الجغرافية بالعاصمة.

وتأتي معارضة عبدالكريم الحوثي لتعيين عبدالخالق الحوثي على رأس قوات الاحتياط ليلتقي بذلك مع المخلوع صالح؛ ذلك ليس اتفاقاً مع المخلوع؛ بل لأن عم زعيم المليشيات يرى أن من يقود قوات الاحتياط يجب أن يكون تحت إمرته وليس خارج سلطته، وعدم تناغمه مع عبدالخالق الحوثي سيجعل قوات الاحتياط مصدر قوة تجير ضده شخصياً، وهذا ما ترفضه التوجهات الإيرانية الجديدة لتغيير في قيادات المليشيات.

وكان عم زعيم المليشيات، قد فرض، قبل أيام، وبتوجيه من طهران، أحد الضباط المرتبطين بقيادات دينية في مدينة قم الإيرانية، وسبق له أن درس في قم؛ ليتم إصدار قرار بتعيينه رئيساً لهيئة الأركان في وزارة دفاع حكومة الانقلابيين، الأمر الذي أثار حفيظة شقيق زعيم المليشيا وعدد من قيادات المليشيا العسكرية.

وكشفت المصادر أن عبدالكريم أمير الدين، رفض تعيين أبي علي الحاكم رئيساً لهيئة الأركان، وهو أحد أبرز قيادات المليشيات العسكرية، واقترح اسم محمد الغماري الذي سبق أن كان مسجوناً في مخابرات الأمن السياسي باعتباره أحد أذرع الحركة الجعفرية العالمية التي يعمل عناصرها لصالح مخابرات إيران ومشاريعها العابرة للحدود.

وبدأ شقيق زعيم المليشيات، حملة شرسة ضد عمه “عبدالكريم”، على مواقع التواصل الاجتماعي تقودها عناصر قيادية في المليشيا، إضافة إلى تسريبات عن قضايا فساد يتهم جناج عبدالكريم الحوثي بالتورط فيها منها عملية شراء عقارات في العاصمة بأكثر من نصف مليار ريال، إضافة إلى نهب مخصصات في وزارة الدفاع.

وأشارت المصادر إلى أن عم زعيم المليشيات يحظى بدعم كبير من قيادات عسكرية في الحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي أزعج زعيم المليشيا وشقيقه “عبدالخالق”، وأن تنصيب “عبدالكريم أمير الدين” حاكماً على صنعاء جاء بتوجيه من قيادات بارزة في طهران، وأن قيادات في الصف الأول داخل المليشيات ترى توجه الملالي لإقصائها ومحاولة فرض قيادة؛ حيث ظهر ذلك من الدعم الذي يحظى به “عبدالكريم أمير الدين”، وقيادته لجناح يزداد نفوذه يوماً بعد يوم.

في حين بدأت المليشيات بالانقسام ومحاولة تكوين قوى مستقلة لكل منها زعيم، وسط حالة من فقد الثقة من الملالي الذين تلقوا ضربة موجعة من قوات التحالف، ووسط محاولة من طهران لحفظ الولاء لمرجعياتها؛ بعد أن اقتربت قوات الجيش الوطني من أبواب صنعاء.

وتشير المصادر إلى أن “عبدالكريم أمير الدين” رجل دين متطرف يتحكم فعلياً بسلطة القرار في العاصمه صنعاء، ويملك نفوذاً يزداد كل يوم ويقوم بتنميه جناحه داخل المليشيات دون أن يتمكّن قادة المليشيات من الاعتراض على أيّ من قراراته بمن فيهم زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، وهو ما دفع بزعيم المليشيات إلى خوض حرب جديدة مع عمه الذي تشير المصادر إلى أنه الزعيم المرتقب للمليشيات بعد أن تلقى الدعم الإيراني.(كل الوطن)