أكدت هيئة علماء اليمن أن ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بغاة معتدون يحرم علي أي مسلم مناصرتهم.
وأكدت الهيئة، التي يترأسها الشيخ «عبد المجيد الزنداني» في بيان لها أن «تصرفات الحوثيين تتنافى مع مبادئ الإسلام وأخلاقياته وشريعته الغراء التي أمرت بالتراحم والتواد والتناصر في الحق وتحريم الظلم في النفوس والأموال».
وأضافت: «هاهم الحوثيون اليوم وحليفهم الرئيس السابق علي صالح يقفون وراء محاصرة مأرب (شرق صنعاء) والتسبب في قطع الكهرباء والارتفاع الجنوني للمشتقات النفطية والغاز وتحميل الشعب اليمني ما لا يطيق».
وبعد أن سردت جانبًا من الدمار والخراب والتهجير والتشريد الذي جلبته تلك المليشيات لليمن وأهله، خلصت هيئة علماء اليمن إلى أن «ما تقوم به مليشيا الحوثي ومن ناصرها ومن ساندها من خراب ودمار وهجوم على أبناء اليمن إلى ديارهم ومحافظاتهم في تعز خاصة وفي اليمن عامة بغي وعدوان وخصومة في باطل لا يقره شرع ولا عرف ولا قانون وليس له أي مبرر، كما لا يجوز لأي مسلم مناصرة هذه المليشيات الحوثية وأنصارها وحلفائها أو الوقوف معها بأي حال من الأحوال، لا بالنفس ولا بالمال ولا بالكلمة ولا بالتوقيع ، ومن أعان ظالما على ظلمه فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ووقع في سخط الله تعالى ومقته».
ودعت الهيئة «رئيس الدولة (عبد ربه منصور هادي) والحكومة اليمنية (الشرعية) إلى القيام بواجبها في رفع المشقة عن أبناء تعز خاصة، وفك الحصار الظالم عنهم وإغاثة الناس في بقية المناطق وتقديم سائر أنواع الدعم والمعونات، وحماية الناس من البغي والعدوان الذي دهم الناس إلى ديارهم واستباح حرماتهم»، لافتة إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) «حذر من التقصير في ذلك، وعدم الجهد للرعية».
وفيما يلي نص بيان هيئة علماء اليمن:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل: )وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَالْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ( والقائل سبحانه)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( , والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه القائل ) كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُه ( رَوَاهُ مُسْلِم، والقائل في بيان انحرافبعض الفرق وشدتهم على المسلمين ) يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ , وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ ( متفق عليه ، وبعد: فإن اليمن تمر بمرحلة عصيبة وأحداث مؤلمة من آخرها المجزرة والجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي في مدينة تعز والتي بلغت مئات القتلى و الجرحى إضافة إلى الحصار الخانق في الماء والغذاء والدواء الذي تعاني منه المدينة , وكذا إيقاع الناس في المشقة والعنت دون أي جرم ارتكبوه ، وفي تصرفات للحوثيين تتنافى مع مبادئ الإسلام وأخلاقياته وشريعته الغراء التي أمرت بالتراحم والتواد والتناصر في الحق وتحريم الظلم في النفوس والأموال والأعراض كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم )فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْعليكمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا … ( متفق عليه ، تأتي هذه الجريمة البشعة بعد عدد من الجرائم والحروب العبثية والهمجية التي سفكت فيها الدماء ودمرت البيوت والمباني ورملت النساء ويتم فيها الأطفال وأزهقت فيها الأرواح، وكثر فيها المعاقون ، وساق الحوثي من معه إلى مهالك تحتمبررات واهية وكاذبة بدءا بالحصار الظالم الغشوم على قرية دماج لمدة أربعة وتسعين يوما ومقتل وجرح المئات من أهلها، وتهجير الآلاف من أبناء دماج وطلاب العلم الشرعي الذين شردوا إلى شوارع صنعاء هم وأطفالهم ونساؤهم، وأصبحوا بلا مأوى بدون أي جرم اقترفوه. وإذا أتيحت للحوثيين فرصة للعودة إلى الحق وإصلاح ما أفسدوا نراهم يتمادون في الباطل كما قالتعالى في أمثالهم من الظالمين }فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ{ ]يونس: 23[ ، ومرورا بدعاوى المطالبة الحوثية بحق التظاهر السلمي في مدينة عمرانوالوقوف ضد الجرعة في صنعاء ومحاربة الدواعش والتكفيريين في عدن وتعز وشبوة وإب ولحج وأبين والبيضاء بحسب زعمه، وهاهم الحوثيون اليوم وحليفهم الرئيس السابق علي صالح يقفون وراء محاصرة مارب والتسبب في قطع الكهرباء والارتفاع الجنوني للمشتقاتالنفطية والغاز وتحميل الشعب اليمني ما لا يطيق . كما تسبب الحوثيون وأنصارهم ومن تحالف معهم في الدمار الذي أصاب مدينة عدن وقتل وأخاف سكانها وسببما حصل من الدمار والخراب وتهجير وتشريد أهلها ، ليأتي الدور اليوم على مدينة تعز قتلا وتدميرا وحصارا خانقا ، وقصفا همجيا واستخدام أسلحة الدولة المنهوبة ومعسكراتها في استباحة تلك الحرمات ، وكأنه لا بد أن تأخذ كل مدينة آمنة نصيبها من الدمار والقتل والأيتام والأرامل . هذا كله بالإضافة إلى محاولة جر المنطقة إلى حروب ومشاكل وفتن لا تحمد عقباها باستفزاز دول الجوار بالمناورات العسكرية العبثية , واستدعاء التدخل الإيراني إلى المنطقة ,وإبرام اتفاقيات الدعم الإيراني العسكري واللوجستي للميليشيات الحوثية خارج إطار الحكومة الرسمية واستقبال سفن الموت الإيرانية إلى اليمن ، مما قد يسبب في عزل اليمن سياسيا وانهياره اقتصاديا وتفكيك قوته العسكرية وتدمير نسيجه الاجتماعي . وتجاه هذا كله وبراءة للذمة بين يدي الله تعالى ، وقياما بواجب البيان ، فإن هيئة علماء اليمن تؤكد على ما يلي : 1ـ أن ما تقوم به مليشيا الحوثي ومن ناصرها ومن ساندها من خراب ودمار وهجوم على أبناء اليمن إلى ديارهم ومحافظاتهم في تعز خاصة وفي اليمن عامة بغي وعدوان وخصومة في باطل لا يقره شرع ولا عرف ولا قانون وليس له أي مبرر ، كما لا يجوز لأي مسلم مناصرة هذه المليشيات الحوثية وأنصارها وحلفائها أو الوقوف معها بأي حال من الأحوال ، لا بالنفس ولا بالمال ولا بالكلمة ولا بالتوقيع ، ومن أعان ظالما على ظلمه فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ووقع في سخط الله تعالى ومقته ، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ( صحيح الجامع ، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم )من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله( صحيح الجامع . وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم “مَنْ أعانَ على خُصومةٍ بظُلمٍ؛ فقد باءَ بغضبٍ مِنَ الله” صحيح أبي داوود ، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : “لو أنَّ أهلَ السمواتِ والأرضِ اجْتَمعوا على قَتْلِ مسلمٍ؛ لكَبَّهُم الله جميعاً على وُجوهِهِمُ في النارِ” رواه الطبراني، فكيف بمن يعتدون على شعب بأكمله. 2ـ أن ما تقوم به هذه الفئة الضالة من الحوثيين ومن معهم وما يجري اليوم على أيديهم من قتل النفوس وإزهاق الأرواح والاعتداء على الناس إلى مدنهم وقراهم وإشعال نار الفتنفي المحافظات كبيرة من الكبائر وجرم عظيم يمنع من دخول الجنة، ، على المسلم الحذر منه وأن يتجنبه ، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم “مَنِ اسْتَطاع منكُمْ أنْ لا يحولَ بيْنَه وبيْن الجَنَّةِ ملءُ كفٍّ مِنْ دمِ امْرئٍ مسلم أن يُهرِيقه كما يَذْبَحُ به دجاجَةً، كلَّما تَعرَّضَ لِبابٍ مِنْ أبوابِ الجنَّةِ حالَ الله بينَهُ وبينَه، ومَنِ اسْتَطاع منكم أنْ لا يَجْعلَ في بُطْنِه إلا طَيِّباً؛ فلْيَفْعَلْ؛ فإنَّ أوَّل ما يُنْتِنُ مِنَ الإنْسانِ بطْنُهُ” ، رواه الطبراني ، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم “يأتي المقتولُ مُتَعلِّقاً رأسَه بإحْدى يَدَيْه، مُتَلبِّباً قاتِلَه باليدِ الأخْرى، تَشخَبُ أوْداجُه دَماً، حتَّى يأتيَ بِه العَرْشَ، فيقولُ المقتولُ لِربِّ العالمينَ: هذا قتَلني. فيقولُ الله لِلْقاتِلِ: تَعِسْتَ، وُيذْهَبُ بِه إلى النارِ” رواه الطبراني . 3ـ تدعو الهيئة رئيس الدولة والحكومة اليمنية إلى القيام بواجبها في رفع المشقة عن أبناء تعز خاصة، وفك الحصار الظالم عنهم وإغاثة الناس في بقية المناطق وتقديم سائر أنواع الدعم والمعونات ، وحماية الناس من البغي والعدوان الذي دهم الناس إلى ديارهم واستباح حرماتهم ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من التقصير في ذلك، وعدم الجهد للرعية ، أي عدم بذل أقصى جهد يقدر عليه في تجنيبهم المخاطر والوقوع في الشدائد، فقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : “ما مِنْ أميرٍ يَلي أمورَ المسلمينَ ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُمْ، ويَنْصَح لَهُم؛ إلا لَمْ يَدْخلْمعَهُمُ الجَنَّةَ” رواه مسلم . 4ـ تدعو الهيئة جميع أبناء اليمن حكومة وشعبا إلى التوبة النصوح ومراجعة المواقف والحسابات مع الله في جميع المجالات السياسية والإعلامية والثقافية والتعليمية والاجتماعية وتحكيم شرعه في جميع شئون حياتنا ، فما نزل اليوم ببلادنا من فتن وبلايا وفساد ذات البين، ما هو إلا بسبب المعاصي والذنوب والإعراض عن شرع الله، ولن يرفع إلا بتوبة ، قال تعالى : )ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( الروم )41( ، وقال تعالى )فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ( سورة طـه )123-124( نسأل الله تعالى أن يجعل لنا ولبلادنا فرجا ومخرجا ، وأن يلطف بنا وبجميع المسلمين ، وأن يحقن دماء المسلمين أجمعين ، وأن يجمع كلمتهم على الحق والدين. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . صادر عن هيئة علماء اليمن