تعول الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي على الحسم العسكري وتحقيق مكاسب على الأرض بعد تراجع فرص التوصل إلى تسوية سياسية من خلال المفاوضات أو من خلال جهود المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وتحدثت الأنباء عن اقتراب القوات الحكومية الموالية للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، من السيطرة على منطقة باب المندب الاستراتيجية، غربي البلاد، بعد معارك شنتها، السبت، على مواقع عناصر أنصار الله الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ورأى خبراء عسكريون أن خطة السيطرة على باب المندب هدفها فرض الشرعية لسيطرتها العسكرية على ممر دولي، مع ما يعنيه هذا الإنجاز من مساهمة يمنية رسمية في مكافحة ظواهر الإرهاب والفوضى التي تهدد هذا الممر الحيوي، كما أنها تفقد إيران إطلالة على مياه الممر، ويسحب منها ورقة مهمة من أوراق امتداداتها داخل المنطقة والعالم.
ومنذ فجر السبت، شنت القوات الحكومية، عملية مستهدفة مواقع الحوثيين والقوات الموالية لصالح، أطلق عليها “الرمح الذهبي”، من اتجاه محافظة عدن، جنوبي البلاد، ومن اتجاه تعز، بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي.
وكانت مصادر يمنية قد كشفت أن قوات التحالف العربي قد زودت الجيش اليمني بأسلحة نوعية جديدة لدعم عمليات ضد المدن الشمالية.
واعتبرت هذه المصادر أن الخطط العسكرية تعتمد أيضا على حالة تفكك داخل الجبهات وسوء تنظيم سيسهل من مهامها.
وذكرت مصادر قريبة من غرفة عمليات الجيش اليمني أن عملية “الرمح الذهبي” تهدف إلى تحرير الشريط الساحلي الممتد من عدن في الجنوب إلى باب المندب، وقطع إمدادات الحوثيين من محافظة الحديدة غرب البلاد، إلى تعز.
وفيما تتوارد أنباء كثيرة عن تطورات المعارك إلا أن بيانات رسمية أعلنت عن تمكن القوات الحكومية من السيطرة على مديرية “ذوباب” بالكامل، ومنطقتي “كهبوب” و”المنصورة”.
ونقلت تقارير أخرى أن معارك شرسة دارت في محيط معسكر العُمري، وما تبقى من مديرية باب المندب، التي تحمل اسم الممر الدولي.
وتطل منطقتا “ذوباب” و”كهبوب” الاستراتيجيتان مباشرة على الممر المائي “مضيق باب المندب” الواقع على طريق التجارة العالمية، يربط خليج عدن بالبحر الأحمر، ومن خلاله تمر السفن القادمة من المحيطين الهادئ والهندي إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.
وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، إن الجيش اليمني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، يحقق تقدما في كافة
جبهات القتال، وأصبحت لديه القدرة على إدارة العمليات العسكرية، مضيفا أن “إيران جاهرت في تهريب السلاح للمتمردين الحوثيين”.
وأشار عسيري إلى أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية عملت خلال الفترة الماضية، على استهداف الحوثيين، وتدريب الجيش اليمني في الوقت نفسه.
ولاحظ المراقبون تطورا نوعيا لافتا في الاستراتيجيات العسكرية المتبعة والتي إضافة إلى السعي للسيطرة على منطقة باب المندب تصعّد من ضغوطها على العاصمة صنعاء والمناطق الشمالية في صعدة التي تعد المعقل الأساسي للحوثيين.
وكانت مصادر يمنية أعلنت قبل أيام أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ممثلة بلواء المحضار تقدمت إلى ما بعد مديرية البقع (منطقة حدودية مع السعودية)، وسيطرت على الخط الرابط بين محافظتي الجوف وصعدة.
وتكتسب المواجهات العسكرية التي تشهدها محافظة صعدة مؤخرا، أهمية استراتيجية باعتبارها معقل جماعة “أنصار الله” ومركز انطلاقها، والمقر المفترض لتواجد زعيمها عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وذكرت مصادر يمنية مطلعة أن الحكومة اليمنية تعتمد في الأسابيع الأخيرة استراتيجية ثنائية تعتمد في جانب منها على التوجهات العسكرية الجديدة وتعتمد في جانب آخر على تدابير لتأكيد الحضور السياسي والإداري والمالي على كافة الأراضي اليمنية.
ولفتت هذه المصادر إلى مسألة حل أزمة السيولة المالية ودفع رواتب الموظفين العسكريين والمدنيين، والعمل على دفع الرواتب للموظفين حتى داخل المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون.
وكان رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، أعلن أن الحكومة تغلبت على كل العقبات المتعلقة بطباعة العملة المحلية مؤكدا أنه أوعز بالبدء الفوري بربط جميع مؤسسات الدولة المدنية بالبنك المركزي كما أمر وزارة المالية ومحافظ البنك المركزي في عدن بصرف المرتبات لجميع مرافق الدولة.
وكانت بعض المصادر قد كشفت أن ضغوطا مارسها صندوق النقد الدولي أوقفت وصول أموال طبعت قبل أشهر في روسيا وتقدر بنحو 400 مليار ريال إلى البنك المركزي عندما كان مقره في صنعاء.
ووصلت 200 مليار ريال يمني، الدفعة الأولى من العملة المحلية التي تمت طباعتها في روسيا، إلى مطار عدن الدولي، بناء على اتفاق مسبق مع جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “سويفت”.