: “العمارة القرآنية” هي عمارة تتكون من ثمانية أدوار في العاصمة صنعاء تمكن مالكها وهو قيادي حوثي شاب من تشييدها خلال أربعة أشهر فقط، رغم حالة الحرب القائمة وحالة البؤس التي يعيشها اليمنيون منذ انقلاب جماعة الحوثي على السلطة.
الشاب الحوثي هو محمد العماد رئيس تحرير صحيفة الهوية، وهو شاب لايملك أحيانا مصروفه اليومي وفق القيادي السابق علي البخيتي، لكنه وفي وقت قياسي شيد هذه العمارة التي أسماها البخيتي بـ”العمارة القرآنية”.
البخيتي في منشور حديث له أثار ردة فعل واسعة إثر كشفه عن ماوصفها بفضيحة الفساد للقيادي الحوثي محمد العماد.
يقول “العماد هو واحد من عشرات إن لم يكن المئات من فرسان الفساد من أتباع المسيرة القرآنية والمحسوبين عليهم، لأنه لم تتم محاسبة أحد حتى هذه اللحظة، ولو تم الضرب بيد من حديد على يد مجموعة من الفاسدين ما تجرأ البقية”.
معلم حوثي
هذه الفضيحة التي فجرها البخيتي أثارت موجة من التعليقات الساخرة من جهة والمنتقدة من جهة أخرى خصوصا أوساط الصحفيين الذين يعانون من وضع سيء جراء حالة القمع التي تشهدها البلاد.
يقول الصحفي هلال الجمرة مدير تحرير سابق لصحيفة النداء إن عمارة العماد ستصبح من أهم المعالم الحوثية لمكافحة الفساد .. مضيفا: “استعينوا على مكافحة الفساد ببناء العمارات”.
وتابع: “الحوثيون مميزون في كل شيء حتى في محاربتهم للفساد”.
أما الصحفي همدان العليي فيقول: “بدأت حياتي في البلاط ومن ثم في مراكز اتصالات والبقالات ومن ثم مع منظمات دولية ومن ثم وظيفة حكومية ومراسلا مع صحف دولية، ومع ذلك ما زلت مستأجرا في بدروم.
ويضيف: “إلى قبل الحرب وفي صنعاء أتنقل على متن الباصات وسيارات الأجرة ومن متر إلى متر (دراجة نارية)، بينما القيادي الحوثي الشاب محمد العماد، يبني في أقل من أربعة أشهر ثمانية طوابق حجر ومنظرة وسيارات مصفحة كمان”.
العليي يؤكد أن مايؤلمه هم المقاتلون في الميدان من أتباع الحوثي، والذين يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل أن يبني هؤلاء هذه القصور.
من جهته اعتبر الإعلامي التلفزيوني عبدالله دوبلة “العمارة القرآنية” بأنها “نموذج العصابة الوقحة” لجماعة الحوثي.
وأضاف: منذ معرفتي بمحمد العماد كان يستخدم صحيفته لابتزاز الناس، ومع دخول مسيرتهم القرآنية نهب سيارتين مدرعتين من حوش رئيس الجمهورية، وعين مستشارا في شركة النفط وبنى في ثلاثة أشهر عمارة ٨ دور.
وقال الصحفي حمزة المقالح إن على الشعب اليمني المزيد من الثبات والصبر لكي يكمل محمد العماد تأثيث عمارته.
وعلق الصحفي فهد سلطان رئيس تحرير اليمني الجديد بالقول “إن هذه العمارة هي من بركة المسيرة القرآنية وليست من السوق السوداء لبيع البنزين” .. مستغربا كيف استطاع العماد ومن راتبه الخاص بناء كل هذه الأدوار.
مصروف جيب
وفق منشور البخيتي فإن الصحفي محمد العماد لم يرث أي عقارات أو أموال بعد فوالده على قيد الحياة، كما أن شقيقه علي العماد مسؤول الرقابة الثورية في حركة الحوثيين يعرف أن أخوه لا يمتلك أحيانا مصروف جيبه”.
ويضيف: “صحيفته “الهوية” كان يبحث تمويلها من مختلف الاحزاب والشخصيات والتيارات، من بينهم علي محسن الاحمر، وبعض رجال صالح، وعبر عمليات ابتزاز خفيفة، وكل أعضاء المجلس السياسي لأنصار الله “الحوثيين” يعرفون ذلك ويتحدثوا عنه في جلساتهم”.
وتابع “لا اتوقع أن لدى زوجته ذهب يساوي 44 مليون ريالا .. من جمع مثل هكذا مبلغ بعرق جبينه وخلال عدة سنوات من عمره لا يمكن أن يبني به عمارة في هكذا أوضاع تدك فيها الطائرات الكثير من المباني”.
وأضاف: “الرجل صحفي لكنه وبقدرة قادر عُين مستشار في وزارة النفط وبقرار من اللجنة الثورية وبدعم من أخيه تم إخراج القرار على اعتباره صادر من مدير شركة النفط وهو مكان غني جدا”.