تثير زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المرتقبة إلى تونس جدلاً واسعاً وانقساماً حاداً في الأوساط السياسية والشعبية التونسية، بين من يرفض الفكرة وبين من نظر إليها على أنها طبيعية.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أعلن، نهاية الشهر الماضي، عن تلقّي الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، لزيارة تونس.
وأكد الهاشمي الحامدي رئيس حزب “تيار المحبة” أنّ تنظيم مظاهرة احتجاج في شارع “الحبيب بورقيبة” بتونس العاصمة، يهدف إلى التعبير عن رفض الزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ودعا الحامدي الحكومة التونسية إلى احترام إرادة الشعب التونسي في رفض الزيارة، مؤكدًا “لا نريد أن نمنح الأوسمة التونسية والتكريم والتبجيل لكلّ من هبّ ودبّ”.
وقال محمد بن سالم القيادي في حركة “النهضة”: “أنا شخصيًّا لا أرحّب بالرئيس السيسي في تونس، لكن إذا كانت الزيارة رسمية، والدعوة موجّهة من رموز الدولة، فما علينا إلا احترام ذلك بالرغم من أننا غير راضين عنها”.
مبررات الرفض
في المقابل، أكد زهير المغزاوي الأمين العام لحركة “الشعب” القومية أن “الشعب التونسي يرحّب بالرئيس السيسي في تونس”، مضيفًا “نحن لم نتظاهر ضد زيارة أمير قطر إلى تونس، فلماذا نرفض زيارة السيسي بالتالي؟”.
وقال المغزاوي في تصريحات لـ”إرم نيوز” حول الموضوع: “نحن نختلف مع السيسي في العديد من الجوانب، ولكننا نختلف كذلك مع أمير قطر، ونرى أنه بإمكان رئيس الجمهورية توجيه دعوة رسمية إلى رئيس دولة عربية لزيارة تونس“، مشدّدًا على أنّنا “نريد أن تعود مصر إلى سالف قوتها في العالم العربي”.
ورحبت عبير موسى الأمينة العامة لما يسمى “الحزب الدستوري” بالزيارة، وأكدت أنه “لا مانع لدينا من زيارة الرئيس المصري السيسي إلى تونس”.
واعتبرت موسى أنّ قرار الرئيس التونسي “سيادي”، وبالتالي لا يمكن لنا أن نتظاهر ضد زيارة الرئيس المدعو لزيارة تونس”، وشدّدت في تصريح صحفي أنّ “هذا الرفض من بعض الأحزاب يدخل في باب الشعبويّة”.
صدمة النهضة
وانتظرت شريحة واسعة من التونسيين رفضاً متوقعاً من حركة النهضة للزيارة المرتقبة للرئيس المصري، نظراً لعلاقة الحركة بالرئيس الأسبق محمد مرسي وحركة الإخوان، لكن المستشار السياسي لرئيس حركة “النهضة” لطفي زيتون أكد أن “السّياسات الخارجية من اختصاصات رئيس الجمهورية، وقد رأى الرئيس السبسي أن يوجّه دعوة رسمية إلى الرئيس المصري السيسي، وهذا من حقّه”، مشيرًا إلى أن “كلّ من يستقبله رئيس الجمهورية فهو مرحّب به في تونس”.
وأوضح المستشار السياسي لرئيس حركة “النهضة” أنّ “المواقف الأخرى لا تلزم إلا أصحابها”، في إشارة إلى بعض التصريحات من بعض القيادات التي ترفض زيارة السيسي.
أما رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني فقد أشار إلى أن “حركة النهضة لم تحسم موقفها بعد من زيارة السيسي إلى تونس، فالقرار يتخذ داخل المؤسسات المنتخبة والشرعية، ولا يمكن أن يتخذه قيادي بطريقة منفردة، ولو كان رئيس الحركة”.
وأضاف الهاروني في تصريح إذاعي أن “حركة النهضة ستتصرف بما تراه مناسبًا لتونس ولثورتها، ولثورة مصر كذلك”.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد “حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تلبية الدعوة الموجهة إليه لزيارة تونس وتطلعه إلى لقاء الرئيس قائد السبسي”، مؤكدًا أنّ “من شأن هذه الزيارة أن تسهم في التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون المثمر وتُمكّن من تعميق التشاور حول المسائل التي تشغل البلدين الشقيقين”.