قُتل أربعة أفراد من الجيش العراقي بينهم ضابطان، الجمعة، بهجوم نفذه انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بحزام ناسف، غرب الموصل (شمال)، بحسب ضابط في الجيش، في وقت ألغت محكمة استئناف فيدرالية أميركية، اليوم الجمعة، حكما بالسجن مدى الحياة بحق حارس سابق في شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأميركية، في قضية قتل 14 مدنيا عراقياً، وسط العاصمة بغداد، في 2007. وقال ليث ثابت، الملازم أول في جهاز مكافحة الإرهاب (تابع للجيش)، إن أربعة من عناصر الجهاز “قتلوا وأصيب ثلاثة آخرين بجروح بهجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مقرهم بمنطقة موصل الجديدة غربي الموصل”.
وأوضح ثابت أنه “من بين الضحايا ضابطين، أحدهما برتبة ملازم، والثاني ملازم أول، وأن الانتحاري وهو من داعش اقتحم مقرهم والذي هو عبارة عن منزل يتخذونه مقرا لهم”. ومن جهته، قال الفريق الركن عبد القادر الجبوري، مسؤول استخبارات مكافحة الإرهاب، إن “قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من قتل عنصرين مسلحين من “داعش” في منطقة الموصل الجديدة” هاجما مقرهم، عقب الهجوم الانتحاري.
وأعلنت الحكومة العراقية، في 10 يوليو/ تموز الماضي، تحرير مدينة الموصل (شمال) بالكامل من سيطرة تنظيم “داعش”، بعد نحو 9 أشهر من المعارك، لكن القوات الحكومية ما زالت تواجه جيوباً للتنظيم في المدينة. فيما أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، بريت ماكغورك، اليوم الجمعة، أن قوات البيشمركة ستشارك في معركة تحرير قضاء الحويجة جنوب غربي مدينة كركوك.
وقال ماكغورك في مؤتمر صحافي، إن “وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون تحدث هاتفياً مع رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، ورئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، وناقش معهما معركة استعادة الحويجة والقوات التي ستشارك في عملية التحرير”.
وأضاف أن “التحالف الدولي درب 100 ألف عنصر من القوات الأمنية العراقية، إضافة إلى 50 ألف عنصر من قوات سورية الديمقراطية”.
وأشار إلى أن “معركة استعادة الموصل انتهت منذ فترة، ونعمل حالياً على إعادة إعمار المدينة وإعادة النازحين إلى مناطقهم”. وبشأن معركة الرقة التي تخوضها قوات سورية الديمقراطية، قال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في التحالف الدولي، إنه “تم استعادة 45% من مساحة مدينة الرقة، وتقديراتنا تشير لوجود ألفي مقاتل لـ”داعش” في المدينة وسنحرص على ألا يغادروها أحياءً، مشيراً إلى “أننا نعمل على وضع خطة لما بعد استعادة الرقة”.
وفي غضون ذلك ألغت محكمة استئناف فيدرالية أميركية، اليوم الجمعة، حكما بالسجن مدى الحياة بحق حارس سابق في شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأميركية، في قضية قتل 14 مدنيا عراقياً، وسط العاصمة بغداد، في 2007. وأمرت المحكمة بإعادة محاكمة الموظف ذاته وثلاثة من شركائه في الجريمة، كانوا جميعا يعملون بالشركة، فيما لم تلغ الحكم السابق بحق الثلاثة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية اليومية. وقالت الصحيفة إن محكمة الاستئناف التابعة لدائرة العاصمة الأميركية واشنطن، قررت “إسقاط الحكم بالسجن مدى الحياة عن المتهم الأول في قضية فتح النار على مواطنين عراقيين في ساحة النسور، ببغداد، وقتل 14 مدنياً”.
وأضافت الصحيفة، أن المحكمة التي أصدرت الحكم بالسجن مدى الحياة على نيكولاس سلايتن (33 عاماً)، “أساءت التقدير” عندما لم تقم بمحاكمته بمعزل عن زملائه الثلاثة الآخرين، على الرغم من أنه الوحيد الذي تلقى حكماً عن القتل لكونه أول من قام بفتح النيران. وفي سبتمبر/ أيلول 2007، قام سلايتن، إلى جانب زملائه بول سلو (37 عاما)، إيفان ليبرتي (34)، ودستن هيرد (35)، خلال عملهم كموظفين لدى شركة “بلاك ووتر” المتعاقدة مع وزارة الخارجية الأميركية، وأثناء مرافقتهم لوفد دبلوماسي أميركي، بفتح النار بصورة عشوائية على مجموعة من المدنيين العراقيين متسببين بقتل 14 شخصاً، وجرح عدد آخر بينهم أطفال ونساء.
ورغم ادعاء متعاقدي “بلاك ووتر” بوجود ما دعا إلى اشتباههم وإطلاقهم النار، إلا أن جميع الشهود والناجين من هذه المجزرة أكدوا عدم صحة هذه الدعاوى، وقضى القضاء الأميركي بالسجن مدى الحياة بحق الأول، وبـ30عاما سجن بحق الثلاثة الآخرين، ولم تلغ المحكمة، اليوم، الحكم السابق بحق الثلاثة، ولكنها قضت فقط بإعادة محاكمتهم، وفق الصحيفة.