نجحت القوات الشرعية في اليمن، مدعومة بمقاتلي المقاومة، أمس، في صد هجمات لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على محاور عدة في مدينة تعز، التي تترقب «ساعة الصفر» لبدء معركة تحريرها من المتمردين، وفيما أفادت مصادر ميدانية بمقتل وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع خلال المواجهات والغارات التي استهدفت مواقع تمركزهم في محيط المدينة وداخلها، أعلنت المقاومة الشعبية أنها قتلت وأصابت العشرات من الميليشيات الحوثية في مدينة دَمْت بمحافظة الضالع، وتم تدمير عدد من آلياتهم.
وتفصيلاً، قال القائد الميداني في عاصمة محافظة تعز، صلاح نعمان، لـ«سكاي نيوز عربية» إن المقاومة أحبطت هجمات شنها المتمردون في «جبهة الضباب» والجبهة الشرقية، مشيراً إلى ارتفاع معنويات القوات الشرعية.
وعزا نعمان ذلك إلى التعزيزات العسكرية التي أرسلتها قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، إلى المدينة، حيث باتت المقاومة تنتظر «إعلان ساعة الصفر» لطرد الميليشيات التي بدأت بالفعل تنسحب من بعض المناطق.
وأوضح أن ميليشيات الحوثي وصالح عمدت إلى إخلاء بعض المواقع في تعز، وذلك بعد الأنباء عن تسلم المقاومة والجيش الوطني آليات عسكرية و«صواريخ حرارية» في إطار العملية الرامية إلى تطهير المدينة، وبالتالي تحرير محافظة تعز.
ووفق نعمان، فإن المعارك ستتركز على جبهة الضباب والطريق الرابط بين مدينة تعز ومحافظة عدن، والجبهة الغربية، حيث من المقرر بعد تحرير المدينة، الانطلاق نحو مدينة المخا.
وكانت قوات التحالف العربي قد أرسلت تعزيزات عسكرية إلى القوات الشرعية في تعز، التي تتعرض لقصف عشوائي مستمر من الميليشيات التي تفرض في الوقت نفسه حصاراً على المدينة.
واحتدمت أمس المواجهات بين الجيش الوطني اليمني، مدعوماً من المقاومة الشعبية، وميليشيات الحوثي وصالح في تعز، وذلك بعد وصول الإمدادات العسكرية إلى القوات الشرعية في خطوة غيرت من «قواعد الاشتباك».
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد الركن سمير الحاج، لـ«سكاي نيوز عربية» إن وصول تعزيزات وإمدادات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، إلى تعز، مركز محافظة تعز، كان له تأثير إيجابي في سير المعارك.
وأكد أن الإمدادات «غيّرت من قواعد الاشتباكات»، بعد أن باتت المقاومة والقوات الشرعية تمتلك ذخائر نوعية، الأمر الذي سيسمح لها بالانتقال من الدفاع إلى التقدم باتجاه مواقع الميليشيات، بدعم من غطاء جوي تؤمنه الطائرات التي تنطلق من قاعدة العند.
وذكر أن «الأداء العسكري» للقوات الشرعية شهد تحسناً ملحوظاً بعد وصول الإمدادات والتعزيزات.
وأشار الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إلى أن لتحرير مدينة تعز والمحافظة أهمية استراتيجية على الصعيد الميداني، وإنسانية من ناحية إنهاء معاناة المدنيين، الذين يتعرضون لقصف عشوائي وحصار خانق من ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة.
وأكد أن «المؤشرات على الأرض»، المتمثلة بانهيار الميليشيات المتمردة على الحدود الشرقية، خصوصاً في مأرب والجوف وجزيرة ميون وباب المندب، تحت ضغط هجمات القوات الشرعية والتحالف العربي، تؤكد أن الحسم العسكري بات وشيكاً.
وفي إطار التحضيرات العسكرية واللوجستية لمعركة الحسم واستعادة محافظة تعز من قبضة المتمردين، تتواصل الهجمات البرية والضربات الجوية على مواقع الميليشيات التي تحاصر المدينة منذ سبعة أشهر.
وأكدت مصادر أن عملية تحرير المدينة باتت قريبة جداً، إلا أن بعض العوائق لاتزال تؤخر لحظة الصفر، وبينها وعورة المنطقة.
وأفادت مصادر ميدانية بمقتل عشرات العناصر من ميليشيات الحوثي وصالح خلال تلك المواجهات والغارات التي استهدفت مواقع تمركزهم في محيط المدينة وداخلها.
وفي رد على تلك العمليات، أقدمت الميليشيات الحوثية على استهداف الأحياء السكنية بالقذائف العشوائية، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
وقصفت ميليشيات الحوثي وصالح قرى جبل صبر المطل على المدينة. وقتل مدنيان جراء انفجار لغم زرعه المتمردون الحوثيون، بينما قتل ثلاثة من المتمردين في كمين استهدف مركبتهم في الوازعية، غرب تعز؛ كما قصف طيران التحالف العربي مواقع المتمردين في اللواء 35 وفي حذران غرب المدينة.
وذكرت مصادر في تعز، أن الميليشيات أغلقت بشكل كامل المنفذ الوحيد إلى داخل المدينة، من الجهة الشرقية.
وفي محافظة الضالع تواصلت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية والانقلابيين في المنطقة الممتدة من مديرية الرضمة إلى الأطراف الشمالية لمدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع، حيث دفعت الميليشيات بتعزيزات عسكرية كبيرة لمحاولة اقتحام المحافظة من جديد في ضوء الضغط الذي تتعرض له في جبهات تعز.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن عدداً من المتمردين سقطوا خلال تلك المعارك التي تمكن خلالها رجال المقاومة من التصدي للحوثيين في نقيل الرضمة، واستهداف عدد من آلياتهم.
وفي إب واصلت ميليشيات الحوثي قصفها العنيف لقرى في مديرية حزم العدين وسط اليمن، في وقت تستمر هجمات المقاومة الشعبية على مواقع الانقلابيين والموالين للمخلوع صالح في المنطقة.