ريمة … اول الثائرين في وجه الكهنوت

- ‎فيأخبار إقليم تهامة, أخبار اليمن, كتابات

ما تتميز به ريمة و تتصدر سناه على الكثير من بوادي و حواضر اليمن انها بيئة نزاعة للحرية مقاومة للاستبداد تابى الضيم وتكره الخنوع و ان كانت تتماهى في الصبر حتى يبلغ السيل الزبى و يصل السهم مداه لكنها لاتتعايش مع الظلم و ان خيل للناس ذلك
شواهد التاريخ كثيرة على مدى صلابة و مقارعة ابناء ريمة لكل أشكال الاستبداد و التسلط سنقف هناء على مفردة تاريخية و احدة
و حقيقة نضالية شاهدة هي الانتفاضة الأولى على نظام بيت حميد الدين على مستوى القطر اليماني بكامله فقد كانت أولى الصرخات المدوية في وجه الكهنوت ريمية الصدوع فقد ثارت ريمة اولا قبل غيرها أمام تغول النظام الأمامي في استعباد اليمنيين في العام 1920 م اي في البدايات المبكرة لتولي يحي بن محمد حميد الدين للحكم في اليمن فقد اوردت المصادر التاريخية في كتاب كتيبة الحكمة أن الإمام وجه حملتين عسكريتين لاخضاع ريمة لسلطانه و أن معارك حامية الوطيس شديدة المراس تمت بين جيشيين للإمام و بين أبناء ريمة و جرت بينهما معارك و خطوب و قد استعان الإمام بقبائل شتى و بجنود كثيرين غزى بهم جبال ريمة و قرأها

و قد استبسلت المقاومة الريمية في الدفاع عن مناطقها و مواجهة الحملة التي يقودها الشيخ نصير الدين المقداد و جاءت الإمدادات من تهامة لمؤازرة المقاومة و قد ازمع الجيش على الفرار و خارت قواه و فلت عزائمه لكن الشيخ نصير الدين لم يفارق حصن المنامة و جعله مقرا لمحطته و معه عصابة نافعة من ذو غيلان و غيرهم فقصد الجيش القادم وجرى بين الفريقين حرب عظيمة كان بها كسر حدة الجيش المهاجم و رجوعه إلى وراءه مهزوما مدحور فاضطربت صفوف جيش الإمام و انهزم أمام بسالة و صمود المقاومة الريمية الحرة و تشتت من بقي منهم في الجبال و خرجوا عن طاعة امرائهم و انهزموا شر هزيمة و ارتفع الجيش منحسرا إلى أطراف ريمة و تبعه الشيخ نصير الدين و من معه و داخل الجميع الفشل و اعترهم الضعف و كاد الخلاف يصل إلى ما وراء ريمة
استمر جمال الدين ابن محمد الشامي بقيادة الحملة لدعم للشيخ نصير الدين المقداد وسيطر المقاومين على حصون بلاد الطعام
و اعتزل الشيخ نصير الدين في بيته حتى و افاه الأجل

ففي بلاد الطعام كانت الشرارة الأولى للمقاومة و من قيادات المقاومة الشيخ محمد أمين بن محمد أحمد نجل شيخ مشايخ ريمة قائم مقام ريمة إبان الحكم العثماني فجمع حوله جموع المقاومين من كل مناطق ريمة و اتجه إلى بلاد الطعام و جاءه المدد من قائد الجيوش التدريسية محمد طاهر رضوان وبلغ جيش المقاومة زها الثلاثة الف مقاتل و بداءت اول المعارك في في مراتب الشامه و الذي يعسكر فيه جموع من عصابات الجيش الأمامي الغازي بقيادة النقيب ناصر العسل المذهبي و الفقيه احمد الاكوع و انتصرت المقاومة بحرب ضروس قتل فيها الكثير بما فيهم القياديين المذكورين و تقدمت المقاومة نحو مركز الضلاع و قد أمد الشيخ علي عمر المقداد جيش الإمام إلا أن النصر كان حليف أصحاب الأرض الاحرار و قدموا العشرات من الشهداء و الجرحى و هم يدافعون عن أرضهم أمام جموع المعتدين

معركة رباط حمير
حيث قدم المقاومين من الجهة الشرقية با تجاه رباط حمير و الذي تتواجد فيه قوات الإمام و تتحصن به وكان أبو الهادي ممن قوى عزائم المقاومة و قتل المعتدين الشيخ الشهيد أحمد عبده الحسيني الذي فوق مدفع المقاومة وو صلت إمدادات من علي عمر المقداد لجيش المعتدين ووصل مدد الإمام بقيادة يحي الضلعي و الذي قتل في نفس اليوم بمواجهة شديدة من قبل جموع المقاومين الاحرار و استمر الحصار على عصابات الإمام و عزز هم الطاغية بقوة قوامها الف وخمس مائة مقاتل من الحدا بقيادة ابن الشامي قبيل عيد الأضحى المبارك و كان في الحملة الشيخ ناجي القوسي و محمد ناصر البخيتي و كانت بين الطرفين معارك ضارية مارس فيها المعتدين أسوأ أنواع الانتهاكات ضد القرى و المواطنين العزل في طريق غزوهم لجبال ريمة الشماء

بني الطليلي في ركب الحرية حيث تقدمت حملة الإمام باتجاه بني الطليلي و خربوا الكثير من البيوت ووصلوا إلى مركز كسمة و قد عمل جيش المعتدين الذي جمع من قبائل شتى و تضاعف اعداده و عتاده على طرد الكثير من الاحرار إلى تهامة و قد وصلت ضحايا ابناء ريمة حسب مصادر الامامة على ما ينوف على آلالف
ورحل الشيخ محمد أمين إلى باجل ثم إلى مصوع
و المطلع لكتب التاريخ الذي ألفها كبار جلاوزة و أبواق نظام الامامة يجد سطور ناصعة من مقاومة ابناء ريمة للظلم و الاستبداد
و هدا هو ديدنهم في كل المحطات التاريخية النضالية لليمن الحبيب
حفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه