على هامش زيارة الملك سلمان إلى موسكو.. المسؤولون السعوديون والروس يدشنون اتفاقيات اقتصادية متنوعة

- ‎فيعربي ودولي

كشف وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، اليوم الخميس، أن السعودية وروسيا يسعيان حاليًا إلى تنفيذ 25 مشروعًا اقتصاديًا مشتركًا في مجالات متعددة أبرزها الطاقة النووية والبنية التحيتة والنفط والغاز.

وأكد نوفاك في كلمة ألقاها ضمن جدول أعمال منتدى الاستثمار السعودي الروسي المشترك، أن مجالات التعاون بين المملكة وروسيا تسير وفق المخطط له وتتنوع في قطاعات الصناعة، والصحة، والزراعة، والسياحة، والتقنية، وتحلية المياه.

 وبين وزير الطاقة الروسي أن الجانبين السعودي والروسي مهتمان بتعزيز التفاهم المشترك بينهما في مجالات الاستثمار والتقنية، والطاقة النووية لتطوير إنتاج الكهرباء في المملكة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وانطلقت صباح اليوم الخميس، أعمال منتدى الاستثمار السعودي الروسي الأول تحت عنوان “الاستثمار نحو بناء شراكة قوية” الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية والمجلس السعودي الروسي المشترك، وذلك على هامش الزيارة الرسمية الحالية التي يقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا.

 

اتفاقيات

وخلال أعمال المنتدى، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إنه “سيتم خلال هذه الزيارة التاريخية الإعلان رسميا عن ثلاث اتفاقيات في مجالات الطاقة والتقنيات المتطورة والبنية التحتية تحديدا”.

وأوضح: “ستشهد هذه الزيارة التاريخية التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات عديدة تهم البلدين ومما يخص منظومة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية منها التعاون في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية واستكشاف الفضاء الخارجي والصناعات العسكرية وتطوير الملاحة بالأقمار الصناعية وغيرها”.

وأكد الفالح أن السعودية “ستستفيد من الخبرات الروسية في العديد من المجالات الصناعية كالصناعات الإلكترونية وصناعة القطارات والسكك الحديدية”.

من جانبه، قال محافظ الهيئة العامة للاستثمار إبراهيم بن عبدالرحمن العمر إن “رؤية 2030 جاءت لإيجاد فرص واعدة للاستثمار والتنمية حيث تضمنت أهدافها الاقتصادية رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتكون 5.7% من إجمالي الناتج المحلي والوصول بمساهمة القطاع الخاص من 40% إلى 65%‏ من إجمالي الناتج المحلي وأن تكون المملكة العربية السعودية ضمن أفضل عشر دول في مؤشر التنافسية العالمي”.

ونوه العمر إلى أن السعودية تسعى لتشجيع الشركات الروسية على التعرف على الفرص المتاحة أمامها في السوق السعودي حيث تستهدف هذه الرؤية الطموحة استثمارات في عدة قطاعات تمثل فرصا واعدة للاستثمار، منها “قطاعات النقل والبترول والغاز والزراعة وأبحاث الفضاء والطاقة المتجددة وتوطين الصناعة وغيرها من الفرص”.

 

زيارة تاريخية وتوقيت مناسب

وحضر حفل الافتتاح وزراء ومسؤولون من الجانبين وأكثر من 200 من كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات الذين يمثلون مختلف القطاعات الاستثمارية في البلدين.

وبدأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الأربعاء، زيارةً رسمية لروسيا، وصفت بـ”التاريخية” كونها الأولى لعاهل سعودي منذ تأسيس المملكة، وذلك تلبية لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين.

ويحتل ملف التعاون الاقتصادي بين البلدين “أهمية خاصة” خلال الزيارة، سيما في مجال الطاقة، بوصفهما قطبي الاقتصاد النفطي، اللذين أسهما بشراكتهما الإستراتيجية في استقرار أسعار النفط، وإيجاد توجه إيجابي في السوق النفطي، كذلك فهما عضوان في “مجموعة العشرين” التي تضم 20 دولة من أقوى اقتصادات العالم.

ويعتزم البلدان توقيع اتفاقيات هامة في مجال الطاقة، حيث أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الثلاثاء الفائت، أن موسكو والرياض ستوقعان مذكرة تفاهم خلال زيارة الملك سلمان لتأسيس صندوق مشترك بقيمة مليار دولار لتنفيذ مشاريع في مجال الطاقة.

أيضًا تأتي أهمية الزيارة من حيث توقيتها، كونها تأتي قبل شهر من اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، المقرر أن يتم خلاله مناقشة تمديد اتفاق خفض الإنتاج الذي أدى إلى تحسين الأسعار.

وعززت موسكو والرياض مواقفهما في سوق النفط بتوقيع بيان مشترك في سبتمبر/أيلول 2016 يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط.

وستسهم زيارة الملك في إعطاء دفعة قوية لسوق النفط الخام الدولي، لكون الدولتين من أكبر المنتجين في العالم للنفط الخام، والتنسيق بينهما قبل اجتماع “أوبك” المقبل سيكون له تأثيره.