دلالات التصعيد الحوثي العسكري ضد السعودية.. تخبط وخيبة أمل

- ‎فيأخبار اليمن, عربي ودولي

في تطور خطير يثبت تخبط الانقلابيين باليمن، استهدفت ميليشيات الحوثي الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة بهجوم إرهابي، تزامنا مع قصف أحد المقرات التابعة للأمم المتحدة في مدينة ظهران الجنوب السعودية، وهو تطور من المتوقع أن تكون له تداعيات ردًا على التصعيد.

وأعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها أمس، تعرض فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة لهجوم إرهابي من قبل 3 زوارق انتحارية تابعة للميليشيات الحوثية.

وتؤكد قيادة التحالف أن استمرار الميليشيات الحوثية في استخدام ميناء الحديدة قاعدة انطلاق للعمليات الإرهابية يُعد تطورًا خطيرًا من شأنه التأثير على الملاحة الدولية وعلى تدفق المساعدات الإنسانية والطبية للميناء وللمواطنين اليمنيين.

 

تورط إيران

ورغم تأكيد التحالف أن الفرقاطة تم استهدافها بقوارب للانتحاريين، فإن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تداولوا فيديو يثبت تورط مجموعات إيرانية مع الحوثيين في استهداف الفرقاطة السعودية في ساحل البحر الأحمر بصاروخ.

وفي بداية المقطع كانت المحادثة باللهجة اليمنية؛ لكن الثواني 12 و13 و14 و15 من المقطع كشفت التورط الإيراني، وحاول الحوثيون قصّ الصوت في الثانية 12؛ إلا أن الصوت ظهر بعد الانقطاع ليفضح محادثة عناصر إيرانيين كانوا على متن القارب الذي استهدف البارجة.

ويُظهر هذا الفيديو أن إيران هي من استهدفت المدمرات الأميركية في البحر الأحمر، كما تكشف أدوارها الخبيثة في اليمن. ولم تصب السفينة السعودية بأضرار كبيرة؛ حيث كانت عملية الاستهداف في مؤخرة السفينة التي واصلت عملياتها بشكل طبيعي كما أظهر الفيديو.

 

إدانات خليجية

أدان كل من قطر والبحرين تصعيد الحوثي ضد السعودية، معلنين في بيان لهما اليوم عن كامل تضامنهما مع الرياض في حربها الشرسة ضد الانقلابيين.

 

قصف مقر الأمم المتحدة

ومن جهة أخرى، أطلقت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قذائف على مكتب لمنظمة الأمم المتحدة في ظهران الجنوب بمنطقة عسير، ما نتج عنه إصابة جندي سعودي وتضرر المبنى وعدد من السيارات.

وتقول المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام السعودية إن القصف بقذيفة كاتيوشا طال مقر لجنة التنسيق والتهدئة في مديرية ظهران الجنوب، ونتجت عنه إصابة شخص وتضرر زجاجات المبنى.

واعتبر مراقبون أن هذا التصعيد يمثل تطورًا خطيرًا يعكس استمرار الحوثيين في استهداف مقر تابع للأمم المتحدة يتعلق بالإشراف على الهدنة، بما يؤكد عدم احترام الحوثيين للمقرات المدنية ومنها تلك التابعة للمنظمة الدولية.

ومن جهة ثانية، يكشف التطور عن استمرار رفض الانقلابيين للهدنة، حيث يرفضون حضور ممثليهم لجنة التهدئة، وعززوا ذلك باستهداف المبنى الواقع قرب الحدود مع محافظة صعدة، معقل الحوثيين.

 

إدانة أممية

أدانت الأمم المتحدة إطلاق ميليشيات الحوثي – صالح قذائف من نوع «كاتيوشا» على مبنى لجنة التنسيق والتهدئة، التابعة للمنظمة الدولية، في محافظة ظهران الجنوب بمنطقة عسير جنوب المملكة.

وأدان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بشدّة هذا القصف، واعتبر – في سلسلة تغريدات على موقع «تويتر» – أن الحادثة لا تعكس نوايا حسنة، داعيًا الحوثيين وحلفاءهم إلى «الالتزام بورشة عمل لجنة التنسيق والتهدئة».

واعتبر المبعوث أنه «لأمرٌ مأساوي أن تأتي هذه الحادثة في وقتٍ نطالب فيه الأطراف بإعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية»، مؤكدًا أن المبنى الذي تعرض للاستهداف في ظهران الجنوب، الحدودية مع اليمن، كان قد تم تجهيزه حتى يكون مقرًا لأعضاء «التنسيق والتهدئة».

 

تصعيد ضد الحوثي

شنت مقاتلات التحالف العربي غارات عنيفة على مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، عقب تعرض فرقاطة سعودية لهجوم من الحوثيين غرب ميناء الحديدة.

واستهدفت غارات التحالف معسكر القوات البحرية بمنطقة الكثيب غرب اليمن، في حين نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر محلية يمنية أن انفجارات عنيفة هزت مدينة الحديدة بالتزامن مع تحليق مقاتلات التحالف في أجواء المدينة.

ويسيطر الحوثيون منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على الحديدة، التي تقع على بعد نحو 220 كيلومترا غرب العاصمة صنعاء، وتعد ثالث كبرى المحافظات اليمنية سكانا.

كما تقدمت قوات الشرعية (الجيش والمقاومة الشعبية) أمس، في شوارع شمال شرقي مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز (غرب اليمن).

وتصاعدت وتيرة المواجهات بين الجيش والمقاومة من جهة والانقلابيين (ميليشيات الحوثي – صالح) من جهة أخرى، في المدينة المطلّة على البحر الأحمر، كما سيطرت القوات الحكومية على طرقاتٍ في اتجاه المدينة السكنية، بينما تصاعدت وتيرة المواجهات المباشرة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في محيط ميناء المخا (جنوب المدينة) بعد تأمين قوات الشرعية حارة السويس، في وقتٍ تواصل الفرق الهندسية في الجيش نزع الألغام في الطرقات والأحياء الشرقية والشمالية.