مصرع 302 مسلح وتحرير 31 منطقة في تلعفر والتحالف الدولي يشيد بالحشد الشعبي

- ‎فيعربي ودولي

أوفد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، وزير داخليته قاسم الأعرجي، إلى منفذ طريبيل غرب الأنبار، للإشراف على “افتتاح رمزي” بعجلات (فارغة) باتجاه الأردن، ويأتي هذا في وقت أعلن الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، مقتلَ نحوِ 300 عنصرٍ من تنظيم داعش ، خلال العمليات الجارية لتحرير قضاء تلعفر، فضلا عن تفكيك عددٍ من العُبوات الناسفة، وتفجيرِ سياراتٍ مفخخة .

وقال الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق باسم التحالف الدولي رايان ديلون، إن “القوات الأمنية المشاركة في عملية تحرير تلعفر، قتلت 302 مسلحاً تابعا لتنظيم داعش وحررت 31 منطقة هناك وتواصل تقدمها لتحرير جميع الأهداف”.

وأضاف أن “القوات المشتركة تمكنت كذلك من حرق 35 سيارة تابعة لداعش، من بينها سيارات مفخخة حاولت التعرض للقوات الامنية”. وأكد ديلون “لدينا أيضا المدفعية التي توجه ضربات دقيقة تستهدف مواقع داعش بناء على معلومات نجمعها من مصادر عدة”.

ونفى ديلون وجود أي قوات قتالية برية للتحالف الدولي، تشارك مع القوات العراقية في معركة تلعفر. وأضاف “لدينا مستشارون مع القوات التي تشن الهجمات، ولكن لدينا منظومة مدفعية موجودة خلف القوات المتقدمة باتجاه تلعفر كي نوفر لها الحماية والإسناد”:

ولفت ديلون إلى الدور الذي تلعبه قوات الحشد الشعبي في تلعفر، وقال إنها تلعب دورا رئيسيا في التقدم نحو تلعفر منذ تسعة أشهر، وهي تحاصر القضاء بالكامل وتمنع داعش من تعزيز قدراته والحصول على المعدات والمؤمن من سورية، حسب تعبيره. وأضاف أن “هذه القوات تمنع المسلحين هناك من الانتقال إلى الموصل لتعزيز قدرات التنظيم هناك”.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكابتن جيف ديفيس قال قبل استعادة الموصل، إن القوات الأميركية لن تشارك في المعارك، إنما ستمد القوات العراقية بالدعم الاستخباراتي والغطاء الجوي وتحديد أماكن داعش لقصفها. وأوفد رئيس الحكومة وزير داخليته قبل أيام إلى منفذ طريبيل للإشراف على “افتتاح رمزي” بعجلات (فارغة) باتجاه الاردن.

وكان من المفترض أن تبدأ الشركة المعروفة باسم (olive group) تأمين الطريق منذ تموز/يوليو الماضي، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن. وتتوقع محافظة الانبار، الحصول على جزء من إيرادات المنفذ وتعيين الآلاف من أبنائها كمتطوعين لحماية الطريق، لاسيما وانها تبدو يائسة من وعود تعويض المتضريين جراء معارك التحرير.

ويؤكد مسؤولو المحافظة أن الاتفاق مع الحكومة بشأن الطريق الدولي كان واضحا، وينص على ان تتولى الشركة الأميركية حماية وصيانة الطريق الذي تعرض إلى أضرار كبيرة بسبب احتلال داعش وعمليات التحرير. وكانت مدن الأنبار، ومركزها الرمادي، قد تعرضت الى دمار كبير وصلت نسبته الى 80 %، وفقد الكثير من السكان أعمالهم في فترات النزوح.

فنياً كذلك، لايبدو منفذ طريبيل جاهزاً لاستقبال القوافل التجارية والمدنية. إذ مازالت هناك العديد من الجسور المدمرة التي لم تؤهّل، وعدم تأهيل المرافق الإدارية في المعبر، كدائرة الكمارك وغيرها. وكان تنظيم داعش قد سيطر على الطريق الدولي بعد منتصف عام ٢٠١٤. وأغلقت الحكومة العراقية المنفذ نهاية عام 2015 لمنع استخدامه لتمويل التنظيم بواسطة فرض الاتاوات على الشاحنات الداخلة الى البلاد.

وقبل أشهر قررت الحكومة ترك مهمة تأمين الطريق الدولي، الممتد من الحدود الأردنية حتى العاصمة بغداد، إلى شركة أمنية أميركية. ولكنّ النائب عن الأنبار محمد الكربولي يقول إن “الحكومة وكعادة رئيس الوزراء حيدر العبادي في اغلب الاوقات، تقوم بالتعتيم على وضع الشركة الأميركية”. وأضاف الكربولي، “استغربنا كلام رئيس الوزراء الاخير عن الجهة التي ستقوم بحماية الطريق الدولي، ولانعرف مصير الشركة الاميركية”.

وقال العبادي، يوم الثلاثاء، إن “القوات الأمنية تحمي الطريق البري الدولي إلى عمان ومنفذ طريبيل بالكامل، حيث تم اختباره تجريبيا اليوم (أمس)، وسنعلن عن فتحه أمام المواطنين بشكل مباشر قريبا”. وتعليقا على تصريح رئيس الوزراء، يتساءل النائب الكربولي بالقول “هل تعرض الى ضغوطات ليغير كلامه؟”، مؤكدا ” هناك غموض في طريقة تعاطي الحكومة مع هذا الملف”.

وكشف مكتب العبادي، في أيار/مايو الماضي، عن بدء إجراءات الإحالة للاستثمار في قطاع الطرق والجسور لتأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد والحدود الأردنية من النواحي الفنية والأمنية والاقتصادية. وكانت تسريبات كشفتها أفادت أن لجنة حكومية قد اختارت الشركة الامريكية بعد 8 أشهر من النقاشات.

ولكنّ الكربولي يقول إن “الشركة زارت الطريق مرة واحدة قبل أسبوعين، لكنها اختفت بعد ذلك ولايوجد لها مكتب في الانبار”. وشدد على أن “المعبر مهم لتشغيل العاطلين، لأن الحكومة غير قادرة على تعويض المتضريين أو دعم النازحين”. وثارت مؤخرا، شكوك حول كون الشركة الأميركية واجهة لـ(بلاك ووتر) سيئة الصيت في العراق، التي تورطت بمقتل عدد من العراقيين في عام 2007. ولكن الشركة كانت قد عملت في حماية حقول النفط في الجنوب، بحسب نواب الذين عزوا الشكوك حول حقيقة الشركة الى “التنافس على العقد”. وكانت (مجموعة الزيتون) ضمن 5 شركات تقدمت لحماية الطريق الدولي.

وبحسب مزهر الملا، نائب محافظ الانبار لشؤون الإعمار والبلديات، فان “الشركة ستقوم بحماية الطريق على مسافة 5 كليومترات من كل جانب، لكن إجراءات التعاقد عطلت مباشرتها العمل”. وكان مسؤولون محليون قد أكدوا، ان الشركة ترفض بدء عملها قبل تحرير مناطق غرب الانبار، لأنها “ليست ذات مهمة قتالية”.

ويضيف مزهر، “هناك محاولات من الحشد الشعبي لحماية الطريق، لكن الاتفاق مع الحكومة جرى بأن تقوم الشركة الأميركية بهذه المهمة، ويتم تطويع 5 آلاف شرطي من سكان الانبار لتأمين المرور”. وقال العبادي، في منتصف آب/أغسطس الجاري، “لا وصاية لأحد على طريق الانبار الدولي سوى القوات الامنية”، مشيرا الى ان “عقد استثمار الطريق مازال قائما ولا يوجد أي تلكؤ”.

بدوره يؤكد نعيم الكعود، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، ان “الطريق الذي يبلغ نحو 360 كم غير مؤمن بالكامل”. ويوضح الكعود، “هناك حشد شعبي من خارج وداخل المحافظة ينتشر على الطريق الدولي بالاضافة الى الجيش وحرس الحدود”.

وأعلنت هيئة الحشد البدء بإنشاء ساتر ترابي يمتد لنحو 300 كم لتأمين طريق (بغداد – دمشق – عمان) الدولي. وكان قيس الخزعلي زعيم حركة عصائب أهل،  قد قال في نيسان الماضي، “عندما تسلم الحكومة العراقية الطريق  لشركة أمنية أمريكية لتأمينه، فإن هذا الأمر يجب ألا يمر مرور الكرام، وعلينا الوقوف أمامه”.

ويتوقع، بحسب تصريحات لبعض رجال الاعمال العراقيين، ان يعلن افتتاح المعبر بشكل رسمي مطلع أيلول المقبل. ولكن مزهر الملا، المسؤول في حكومة الانبار المحلية، يؤكد ان “المسافة من منطقة الـ160 كيلو الى الرطبة غير مؤمنة”، في إشارة الى ان نصف الطريق الدولي بحاجة الى نشر قوات امنية. ويؤكد ان “وجود النقاط والربايا العسكرية هناك غير كافية”.

وعبرت يوم الثلاثاء الماضي، 100 شاحنة تابعة لوزارة التجارة العراقية منفذ طريبيل باتجاه الاردن. لكن النائب محمد الكربولي يقول ان “الشاحنات كانت فارغة، وفتح الطريق دون إصلاح الجسور سيكون كارثة خاصة في الشتاء”. وتمر الجسور، التي تقدر بنحو 20 على وديان ومناطق وعرة بذلك الطريق، فيما لم يتم إصلاح أغلب تلك الجسور. وكحلّ مؤقت، قامت الحكومة، مؤخرا، بإصلاح جسر القاسم، ووضعت طريقاً عبر منطقة الثرثار. ولكنّ نائب محافظ الانبار مزهر الملا يؤكد “عدم جدوى هذا الطريق فيما لو افتتح الطريق بشكل رسمي”، لافتا الى ان “مرافق منفذ طريبيل من دوائر الكمرك وغيرها غير مؤهلة حتى الآن”.