اشتباكات عنيفة داخل مدينة عدن ومقتل 7 عناصر "حوثية" في معارك تعز

- ‎فيعربي ودولي

أعلن مصدر أمني يمني أن طائرات “الاباتشي” التابعة للتحالف العربي حلقت فجر اليوم الأربعاء، في سماء العاصمة المؤقتة عدن بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات الامن ومسلحين مستمرة منذ الساعة الأولى من صباح اليوم في الشيخ عثمان. وتوسعت دائرة الاشتباكات في مديرية الشيخ عثمان مع وصول مجموعات مسلحة وأخرى تتبع قوات الأمن اثر هجوم للمسلحين على قوات أمنية بهدف اخراج سجناء قبضت عليهم القوات الحكومية مساء الثلاثاء.

وبحسب المصدر فإن الاشتباكات استخدم فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة بالقرب من مبنى شرطة الشيخ عثمان وسط انتشار امني كثيف تشهده المنطقة المحيطة بالاشتباكات. وقالت مصادر اعلامية متطابقة بأن جرحى سقطوا في الإشتباكات التي لا تزال قائمة حتى اللحظة. وقالت مصادر بأطباء بلا حدود لوسائل اعلام محلية بأن اعداد الجرحى ارتفعت الى 15 اثر المواجهات الدائرة بين قوات الحزام الامني وعدد من المسلحين . وفي سياق متصل فرضت قوات الامن تطويق امني على مديرية الشيخ عثمان فيما لاتزال التعزيزات الامنية تصل الى المديرية في محاولة لاقتحام اوكار المسلحين في الشيخ عثمان .

وفي تعز، قتل 7 من عناصر ميليشيا “الحوثي وصالح” الانقلابية في مواجهات عنيفة مع الجيش اليمني في جبهة الصلو جنوب تعز. وأوضح مصدر عسكري في اللواء 35 مدرع إن الميليشيا الانقلابية هاجمت مواقع الجيش الوطني في الصيار بالصلو وتم التصدي للهجوم وتنفيذ هجوم معاكس والوصول إلى منطقة الحود ومقتل 7 من المليشيا وتدمير طقم عسكري وأسر واحد منهم ولازالت جثثهم متناثرة في المنطقة.  إلى ذلك نفذ طيران التحالف غارتين على مواقع المليشيا الانقلابية في قرية الحود.

  وأعلن الجيش اليمني، الثلاثاء، عن سيطرة قواته على أول جزء من مديرية أرحب التابعة لمحافظة صنعاء، بحسب ما نقلته قناة “العربية”. وقال متحدث باسم الجيش لموفد قناة “العربية” إلى جبهات القتال، إن وحدات عدة التأمت على مشارف جبل سليام الفاصل بين محافظة الجوف ومحافظة صنعاء. وقال موقع الجيش “26 سبتمبر” أن ثلاث جبهات بمحافظة الجوف اليوم الثلاثاء تمكنت من الالتحام لأول مرة بعد معارك عنيفة خاضها الجيش اليمني مع المليشيا الانقلابية خلال الأيام والأسابيع الماضية.

وأكد عبدالله الأشرف الناطق باسم الجيش الوطني والمقاومة في محافظة الجوف أن جنود المنطقة السادسة في جبهات مديريات المصلوب والساقية والمتون التقوا اليوم بعد انتصارات حققوا فيها تقدما واسعا على الأرض. وقال إن الجيش الوطني تمكن خلال الأيام الماضية انتصارت كبيرة جنوب معسكر السلان جنوب إلى الغرب من مديرية المصلوب مكنته من الالتحام بجبهتي المتون والساقية. وأكد أن الجيش الوطني أصبح على مقربة من جبال سليام الفاصلة بين محافظة الجوف من جهة ومحافظتي صنعاء وعمران من جهة أخرى.

يأتي هذا فيما تواصلت المواجهات بين قوات الجيش الوطني بجبهتي الخنجر وغرب صبرين بمديرية خب والشعف شمال محافظة الجوف. وأكد مصدر ميداني أن قوات الجيش الوطني قصفت مواقع المليشيا الانقلابية مستهدفة عتادا عسكريا وتجمعات للمليشيا.

وكان القيادي في المليشيا الانقلابية ويدعى مبارك حسن الذعين قد لقي مصرعه بنيران قوات الجيش الوطني بمديرية المصلوب بالجوف خلال مواجهات الأمس. وتمكنت قوات الجيش الوطني بمحافظة الجوف من تحقيق تقدم ميداني بعدة جبهات خلال الأسابيع الماضية، وسط تأكيدات باستعدادات تجري لاستكمال تحرير ما تبقى من المحافظة والوصول إلى عمران وصعدة.

من جهة ثانية، أكدت الأمم المتحدة تفشي مرض التهاب السحايا إضافة إلى وباء الكوليرا في اليمن، الذي يعيش في ظل تدهور مستمر للوضع الإنساني جراء انهيار النظام الصحي وشبكات المياه. وأعلن مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، أوك لوتسما، في مؤتمر صحفي أجراه عبر الفيديو، في صنعاء، أمس الثلاثاء: “خلال الأسبوعين الماضيين، نواجه، إضافة إلى وباء الكوليرا، تفشي التهاب السحايا، في أزمة تركب فوق أخرى”.

وأكد المسؤول الأممي تسجيل 400 ألف حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا وألف وتسعمئة حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا في اليمن. وأشار إلى أن انتشار الأمراض، بما فيها الكوليرا والتهاب السحايا، على نطاق واسع في اليمن، سببه انهيار النظام الصحي ونظام الإمداد بالمياه، جراء النزاع المسلح المتواصل منذ أكثر من سنتين.  وقال لوتسما إن قرابة نصف المؤسسات الصحية في اليمن دمرت كاملا أو جزئيا، في حين لم يحصل أطباء كثيرون على رواتبهم منذ نحو سنة. وقارن اليمن مع حافلة تتجه بأقصى سرعة إلى حافة الهاوية. وشدد على أن إنقاذ البلاد يتطلب استيفاء شرطين أساسيين، أولهما، وقف الحرب، والثاني، معالجة المشاكل اللوجستية.

وأعلن المسؤول في الأمم المتحدة أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية يعرقل إمداد الطائرات الأممية العاملة على نقل المساعدات الإنسانية إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون. وقال لوتسما، للصحافيين في مؤتمر بالفيديو من صنعاء: “لدينا صعوبات في الحصول على إذن من التحالف وحكومة اليمن لنقل وقود الطائرات إلى صنعاء لتسيير هذه الرحلات”.

وردا على سؤال حول سبب منع إمدادات الوقود، قال لوتسما “هذا سؤال جيد، لا إجابة لدي”. ووصف المسؤول الأممي الوضع في اليمن بـ”القاتم جدا”، مشيرا إلى تسجيل العديد من الحالات الجديدة بالتهاب السحايا، دون تقديم المزيد من التفاصيل. وأشار إلى أن التأخير ورفض تأشيرات الدخول من الحكومة اليمنية ومن المسلحين إلى صنعاء يؤديان إلى إعاقة جهود المساعدات الإنسانية. وقال لوتسما إنه لا يرى “نهاية في الأفق” للحرب التي أوقعت آلاف القتلى، فضلا عن وجود 7 ملايين شخص معرضين لمخاطر المجاعة، وأكثر من 400 ألف مصابين بالكوليرا.