كشف موقع “جاينز” البريطاني المتخصص بالشؤون العسكرية أن الإمارات قطعت شوطًا كبيرًا ببناء قاعدة عسكرية لها في جزيرة على مقربة من مضيق باب المندب اليمني.
وأوضح الموقع في تقرير له أن (أبو ظبي) تشيّد مدرجًا كبيرًا على جزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي، بحسب صور أقمار صناعية كشف عنها الموقع.
وأكد ما ذهب إليه عبر صور بالأقمار الصناعية، عندما نشر صورة فضائية سابقًا تظهر وجود بناء جديد لمدرج بطول 3200م على جزيرة ميون الواقعة في باب المندب وتربط بين اليمن وجيبوتي.
وبين الموقع أن (أبوظبي) تبني هذه القاعدة لدعم عملياتها العسكرية في جنوب اليمن ولتأمين الممر البحري ذي الأهمية الاستراتيجية.
ولفت إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن العمل في المدرج الجديد لم يبدأ قبل نهاية شهر أكتوبر الماضي، لكن أبوظبي حققت تقدمًا كبيرًا منذ ذلك الحين.
وفي سبتمبر الماضي، كشف “معهد واشنطن” تفاصيل عسكرية وأمنية غاية في الأهمية حول قاعدة “عصب” ومدى دورها في تنفيذ الدور الإقليمي لدولة الإمارات في أفريقيا عمومًا، وفي الصومال ثم في اليمن.
وليس من المرجح أن يتوافق اليمنيون حول هذه القاعدة، في وقت يشتد فيه الغضب بين أوساط يمنيين اتهموا الإمارات باحتلال اليمن وأنها تسعى لعدم استقراره، كما أنها تعمل ضمن أجندة مختلفة عن المملكة السعودية، بحسب الموقع.
وتستغل الإمارات الحرب القائمة لبسط نفوذها، حيث إن بناء أي قواعد عسكرية يخضع لمشاورات وقرارات بين مؤسسات الدولة، واليمن يعاني من غياب المؤسسات وغياب الدولة نفسها.
وتقوم الإمارات باتخاذ خطوات متتالية لمواجهة قرارات الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي” ورفضها؛ بل ودعم المتمردين ضده بالتصدي العسكري.
فقد تمكنت من ذلك عقب تشكيلها «ميليشيا الحزام الأمني»، والتقرب من سلفيي اليمن، والحصول على تفويض من الرئيس الأمريكي «ترامب»، كما أنها تستهدف الدور السعودي في اليمن، وقد وصلت الأمور لحد اتهام الإمارات بدفع السعودية نحو التورط في الحرب اليمنية لأكبر فترة ممكنة لخدمة أجندتها، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية، وهو ما يعني أن السعودية قد تتوقف عن مداراة الإمارات في اليمن، هذا النهج الذي اتخذ في السابق لحفظ ماء الوجه السعودي، خاصة في ظل تعاظم نقاط الخلاف بين الدولتين في اليمن.
ويدرك اليمنيون أن الإمارات تمارس دور المحتل لليمن، ويوضح الكاتب اليمني «ياسين التميمي»: «أهم مشاريع الإمارات الخطيرة هو تأسيس وحدات عسكرية خارج هيكلية الجيش والقوات الأمنية اليمنية، والتركيز على البعد الجهوي في تشكيل هذه القوات كما هو الحال بالنسبة للحزام الأمني وغيره من التشكيلات التي يهيمن عليها حضور بعض المناطق دون سواها».