يقترح بعض المثقفين على الحوثيين أن يتحولوا إلى حزب سياسي معلن لمنافسة الآخرين من خلاله، كبقية الأحزاب. أقول: ذاك من سابع المستحيلات لسببين: الأول: الأحزاب السياسية قائمة على أساس برامجي وديموقراطي. تؤمن بالفوز والهزيمة في منافستها للآخرين وتستمد شرعيتها من الشعب. وهذه الجماعة جماعة كهنوت ديني وسياسي معا. ترى أن لها حقا إلهيا وسماويا في حكم الآخرين. وليس على الشعب إلا أن يسلم بمزعوم هذا الحق.! فإذا آمنت بالديموقراطية والتنافس سقط عنها هذا الحق وأصبحت مثل أي جماعة أخرى. وهذا ما لم تقبله من سابق، ولن تقبل به مستقبلا..
الثاني: هذه الجماعة تدرك تماما أنها منبوذة شعبيا وطريقة الانتخابات الشعبية لا يمكن أن تؤهلها للوصول إلى الحكم فجعلت من الانقلاب أقصر الطرق لذلك، واهمة أن الشعب سيذعن للخرافة من جديد.
وعلى افتراض أن قبلوا ذلك تحت ستار التقية والخداع فسيكون حزبهم عائليا سلاليا تنتفي عنه أصلا صفة الحزبية. مثله مثل حزب الحق. بفتح الحاء أو ضمها. لم يغادر صنعاء وما حولها. وظل كهنوتيا سلاليا إلى اللحظة. رئيسه قسيس إمامي كبير ولد أيام الحرب العالمية الأولى ونفق قبل سنة تقريبا لا يؤمن بالجمهورية ولا بفكرها.