أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن المملكة العربية السعودية “تعطي القضية الفلسطينية أولى اهتماماتها، وسيظل موقفها كما كان سابقًا مستندًا على ثوابت تهدف إلى السلام الشامل، وعلى أساس الحقوق المشروعة”. وقال في كلمة ألقاها الجبير أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي بشأن المسجد الأقصى، والذي انطلق في إسطنبول الثلاثاء: إنه “من حق الفلسطينيين إقامة دولتهم الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، وهو أمر يتفق مع كافة الأعراف الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية التي رحب بها المجتمع الدولي”.
وشدَّد على أن “السعودية تؤكد أن إغلاق إسرائيل للمسجد الأقصى يمثل انتهاكًا سافرًا لمشاعر المسلمين حول العالم”. واعتبر الجبير أن “هذا العمل يشكل تطورًا خطيرًا من شأنه إضفاء المزيد من التعقيدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وقال: “المملكة تؤكد على مطالبة المجتمع الدولي، بتحمل مسؤوليته إزاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، ضد أبناء الشعب الفلسطيني”.
ودعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، الدول الأعضاء بالمنظمة والمؤسسات المالية والأهلية والقطاع الخاص، والأفراد إلى تقديم جميع أنواع المساعدة لأهالي القدس الشريف. وقال في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية إن “المنظمة وعبر مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تقوم بتنفيذ مشاريع تغطي جميع أوجه التنمية الاجتماعية والاقتصادية في فلسطين، بالإضافة إلى تمويل صندوق التضامن الإسلامي منذ إنشائه، والعديد من المشاريع بدولة فلسطين بقيمة 27 مليون دولار أميركي، وبخاصة، صيانة المسجد الأقصى والقطاع الصحي ومشاريع البنية التحتية بالقدس الشريف”.
وأكد أن “هذا الاجتماع يكتسب أهمية كبيرة من أجل تنسيق جهود الدول الأعضاء بالمنظمة لمواجهة خطط إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في سعيها إلى الاستيلاء على الأقصى وتهويد القدس، التي حاصرتها وعزلتها عن بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وقال العثيمين إن “استمرار الانتهاكات الإسرائيلية المفتوحة على الشعب الفلسطيني في القدس الشريف يضع على كاهل الدول الأعضاء بالمنظمة مسؤولية فردية ومشتركة، من أجل اتخاذ التدابير لمواجهة هذا التحدي”.
وأشار إلى أن ذلك “يتم عبر بذل كل جهد ممكن مع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه إنهاء الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس، فضلا عن توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني، والذي لن يتحقق إلا بالشروع في مفاوضات جادة وفاعلة تسعى لتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لمضامين مبادرة السلام العربية، ورؤية حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
ووجه العثيمين تحيته لـ”الشعب الفلسطيني المرابط في القدس”، منوّها بـ”عزيمة المقدسيين التي أرغمت الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع لمطالبهم المشروعة”. وأكد على “المركزية الدينية والروحية للمدينة، وارتباط المسلمين الأبدي في جميع أرجاء العالم بالأقصى المبارك، ورفض أية محاولة من شأنها المساس بالحق الفلسطيني في السيادة الكاملة على مدينة القدس عاصمة لدولة فلسطين”.
وانطلقت بعد ظهر اليوم، في إسطنبول، فعاليات الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لدعم القدس والمسجد الأقصى. ويحضر المؤتمر الذي تنتهي فعالياته مساء اليوم، 44 ممثلاً عن دول منظمة التعاون الإسلامي. ويرأس الاجتماع وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بصفته ممثلا لتركيا التي تتولى رئاسة المنظمة في الفترة الحالية. ويشارك في الاجتماع، فضلا عن الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
كما يشارك في الاجتماع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، ونظيرته الإندونيسية ريتنو ليستاري بريانساري، ووزير خارجية ماليزيا حنيفة أمان، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، ووزراء ومسؤولون من دول أخرى. وتشارك السودان والصومال في الاجتماع على مستوى وزير الدولة للشؤون الخارجية، أما العراق وتونس وأفغانستان والكويت فيشاركون على مستوى نواب وزراء الخارجية.