أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية مستشار رئيس هيئة الأركان العامة، العميد الركن عبده عبدالله مجلي، أن تحرير المخاء ومناطق عدة في جبهة الساحل الغربي، الممتدة من باب المندب إلى الحديدة مروراً بذوباب والعمري، أفشلت مخططات إيران، ومنعت وصول صواريخ «الفولغا» إلى الميليشيات، وأدت إلى انهيار معنويات المتمردين، وشل قدراتهم وإمكاناتهم، باعتبار أن هذه المناطق كانت تشكل لهم «الشريان الحيوي» في عمليات تهريب الأسلحة والإمدادات القادمة من إيران، التي حالت قوات الشرعية والتحالف العربي دون تحقيق حلمها في السيطرة على الممر المائي الدولي باب المندب.
وأشاد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية بما تقدمه دولة الإمارات في عملية تحرير تعز والساحل الغربي، مؤكداً دورها الكبير في عمليات التحرير.
وفي حوار مع «الإمارات اليوم» قال العميد الركن عبده مجلي، إن جبهات الساحل وتعز ونهم الأكثر تأثيرا في الميليشيات، وتقودهم إلى الانهيار الكامل الذي بدأت بوادره من خلال شلّ قدرتهم على تحقيق أي تقدم في مختلف الجبهات، مشيراً إلى أن الانتصارات الأخيرة في مختلف الجبهات، جاءت بمساندة ومشاركة فاعلة من قوات التحالف، لافتاً إلى أن الشرعية غنمت أسلحة نوعية واستراتيجية منها صواريخ «فولغا» الروسية في معسكر الدفاع الجوي بالمخاء.
وأكد العميد مجلي أنه وبتحرير مناطق عدة في جبهة الساحل الغربي الممتدة من باب المندب إلى الحديدة مروراً بالمخاء وذوباب والعمري تكون الميليشيات خسرت مورداً اقتصادياً وعسكرياً مهماً، إلى جانب فشلها في تحقيق حلم حليفتها إيران، في السيطرة على باب المندب.
وقال العميد مجلي في حواره مع «الإمارات اليوم»، هناك تقدم كبير في جبهة نهم، تمثل في السيطرة على «الهيئات الحاسمة» والكبيرة، المتمثلة في الجبال والمرتفعات، ومن خلالها تتم السيطرة والتحكم بالطرق الفرعية كافة في مديرية نهم، ومن خلالها أيضاً تطل على الخط الإسفلتي الرابط بين صنعاء ومأرب عبر جبل دوة، وجبل حلبان وتبة العياني وجبل الجروف وتبة التوجيه والسلسلة الجبلية التابعة لمنطقة ضبوعة، وجبل قرن ودعة، مشيراً إلى أن هذه الجبال هي «هيئات حاسمة» مع جبل المنارة الاستراتيجي، وبات ما نسبته 80% من أراضي مديرية نهم تحت سيطرة قوات الشرعية.
وأضاف أن انتصارات نهم تحقق الاقتراب من مفرق أرحب، وباتت مدفعية الجيش اليمني خلال اليومين الماضيين تضرب معسكر الصمع في أرحب، وأجزاء من مديريتي أرحب وبني حشيش، وأصبحت تحت نيران ومدفعية الجيش اليمني، مؤكداً أن ما يؤخر تقدم الجيش نحو مناطق جديدة في تخوم العاصمة، هو الحفاظ على السكان، وتوخي الحذر في قصف المناطق المأهولة.
وكشف الناطق باسم قوات المسلحة اليمنية، عن عمليات التفاف وتقدم تقوم بها قوات الجيش اليمني على مواقع الميليشيات في تخوم العاصمة، وتكبدها كل يوم خسائر، وتسيطر على مناطق جديدة، وقال العميد مجلي إن نقيل ابن غيلان، ومناطق مختلفة في أرحب وبني حشيش باتت تحت السيطرة النارية لقوات الشرعية، بما فيها مطار صنعاء الدولي.
وبالعودة إلى العمليات العسكرية في الساحل الغربي، أكد أن قوات الجيش اليمني تفرض سيطرتها الكاملة على المخاء ومينائها ومعسكر الدفاع الجوي (قاعدة الدفاع الجوي)، التي بناها المخلوع صالح على مدى سنوات، ومناطق المحجر والميزان المحوري، وتم استكمال عمليات تمشيط المدينة من القناصة والألغام.
وكشف العميد مجلي عن تمكن قوات الجيش اليمني بمساندة التحالف العربي، من السيطرة على كمية كبيرة من الأسلحة التي كانت مخزنة في مقر اللواء 170 دفاع جوي، في القاعدة الجوية في المخاء، بينها أسلحة استراتيجية وصواريخ ذات تدمير شامل نوع «فولغا» روسية الصنع، التي كانت ستستخدم في قتل الشعب اليمني وتدميره من قبل الميليشيات، والتي تم تهريبها أخيراً من إيران عبر البحر.
وأشار إلى أن السيطرة على هذا المعسكر كانت بمساندة كبيرة من قوات التحالف التي شنت سلسلة من الغارات عليها من الطيران والبوارج الحربية قبل تحريره، والسيطرة على أسلحة متنوعة وذخائر مختلفة، واكتشاف مخازن كانت تحت الأرض لم يتم استهدافها من قبل الطيران.
وقال العميد مجلي هذه الأسلحة أصبحت بيد الشرعية، وستساعد في عملية تحرير اليمن، وتؤدي دوراً كبيراً في السيطرة واتخاذ مكاسب على الأرض.
وحول الهدف المقبل لقوات الشرعية بعد تحرير المخاء، قال إن هدف الجيش اليمني والتحالف، ليس منطقة محددة يمكن الكشف أنها وجهة مقبلة، ما نستطيع أن نقوله إن هناك عمليات ومفاجآت سيتم تحقيقها على الأرض في جبهات مختلفة في القريب العاجل، ستعجل من الحسم، وستساعد في الوصول إلى معاقل الميليشيات.
وأكد العميد مجلي أن جبهات الساحل تمكنت من تحرير ثمانية مواقع استراتيجية منذ انطلاقها، وهي في طريقها إلى استكمال تحرير الوازعية، بعد الوصول إلى مركز مديرية منطقة الشقيراء، وعدد من جبال العمري، والتحام جبهتي مقبنة والكدحة بعد تطهير مفرق الوازعية، وهناك تنسيق كبير بين تلك الجبهات كي تتمكن من تحرير المناطق الغربية لتعز.
وقال إن ما تقدمه دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات في عملية تحرير تعز والساحل الغربي بالذات لا يمكن إلا نقول «شكراً إمارات الخير.. وشكر سلمان العطاء»، على هذا الدعم الكبير من قبل الطيران والبوارج والخبرات العسكرية والعمليات اللوجستية التي ساعدت الجيش اليمني بشكل كبير على تحرير المخاء والساحل والمناطق المحررة بشكل عام، وقريباً ستكون هناك مناطق جديدة نشترك معهم في تحريرها، وتلك المعارك تتم بإشراف مباشر من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر.
وأكد العميد مجلي، أن فشل جميع محاولات المتمردين في التقدم نحو مواقع الجيش في تعز على مختلف الجبهات، والتي تعد بالعشرات خصوصاً في جبهتي المدينة الشرقية والشمالية، ومنها جبال الوعش وخط الأربعين، دفعهم إلى قصف السكان المدنيين بمختلف الأسلحة المحرمة دولياً، وهم بذلك يعبرون عن الحالة النفسية التي وصلوا إليها، عقب تحرير «الرمح الذهبي» جبال كهبوب والمنصورة ومعسكر العمري والمخاء ومعسكر الدفاع الجوي ومحاصرتها معسكر خالد بن الوليد، معقل فساد الميليشيات والمخلوع صالح في تعز منذ عقود.
وأشار العميد مجلي إلى أنه يتم حالياً تطهير بقية المناطق المحيطة بالمخاء من الألغام والقناصة وغيرها من المتارس والمتفجرات التابعة للميليشيات، ونتعامل مع القناصين بشكل مسؤول للحفاظ على السكان، وتتم عملية التقدم والسيطرة بالتدرج، مؤكداً أن الميليشيات هربت من المخاء بشكل كبير إلى ناحية يختل ومنطقة الخوخة والحديدة.
وفي جبهات الجوف قال العميد مجلي إن هناك تقدماً في جبهة المصلوب وخب والشعف والمتون، ولم يتبق إلا القليل حتى يتم إعلان الجوف محافظة محرّرة بالكامل، كما أن هناك تقدماً في جبهتي عسيلان وبحيان في شبوة التي باتت هي الأخرى على وشك إعلانها محافظة محرّرة بالكامل.(الامارات اليوم)