يمنيون: العملية الأميركية بالبيضاء تدعم الحوثيين

- ‎فيأخبار اليمن
الطفلة اليمنية نوار أنور العولقي كانت من بين عدد من المدنيين -بينهم نساء وأطفال- قضوا في هجوم أميركي على قرية نائية في محافظة البيضاء وسط اليمن، وهي عملية أثارت استياء واسعا وسط اليمنيين لاستهدافها مدنيين داخل منازلهم، في حين وصفها محللون سياسيون بأنها تدعم الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
 
أنوار التي غابت عن الحياة بإشراقة وجهها الطفولي البريء، هي ابنة الإمام اليمني أنور العولقي، الأميركي الجنسية، الذي قتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة نهاية سبتمبر/أيلول مع مرافقيه بينما كانوا على متن سيارة في صحراء شبوة.
يروي عمار العولقي -عمّ نوار التي كانت تقيم مع أمها في منزل أخوالها من عائلة الذهب- في منشور بصفحته على فيسبوك، أن نوار أصيبت بعدد من رصاص الجنود الأميركيين، وأن رصاصة اخترقت عنقها، وظلت تنزف الدماء لمدة ساعتين حتى لفظت أنفاسها، لعدم القدرة على إسعافها.
قتل خارج القانون
وإلى جانب نوار أوقعت العملية أربعة أطفال وسبع نساء من بين عدد من المدنيين، بالإضافة إلى عبد الرؤوف الذهب، وهو من أبرز مشائخ قبيلة منطقة قيفة، وهو يتزعم مقاومة مليشيا الانقلاب الحوثي والمخلوع صالح، وتقول واشنطن إن له صلة بالقاعدة.
وأثارت العملية استياء واسعا وسط اليمنيين، وهي الأولى في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ويعتقد محللون يمنيون أن الإنزال الأميركي الذي قتل فيه جندي وجرح ثلاثة آخرون وأسقطت خلاله مروحية أباتشي -كما أشارت وسائل إعلام أميركية- كان استعراضيا وفاشلا، واستهدف مدنيين في منازلهم، وهو قتل خارج القانون تمارسه الإدارة الأميركية.

ودانت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان هذا الهجوم، واعتبرت أن العملية الأميركية “جريمة وضرب من الإرهاب”، وأكدت في منشور لها أن “الإدارة الأميركية لا تكافح الإرهاب، بل تصنعه وتمده بكل أسباب القوة والبقاء والانتشار”.

 

من جانبه رأى الباحث بشؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري أن “العملية مؤشر خطير جدا على طبيعة التوجه الأميركي القادم تجاه ملف الإرهاب، والتحول من إستراتيجية الحرب بالوكالة إلى الحرب المباشرة”.

وعما إذا كانت العملية الأميركية تدعم الحوثيين، قال البكيري في حديث للجزيرة نت إنه “حتى إن لم يكن هناك اتفاق بين الأميركيين والحوثيين فإنها بالمحصلة تخدم المليشيات الانقلابية، لأنها عمل عسكري ضد خصومها”.

تنسيق وإسناد
بدوره أشار الناشط الحقوقي محمد الأحمدي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن وسائل إعلام أميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين أن العملية تمت بالتنسيق مع وزارة الدفاع في صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

ويعتقد المحلل السياسي ياسين التميمي، أن “العملية الأميركية تمت بإسناد أرضي عبر خلية الاتصال الموجودة في الأمن القومي بصنعاء، والتي ظلت تعمل دون انقطاع لدعم مهمة الطائرات الأميركية دون طيار التي تستهدف عناصر مفترضة لتنظيم القاعدة”.

واعتبر التميمي -في حديث للجزيرة نت- أن الحوثيين وحليفهم صالح يشعرون بقلق من أن يرتفع الغطاء الأميركي على أنشطتهم الذي يتم في جزء منه تحت طابع مكافحة الإرهاب، وربما جاءت هذه العملية في سياق بناء شراكة جديدة بين الجانبين.

وأشار إلى أن “عبد الرؤوف الذهب المستهدف بالهجوم الأميركي كان قد نفى أي صلة له بتنظيم القاعدة، كما عرف عنه موقفه المعادي للحوثيين، وهو موقف يتسق مع مواقف ملايين اليمنيين الذين خرجوا لمقاومة المشروع الحوثي الانقلابي المدعوم من إيران”.

من جانبه اتهم فرع القاعدة باليمن، الولايات المتحدة بالسعي لإفراغ محافظة البيضاء ممن أسماهم “المجاهدين”، لكي يبسط الحوثيون سيطرتهم عليها، بعد عرقلة تمددهم فيها خلال عامين من المواجهات المستمرة.

واعتبر التنظيم في بيان له أن العملية الأميركية تأتي في سياق ما أسماه “التخادم المكشوف بين أميركا والحوثيين، إذ تتكفل أميركا بالقصف الجوي بينما يحاول الحوثيون التقدم البري سعيا منها لتمكينهم على الأرض”.