وإلى جانب نوار أوقعت العملية أربعة أطفال وسبع نساء من بين عدد من المدنيين، بالإضافة إلى عبد الرؤوف الذهب، وهو من أبرز مشائخ قبيلة منطقة قيفة، وهو يتزعم مقاومة مليشيا الانقلاب الحوثي والمخلوع صالح، وتقول واشنطن إن له صلة بالقاعدة.
ويعتقد محللون يمنيون أن الإنزال الأميركي الذي قتل فيه جندي وجرح ثلاثة آخرون وأسقطت خلاله مروحية أباتشي -كما أشارت وسائل إعلام أميركية- كان استعراضيا وفاشلا، واستهدف مدنيين في منازلهم، وهو قتل خارج القانون تمارسه الإدارة الأميركية.
ودانت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان هذا الهجوم، واعتبرت أن العملية الأميركية “جريمة وضرب من الإرهاب”، وأكدت في منشور لها أن “الإدارة الأميركية لا تكافح الإرهاب، بل تصنعه وتمده بكل أسباب القوة والبقاء والانتشار”.
وعما إذا كانت العملية الأميركية تدعم الحوثيين، قال البكيري في حديث للجزيرة نت إنه “حتى إن لم يكن هناك اتفاق بين الأميركيين والحوثيين فإنها بالمحصلة تخدم المليشيات الانقلابية، لأنها عمل عسكري ضد خصومها”.
تنسيق وإسناد
بدوره أشار الناشط الحقوقي محمد الأحمدي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن وسائل إعلام أميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين أن العملية تمت بالتنسيق مع وزارة الدفاع في صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
ويعتقد المحلل السياسي ياسين التميمي، أن “العملية الأميركية تمت بإسناد أرضي عبر خلية الاتصال الموجودة في الأمن القومي بصنعاء، والتي ظلت تعمل دون انقطاع لدعم مهمة الطائرات الأميركية دون طيار التي تستهدف عناصر مفترضة لتنظيم القاعدة”.
واعتبر التميمي -في حديث للجزيرة نت- أن الحوثيين وحليفهم صالح يشعرون بقلق من أن يرتفع الغطاء الأميركي على أنشطتهم الذي يتم في جزء منه تحت طابع مكافحة الإرهاب، وربما جاءت هذه العملية في سياق بناء شراكة جديدة بين الجانبين.
وأشار إلى أن “عبد الرؤوف الذهب المستهدف بالهجوم الأميركي كان قد نفى أي صلة له بتنظيم القاعدة، كما عرف عنه موقفه المعادي للحوثيين، وهو موقف يتسق مع مواقف ملايين اليمنيين الذين خرجوا لمقاومة المشروع الحوثي الانقلابي المدعوم من إيران”.
من جانبه اتهم فرع القاعدة باليمن، الولايات المتحدة بالسعي لإفراغ محافظة البيضاء ممن أسماهم “المجاهدين”، لكي يبسط الحوثيون سيطرتهم عليها، بعد عرقلة تمددهم فيها خلال عامين من المواجهات المستمرة.
واعتبر التنظيم في بيان له أن العملية الأميركية تأتي في سياق ما أسماه “التخادم المكشوف بين أميركا والحوثيين، إذ تتكفل أميركا بالقصف الجوي بينما يحاول الحوثيون التقدم البري سعيا منها لتمكينهم على الأرض”.