علي حميد الأهدل
وتمر عقود عجاف كل عقد أقسى وأمر من سابقه حتى تنكر المثل الشعبي الشهير لمضمونه (دوام الحال من المحال) فلا حال تغير ولا محال تحقق، وما يزال واقع أبناء ريمه بمختلف توجهاتهم السياسية خارج خارطة الوطن ويعاملون كدرجة خامسة لا يحق لهم العيش بكرامة كغيرهم من ابناء اليمن منذو عهد النظام الإمامي الكهنوتي الرجعي المتخلف، حتى يومنا هذا الذي تتعالى فيه نغمة المواطنة المتساوية والتي يتغنى بها مسؤولينا في خطاباتهم مما أصبح وقعها على المواطن الريمي كالسراب الذي (يحسبه الظمآن ماء).
وإذا ما عدنا إلى عشرات السنين الماضية لنفتش في ملفات التشكيلات الحكومة بوزرائها ونوابها وسفرائها ووكلائها لن نجد لكوادر ريمة المؤهلة والعقول النيرة حملة المؤهلات الاكاديمية العليا والخبرات العالية في مختلف التخصصات المدنية والعسكرية وجود في حسابات الدولة، عدى الغارمون والمؤلفة قلبوهم وهم لا يصلوا بعدد الأصابع ابوا الاستسلام والرضوخ للسيناريوهات العنصرية المحبوكة من قبل الأنظمة المتعاقبة ، وسلكوا ركضا نحو طرق مختلفة ومتعددة للوصول إلى قلوب جهابذة السلطة من أصحاب الهضبة وما جاورها، بصفتهم وحدهم الحاكم والمتحكم بمصير حقوق ابناء ريمه ومن سار على نهجها من ابناء المناطق اليمنية المسالمين والرافضين للعنف ودعاة المحبة والسلام.
الأدهى في الامر أنهم لم يكتفوا بحرمان أبناء هذه المناطق من أهم متطلبات الحياة بل وصل بهم الغرور وحب الذات والتنكر للمواطنة المتساوية، الى الانقلاب على السلطة التي شاركتهم الظلم. حينها انتفض رجال ريمه تحت راية الشرعية تاركين خلفهم قسوة حرمانهم وهبوا ملبيين النداء كالأسود الى مختلف جبهات القتال وهاهم يسطرون اروع ملامح البطولات وهذا ليس بغريب وما هو الا استكمال المسيرة التي سلكها ابائهم من ضحوا بأرواحهم فداء للجمهورية والوطن.
ومن رحم المعاناة وانطلاقا من بوابة النضال السياسي المدني لانتزاع الحقوق المشروعة وانتصارا لقضيتهم المطلبية العادلة من ظلم التهميش والإقصاء والحرمان تشكل (المجلس التنسيقي لمحافظة ريمة) بدماء شبابية من مختلف الأحزاب والأطر السياسية والشبابية المستقلة رافضين بقاء محافظتهم خارج دائرة الشراكة الوطنية والبناء التنموي ومطالبين برعاية اسر شهدائهم ومعالجة جرحاهم ودعم رجالهم في مختلف جبهات القتال وحقهم السياسي المشروع بحجم التضحيات التي يقدمونها في معركة الوطن الكبرى ضد مشروع الانقلاب المليشاوي المدمر لاستعادة الدولة وهو ما يعكس مدى الوعي المجتمعي لدى معالي المواطن الريمي وحبه للوطن وعشقه للحرية والكرامة.