يتردد مرضى السرطان في العاصمة اليمنية صنعاء على المركز الوطني لعلاج الأورام لتلقي العلاج الكيماوي من أجل مساعدتهم على البقاء على قيد الحياة. لكن الإمدادات الطبية تضاءلت في الآونة الأخيرة مع احتدام الحرب في البلاد.
ونتيجة لهذا لم يعد من الممكن وصول المساعدات والأدوية لكن هذه الفئة من الناس مرضى السرطان هم الأكثر معاناة بسبب هذه الأوضاع.
ففي حين أن السرطان مرض لا ينطوي على فترات راحة أو توقف أصبح هذا المركز يفتقر إلى الموظفين والتمويل والمعدات والأدوية.
وتعاني عفاف أحمد من سرطان الدم (لوكيميا).
وقالت “من شهر إلى شهر (ننتظر) وما بش (لا توجد) علاجات .. مطلوباتنا (احتياجاتنا) مابش .. بعنا بيتنا بعنا حقنا (أملاكنا) والمرض هذا مستمر سنة.. سنتين وما فيه ولا حاجة ( مافي أدوية) مركز فاضي من والى (من كل شيء)”.
وهناك ألوف من مرضى السرطان في اليمن يجدون صعوبة بالفعل في تدبير المال اللازم لدفع ثمن الطعام والسكن. وأصبحوا يتحملون الآن ثمن الأدوية المنقذة للحياة والتي كانت تمولها أو تحافظ على استقرارها الحكومة والمنظمات المحلية غير الهادفة للربح في السابق.
ولكن مع تراجع الإمدادات يضطر كثيرون للجوء إلى السوق السوداء للحصول على أدويتهم ويمكن أن يكون لهذا خطورته لأن هذه الأدوية ليست خاضعة لإشراف متخصصين.
وقال محمد الشماع الذي يعاني أيضا من سرطان الدم “الشخص هذا لديه أطفال لديه أسرة لديه بيت بالإيجار.. مافيش معاش من فين يدي (يجيب المال).. الآن الأغلبية يروحون إلى فاعلين الخير فيه من يعطي وفيه من يقول لهم ما فيش.. وفيه الآن والله العظيم الناس (المرضى) يطلبوها من الجوامع (المساجد) حق الجرعة حقه (قيمة الدواء)..أنا واحد منهم”.
وقالت الأمم المتحدة الأربعاء إن 12 مليون شخص في اليمن يواجهون خطر المجاعة في ظل الحرب المستمرة منذ عامين وإن الوضع يتدهور بسرعة.
وأضافت أن اقتصاد اليمن ومؤسساته ينهاران وأن بنيته التحتية دمرت.
ويحدث التباطؤ في الإمدادات الطبية نتيجة أضرار جسيمة لحقت بميناء الحديدة الرئيسي في اليمن وعدم وجود رافعات لتفريغ الحمولات.
وقال الدكتور عبدالوهاب النهمي نائب رئيس المركز الوطني لعلاج الأورام “منذ الربع الرابع لعام 2016 نفذت كل الكمية الموجودة لدينا بالمخازن.. والآن المرضى يتكبدون عناء توفير الأدوية والبحث عنها في السوق المحلية بغلاء أسعارها وكونها ربما تكون مهربة نوعا ما فالكثير من المرضى يأتون لتلقي هذه الخدمة وللأسف الشديد لا يستطيعون تلقي هذه الخدمة كاملة”.
وأضاف أن التمويل المخصص للمركز الوطني لعلاج الأورام يبلغ 12 مليون دولار ويغطي نحو 30 في المئة فحسب من احتياجات المركز.
وأوضح “فيما يخص العلاج الإشعاعي هناك بعض الأجهزة التي تحتاج إلى المصادر المشعة التي تعتبر منتهية وكنا في طريق توريدنا (استيراد) لهذه المصادر المشعة التي تخدم مرضى السرطان لكن للأسف الشديد نتيجة لظروف الحرب القاهرة التي تمر بها اليمن منذ أكثر من عامين تعذر توفير هذه المصادر ما جعل الخدمة شبه متوقفة”.
ودعت الأمم المتحدة لتقديم 2.1 مليار دولار إلى توفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى لما يقدر بحوالي 12 مليون شخص في اليمن.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الأسبوع الماضي أن ما يقدر بنحو 63 ألف طفل يمني لقوا حتفهم العام الماضي لأسباب كان من الممكن منعها وتتعلق في كثير من الأحيان بسوء التغذية.(ميدل ايست)