وأدت الدبلوماسية اليمنية أدواراً كبيرة بمساندة من قوات التحالف العربي، على رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، للوصول إلى هذه المرحلة الناجحة في مسيرة الشرعية وإنهاء الانقلاب وتبصير العالم بحقيقة ما يدور في اليمن، وانتصرت أخيراً في إيضاح الصورة ميليشيات مسلحة تجتاح المدن، تقودها جماعة محظورة ورئيس مخلوع، في وجه حكومة شرعية منتخبة مدعومة من دول الإقليم ومعترف بها دولياً.
شرعية مفقودة
كان الانقلابيون يعوّلون كثيراً على مساندة إيرانية روسية لما يسمى حكومة الإنقاذ التي شكلوها مناصفة في صنعاء، في نوفمبر الماضي، لكنهم وجدوا أنفسهم بلا شرعية، وتحولت هذه الخطوة إلى مادة للسخرية، إذْ كيف لـ44 وزيراً لا يتحركون إلا في نطاق مدينة واحدة أن يديروا جمهورية من 22 محافظة مترامية الأطراف، فضلاً عن أنها لا تمتلك شرعية محلية ولا دولية، وتفتقر إلى مقومات الحكومة.
وتسبب الانقلاب في حرمان الموظفين من رواتبهم شهوراً عدة، في حين يبعثر المتمردون، وفقاً لتقارير حكومية، المال العام وخزينة الدولة، لمصلحة المجهود الحربي الذي يشنونه على محافظات يمنية عدة، خاصة بعد قرار نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن.
معضلة أخرى
وفي حين كان يخطط الانقلاب أن تكون حكومة الإنقاذ هي طوق النجاة له، تحولت إلى معضلة أخرى للتمرد، وتصاعدت حدة الخلافات بين جناحي الانقلاب.
ففي حين يرى أنصار المخلوع أن الحكومة إياها يفترض أن تتولى إدارة المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، تسعى ميليشيا الحوثي إلى الاحتفاظ بهيمنتها على مؤسسات الدولة من خلال ما يسمى «اللجان الشعبية» وما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، وكأن الهدف من إعلان حكومة ما هو إلا محاولة إضفاء شرعية لهذه الكيانات الانقلابية.
هزائم عسكرية
من الناحية العسكرية، تشتتت جهود الانقلابيين على أكثر من جبهة قتال، وباتت النيران تحاصرهم من كل جانب، بدءاً من صعدة شمالاً، ومروراً بجبهة نهم شرق العاصمة، ووصولاً إلى تعز في الوسط، وشبوة شرقاً.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بمساندة من قوات التحالف العربي، بدء عمليات عسكرية متزامنة لتحرير باقي المناطق من قبضة الانقلابيين في مأرب وصعدة وشبوة وتعز، وحقق خلال أقل من أسبوع نتائج باهرة في ظل انحسار واضح لقوات الحوثي والمخلوع.
واللافت هذه المرة أن العمليات تتم تحت إشراف مباشر من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائبه، وبمساندة غير محدودة من دول التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات العربية المتحدة.