عادت المخا إلى الشرعية اليمنية، وقريباً ستعود الحديدة، وسيفك الحصار عن تعز بإذن الله.
الرمح الذهبي كان يمكن أن ينطلق قبل عام من الآن، وبالتحديد بعد تحرير عدن وأغلب مناطق الجنوب وجزر باب المندب، ولكن التحركات الأممية، ومعها مناشدات دول صديقة وشقيقة، وكذلك رغبة دول التحالف العربي في الحل السلمي، كل ذلك أوقف خطط تحرير اليمن من الحوثيين وعلي صالح، وهما طرفا إشعال الفتنة في اليمن، اللذان أصرا على إطالة أمد الحرب من خلال رفض كل خطط السلام التي قدمت إليهما، وإفشال اتفاقات وقف إطلاق النار، والاستمرار في إطلاق الصواريخ الباليستية تجاه الأراضي السعودية، وتهريب الأسلحة الإيرانية عبر الموانئ الغربية التي يسيطرون عليها، وعلى رأسها ميناء المخا.
الرمح الذهبي رسالة أخيرة توجه إلى الانقلابيين، تقول لهم إن المماطلة لن تقودهم إلا إلى الدمار، ولهذا رأينا أن المسافة ما بين انطلاق الرمح وتحرير المخا لم تستغرق أياماً، فما لم يسترد بالمفاوضات يسترد بإرادة الشرعية، وقوات التحالف والجيش اليمني والمقاومة الشعبية تنطلق ضمن تلك الإرادة، وسواء قال الحوثيون إنهم انسحبوا تكتيكياً أو هزموا فالنتيجة واحدة، وهي أنهم سائرون نحو النهاية الحتمية، وهي عدم السماح لهم بالاستيلاء على السلطة في اليمن وفرض الأمر الواقع، فالقلة التابعة للأجنبي لا تحكم الأغلبية الوطنية، والدعاية الإيرانية لا تصنع لهم نصراً، وتردد المبعوث الدولي قد يطيل في عمر تمردهم ولكنه لن يحسم الأمور لصالحهم.
الرمح الذهبي بقيادة قوات دولة الإمارات زلزل الأرض تحت أرجل أولئك المتغطرسين، وبين لهم حقيقتهم التي يتغافلون عنها، فالحلم وإفساح المجال للحلول السلمية كان الهدف منهما الحفاظ على سلامة المدن والأهالي، فالتحالف لم يسعَ إلى الحرب، والشرعية اليمنية سلبت حقوقها، والشعب انتزعت إرادته، ومن لم يأتِ بالعقل ليس له دواء غير القوة، لاسترجاع اليمن من جديد وإعادته إلى شعبه وقيادته المتوافق عليها، وولد الشيخ أحمد لم يستطع أن يتقدم بوصة واحدة في حله السلمي، ذلك الحل الذي خرج عن قرارات الأمم المتحدة، فلا هو قادر على وقف إطلاق النار وإلزام الحوثيين به، ولا هو قادر على أخذ تعهد كتابي منهم بالموافقة على المبادرة الدولية، ومع ذلك يصر على مواصلة «تملق» الحوثيين.(البيان)