هاني بن بريك وإبن هاني الأندلسي

- ‎فيكتابات

من يتابع كتابات الوزير السابق هاني بن بريك هذه الأيام  سيجد أن الرجل بالفعل  يستحق الشفقة  فقد تغيرت عنده الثوابت التي كان يدندن بها في الماضي القريب  وتبدلت المواقف وتحول إلى مداح لبعض الحكام بطريقة مبتذلة ووصفه لهذا الحاكم بأوصاف لا تعد   ومعلنا طاعته لهذا الحاكم في كل الأحوال وأنه يحارب من يحارب هذا الحاكم ويسالم من يسالمه كما قال في أكثر من تغريده له على حسابه وطبعا هذه الطاعة لرئيس بلاده  قد قام بخلعها بمجرد خلعه من منصبه وانتقل إلى بلاد ذاك الحاكم  وتحول إلى داعي فتنة وعنصرية لا فرق بينه وبين حسن باعوم إلا باللحية  هذا الابتذال والتملق للحاكم ليس بجديد عند ضعاف النفوس من أجل الفلوس  . فقد دخل ابن هاني الأندلسي على الخليفة الرافضي  ( المعز لدين الله الفاطمي ) في مصر  وانشد أمامه قصيدة طويله وصلت حد الكفر حيث قال في مطلعها  

ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ

فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّار

و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّد

وكأنّما أنصاركَ الانصار  

خرج من عند الخليفة الفاطمي محملا بالدراهم  وقد أصبحت له مكانة كبيرة عند البلاط الفاطمي وماهي إلا أيام قليلة  وتعرض لعلة اقعدته الفراش ونسيه المعز ولم يزره إلا وهو في فراش الموت  فلما دخل عليه  انشده ابن هاني وقال .

ابعين مفتقرإليك نظرتني فاهنتني وقذفتني من حالقى ؟

لست الملوم  انا الملوم لأنني علقت آمالي بغير الخالقي ..

مات ابن هاني وهو في الثلاثينات من عمره   ولم ينفعه  سيف المعز ولا ذهبه.  وقد قال عنه المعز  كنا نريده متنبي الغرب

وقد حاول أحد الشعراء أن يقول هذه الأبيات أمام  الحاكم الأندلسي محمد إبن ابي عامر المعافري  أعظم شخصية في الأندلس  خاض 56 معركة حربية لم يخسر واحدة منها ودانت له الأندلس بالكامل  و معها بلاد المغرب العربي عندما حاول ذاك الشاعر أن يمدح ابن أبي عامر بابيات ابن هاني الأندلسي اوقفه ابن أبي عامر عن الكلام وأمر بجلده خمسمائة جلدة ونفاه خارج الأندلس  وقال لن تجمعني ارض واحدة معه  

فمسكين الذي يعلق آماله وطموحاته بغير الله ويتنازل من أجل ذلك عن مبادئه وثوابته ويتحول إلى بوق لهذا الحاكم أو ذاك  ومنفذا لاجندته في غير ما يرضي الله    والابشع  من هذا كله  أن يكون ذلك من رجل محسوب على رجال الدين وأصحاب المنابر والمساجد  كما قال هاني بن بريك عن  نفسه في عام 2015م  إنه سيعود إلى مسجده ومنبره وكرسيه وطلبته. ولكنه تخلى عنها كلها وتمسك بالكرسي  ( كرسي الوزارة  ) الذي أبعد منه ثم ثار من اجله.