من أهرامات الجيزة إلى مقابر الأقصر، ظلت دوماً الآثار المصريّة القديمة، محتفظة بالكثير من الأسرار والغموض منذ آلاف السنين.
ويعتقد الباحثون الآن أنهم على وشك العثور على حجرةٍ سريّة داخل الهرم الأكبر في الجيزة. وذلك من خلال مشروعٍ يسمى “مسح الأهرامات”، ويستخدم الأشعة الحرارية تحت الحمراء وغيرها من التقنيات، لاكتشاف أسرار هذه الغرفة الخفيّة والتحف التاريخيّة، وفق ما ذكر موقع MAIL ONLINE البريطاني.
وهو يعرف أيضاً باسم هرم خوفو، وهو على ارتفاع 479 قدماً أي 146 متراً، وكان يُعدّ أطول هيكلٍ صنعه الإنسان في العالم، منذ ما يقرب من 4000 سنة.
ويُعتبر مشروع “مسح الأهرامات” من بين أكثر المشاريع طموحاً لإزالة الغموض عن هرم خوفو الموجود قرب القاهرة، والذي اكتمل عام 2560 تقريباً قبل الميلاد.
وقال مهدي الطيوبي، رئيس معهد HIP الذي يترأس مشروع مسح الأهرامات: “جميع الأجهزة التي وضعناها في المكان صُمّمت خصّيصاً للكشف عن مكان وجود التجويف. نحن نعرف أنّ ثمّة تجويفاً، لكنّنا نحاول إيجاد مكانه”.
وأضاف: “إنّه الأثر الوحيد المتبقّي من عجائب الدنيا السبع القديمة. مازال الاختبار الكيميائي يتطلّب عيّناتٍ صغيرة، لكن ينبغي على التقنيّات الحديثة المُستخدمة أن تكون غير اجتياحيّة حتى لا تتلف الآثار القديمة”.
كذلك يستخدم الباحثون الموجات التي تبحث عن الجسيمات المشحونة، للمساعدة في تأريخ التحف. بعد ذلك تتمّ مقارنة النتائج بالأشعة تحت الحمراء والصور ثلاثيّة الأبعاد.
وعلّق بعض علماء الآثار آمالهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة، لتحديد مكان دفن الملكة الأسطوريّة نفرتيتي.
وظلّ تمثال الملكة نفرتيتي، زوجة الملك أخيناتن الذي بدأ عبادة التوحيد في مصر القديمة، لغزاً حتى اليوم. واشتُهر تمثالها النصفي المعروض الآن في مُتحف برلين.
ويعتقد نيكولاس ريفز، عالم المصريّات البريطاني، أنّ بقاياها كانت مخبّأةً في حجرةٍ سريّةٍ داخل قبر توت عنخ آمون، في وادي الملوك الجنوبي.
وفي عام 2015، فحص علماء الآثار المقبرة بالرادار، على أمل العثور على بعض الأدلّة. بينما رفض علماء المصريّات الآخرون نظريّة ريفز، والنتائج غير الحاسمة.
وقال وزير الآثار المصري الأسبق زاهي حوّاس إنّ أتون خبير إله الشمس، لن يُسمح أبداً بدفنه في وادي الملوك.
وتوقّفت الإثارة حول الاكتشاف المحتمل بعد النتائج غير الحاسمة، لكن يعتزم فريقٌ من جامعة بوليتكنيكو في تورينو (إيطاليا) إعطاء الأمر فرصةً أخرى.
لكن هذه المرّة باستخدام التصوير المقطعي، وهي الطريقة المستخدمة في المسح الطبّي، وكذلك القياس المغناطيسي الذي يقيس الحقول المغناطيسيّة.
ولم يتحمّس فريق بوليتكنيكو ولا وزارة الآثار إلى مناقشة المحاولة الجديدة، التي ربّما تأجّلت بسبب الموجة المناهضة من وسائل الإعلام، للمحاولة السابقة.
وفي مكانٍ آخر، ينفّذ علماء المصريّات مشروعاً لترتيب التسلسل الزمني لسلالات مصر القديمة على نحوٍ أدقّ.
ولدى المعهد الفرنسي لعلم الآثار الشرقيّة (IFAO) في القاهرة مختبر للتأريخ، يستخدمه الباحثون في ذلك المشروع.
وقالت أنيتا كويلز، رئيسة البحوث في الإيفو: “التسلسل الزمني لمصر القديمة، ليس محدّداً بدقّة، فنحن نستخدم التسلسل الزمني النسبي. إنّنا نشير إلى السلالات والأنظمة الحاكمة، لكنّنا لا نعرف التواريخ بدقّة”.
ومن المتوقّع أن يستغرق التحقيق عدّة أشهر. بينما يقول علماء المصريّات إنّ العلم لا يمكن أن يحلّ محل علماء الآثار وعملهم على الأرض.
ويقول حوّاس: “من المهمّ أن يكون هناك علماء للآثار، لكن من المهمّ جداً كذلك، عدم السماح للعلماء بالإعلان عن أيّة تفاصيلٍ حول ما وجدوه، إلّا إذا رآه علماء المصريّات بأنفسهم”.