الغموض يلف زيارة عضو في البرلمان البريطاني إلى صنعاء

- ‎فيأخبار اليمن

يقوم عضو في مجلس العموم البريطاني بزيارة إلى صنعاء، دون الإفصاح عن طبيعة الزيارة وأهدافها وعما إذا كان يحمل أفكارا معينة من الحكومة البريطانية، في ظل أنباء عن أنه يسعى إلى الإفراج عن مختطف بريطاني لدى الميليشيات الحوثية، على غرار ما قام به الأميركيون، مؤخرا، عبر وساطة عُمانية.

ووصل عضو مجلس العموم البريطاني أندرو ميتشل إلى صنعاء، والتقى أمس رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصماد. وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، النسخة التي يسيطر عليها الانقلابيون، فإن النقاشات دارت حول الأوضاع في اليمن، وخاصة فيما يتعلق بجهود الأمم المتحدة ودورها على مختلف الصعد. ونقلت الوكالة عن النائب البريطاني قوله إنه سيعرض على البرلمان البريطاني «الأفكار التي يمكن أن يتحقق عبرها السلام الشامل والدائم في اليمن»، وإشارته إلى «تطور التعامل مع الأمم المتحدة وفريقها في اليمن وما يتم العمل عليه من أجل توسيع دائرة عملها في الجانب الإنساني»، وتفاؤله بـ«تحقق السلام قريبا في اليمن وتحقق الحلول اليمنية النابعة من كل البيئة اليمنية»، حسبما أوردت الوكالة.

وذكرت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن النائب البريطاني، زار محافظة صعدة، معقل الحوثيين، وأنه التقى، خلال الزيارة، زعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي، دون أن تورد المصادر مزيدا من التفاصيل حول اللقاء، غير أن الانقلابيين في صنعاء لم يعلنوا شيئا عن الزيارة، في حين أكدت المصادر الخاصة أن الانقلابيين يحرصون على «الظهور بمظهر الضحية أمام النائب الغربي، في محاولة لتجميل صورتهم، حرصا على مزيد من التدخلات الغربية لصالحهم كأقلية، كما يسوقون لأنفسهم»، وفقا لتلك المصادر.

وحول طبيعة مهمة النائب أندرو ميتشل في صنعاء، اتصلت «الشرق الأوسط» بمكتبه في لندن، وأكد المكتب وجوده حاليا في اليمن، عارضًا التواصل مع النائب مباشرة عبر الإيميل للتعليق على الزيارة. وبالفعل، تواصلت «الشرق الأوسط» مع البرلماني البريطاني على البريد الإلكتروني بهدف التعليق على الزيارة لكن لم يكن هناك رد فوري.

وتتزامن زيارة عضو مجلس العموم البريطاني ميتشل إلى صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، مع تقدم كبير لقوات الجيش الوطني اليمني، في معظم جبهات القتال، ومع اقتراب هذه القوات من محافظة صعدة، حيث تخوض قوات الجيش معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح على بعد بضعة عشرات الكيلومترات من مركز المحافظة ومنطقة مران، التي يعتقد أنها المعقل الرئيسي لزعيم المتمردين الحوثيين. حيث سيطرت قوات الجيش، مؤخرا، على المنافذ التي تربط محافظة صعدة بالأراضي الحدودية للمملكة العربية السعودية، وأبرزها منفذا علب والخضراء.

في موضوع آخر، حذر مسؤولون يمنيون من تنامي خطر الأنشطة الإيرانية في المنطقة، واعتبر مسؤول في الرئاسة اليمنية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بأن التقارير التي تحدث عن خرق إيران لقرار حظر توريد أو بيع الأسلحة لليمن وغيرها من الدول، أمر حذرت منه الحكومة اليمنية منذ وقت مبكر.

وقال ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني: «تحدثنا كثيرا ومنذ وقت طويل، قبل الانقلاب وبعد الانقلاب وإشعال الحرب في اليمن، حول دور إيران في دعم وتسليح عصابات الانقلاب (الحوثي – صالح) وكان فخامة رئيس الجمهورية قد وجه كثيرًا من الرسائل والخطابات إلى الإقليم والعالم بمخاطر إيران ومشروعها التمددي من خلال بوابة اليمن لاستهداف أشقائنا في المملكة ودول مجلس التعاون بل استهدافهم للملاحة الدولية من خلال أدواتهم المحلية».

وأضاف مكاوي: «ما كانت سفينة جيهان إلا واحدة من الأدلة وغيرها كثير، إلا أن الآذان كانت صماء والمجتمع الدولي، للأسف الشديد حتى الآن، لا يريد إقرار تلك الحقيقة برغم المعلومات الكثيرة التي يحتفظ بها ويتحفظ عليها نتيجة لتأثير دول كبرى تربطها مصالح مع دولة الإرهاب إيران، وللأسف الشديد لم نسمع مواقف صارمة واستمر دعم جماعات الإرهاب (الحوثي – صالح) واليوم هناك من يحاول شرعنة الانقلاب والإرهاب كسابقة خطيرة لن تؤدي إلا إلى تقويض السلم العالمي».(الشرق الاوسط)