كشفت مصادر مطّلعة أن مسلحي “داعش” يحتشدون في منطقة قريبة من قضاء الرطبة مدججين بأسلحة وسيارات مفخخة، في إطار الإعداد إلى شن هجوم على الحدود العراقية مع كل من سورية والأردن، موضحة أنّ التنظيم المتطرف بدأ يحشد بالفعل العشرات من عناصره ومركبات مفخّخة يعتزم استخدامها في هجمات يريد من خلالها استعادة زمام المبادرة بعد أن فقد معظم مناطق سيطرته في سورية والعراق.
وأوضحت المصادر أن تجمع مقاتلي “داعش” يجري غربي قضاء الرطبة “غرب الأنبار” في منطقة الـ 25 كلم الصحراوية على الحدود مع الأردن، ولايزال التنظيم يسيطر على منطقة الحويجة وتلعفر ومناطق صحراوية فيما تستعد القوات العراقية بدورها للمعركة القادمة بعد النصر الذي حققته في الموصل أكبر معقل للتنظيم المتطرف في العراق، وكانت مصادر عسكرية عراقية قد أعلنت في وقت سابق أن الجيش العراقي جاهز للمواجهة الحاسمة وأنه في انتظار أوامر رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وذكرت تقارير سابقة أن القوات العراقية تأخذ قسطا من الراحة بعد أكثر من ثمانية اشهر من المواجهة التي انتهت بهزيمة “داعش” في الموصل، كما أن القيادات العسكرية تعكف على تقييم معركة الموصل والاستفادة منها في معركة تلعفر الذي يجري الإعداد لها وقد تنطلق خلال أيام أو أسابيع قليلة، وذكرت المصادر الأمنية والمحلية العراقية أن مقاتلي التنظيم الذين يحتشدون في المنطقة الصحراوية مزودين بأنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، إلى جانب سيارات مفخخة، وقالت إنهم يعتزمون استخدام حوالي 17 سيارة مفخخة لمهاجمة القطاعات العسكرية العراقية المنتشرة حول قضاء الرطبة، وتقع منطقة الـ25 كلم بالقرب من منطقة عكاشات الصحراوية الفاصلة بين الرطبة وقضاء القائم آخر معاقل للتنظيم في الأنبار بالقرب من الحدود مع سورية
ونقلت المصادر ذاتها إن المتطرفين يتجمعون أيضا في قرية البطنان وهي منطقة صحراوية غربي الأنبار وتقع بالقرب من معبر التنف الحدودي بين العراق وسورية وهو ملاصق للحدود الأردنية، وبحسب المصدر تبعد تجمعات مقاتلي “داعش” حوالي 18 كيلومتر عن معبر التنف، ما يشير إلى أنهم يعتزمون شن هجمات متزامنة على المنطقة الحدودية العراقية السورية والأردنية بما في ذلك معبر التنف، وكانت الولايات المتحدة قد دفعت بتعزيزات عسكرية إلى محيط المعبر الحدودي بينما تقدمت وحدات من القوات السورية النظامية أيضا باتجاه المنطقة الصحراوية.
وتتواجد في قاعدة التنف قوات أميركية وبريطانية تشرف على تدريب قوات من المعارضة السورية التي تقاتل تنظيم “داعش” وأيضا قوات الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب سورية، وكان الجيش العراقي قد أحبط الأسبوع الماضي هجوما شنه التنظيم في منطقة الـ25 كلم ضمن القاطع الرابع استخدم فيه المتطرفون أسلحة خفيفة ومتوسطة غربي قضاء الرطبة، وذكر مصدر عراقي أن قوات الجيش أجبرت مقاتلين التنظيم على الفرار إلى الصحراء التي تسللوا منها من مناطق سيطرتهم في غربي الأنبار وأنهم تكبدوا خسائر فادحة.
ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء، دول العالم إلى عدم التراخي أمام خطر “الإرهاب”، فيما كشف عن تقديم العراق مشروع قانون “ملاحقة الإرهاب” أمام مجلس الأمن الدولي، مشيرًا إلى أن “العراق اقترح مشروع قانون ملاحقة الإرهاب أمام مجلس الأمن الدولي”، داعياً دول العالم إلى “عدم التراخي أمام خطر الإرهاب”.
واعتبر العبادي، أن “إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة أولوية قصوي”، مضيفاً “نستطيع أن نحقق الانتصار في إعادة الإعمار كما حققناه على داعش”، وذكر عن اتخاذ حكومته مجموعة من الإجراءات لمحاربة الفساد المالي والإداري المتفشي في دوائر الدولة ومؤسساتها، وتوفير فرص عمل للعاطلين في البلاد.
ووصف نائب رئيس الجمهورية زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي يوم الثلاثاء الانتخابات بشقيها التشريعية والمحلية بانها سوف تكون صعبة، وقال المالكي في كلمة له خلال لقائه مسا اليوم وفدا يمثل عددا من مختلف وسائل الأعلام الإيرانية، “إننا وبعد هذه الانتصارات أمامنا أولويات أهمها إتمام عملية تطهير باقي مدن البلاد من داعش ، وإعادة بناء ما دمره التطرّف تمهيدا لعودة النازحين ، فضلا عن إكمال بناء الجيش بجميع تشكيلاته وصنوفه ، كذلك نسعى إلى بلورة حلا سياسيا يستوعب جميع المكونات تحت خيمة الوطن”
وحذر مما اسماه “المخاطر التي تحيط بالمنطقة قائلا: إن المنطقة لا تزال داخل الدائرة الحمراء رغم الانتصارات المتحققة في العراق وسورية واليمن”، مردفا بالقول أن “الأزمة الإقليمية مستمرة ولا بوادر لإنهائها، ولاسيما في ظل وجود مخططات مدعومة من بعض الدول عبر خلق بؤر توتر جديدة داخل المجتمع الواحد”، واعتبر المالكي ان “الانتخابات المقبلة في العراق صعبة وقد يكون فيها مفاجآت وتدخلات خارجية تسعى لتعطيلها”، لافتا الى ان “غالبية القوى السياسية مع اجراء الانتخابات ، كما ان المجتمع الدولي يرفض التأجيل ويدعم اجراء الانتخابات في موعدها المحدد”.