طوال قرون والعلماء كانوا يتخيلون إمكانية استعمار البشر للقمر، ويبدو أن هذا اليوم قد اقترب أجله بعدما قالت وكالة الفضاء اليابانية إنها اكتشفت كهفًا ضخمًا تحت سطح القمر يمكن أن يتحول إلى قاعدة استكشاف لرواد الفضاء.
ويأتي هذا الاكتشاف الذي سجله مسبار محطة الاستكشاف الهندسية اليابانية سيلين، في الوقت الذي تتنافس فيه عدة دول لتقليد الولايات المتحدة في إرسال مهام بشرية إلى القمر.
وباستخدام نظام سبر راداري يمكنه فحص هياكل ما تحت الأرض، اكتشف المسبار في البداية فتحة عرضها 50 مترا وعمقها 50 مترا، مما دفع إلى التكهن بإمكانية وجود تجويف أكبر.
وأكد هذا الأسبوع العلماء في وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) وجود كهف بعد فحص التجويف بالموجات اللاسلكية.
وتبدو الهوة -التي يبلغ طولها 50 كيلومترا وعرضها 100 متر-سليمة هيكليًا وقد تحتوي صخورها على رواسب جليد أو مياه يمكن تحويلها إلى وقود، وفقًا للمعطيات التي قدمها المسبار المسمى “كاغوايا” تيمنا بأميرة القمر في الأساطير اليابانية.
وتعتقد “جاكسا” أن الكهف، الواقع على عمق عشرات الأمتار إلى 200 متر تحت منطقة قبب بركانية معروفة باسم تلال ماريوس على الجزء القريب من القمر؛ هو أنبوب حمم تشكل خلال نشاط بركاني منذ حوالي 3.5 مليارات سنة.
وقال أحد الباحثين البارزين في جاكسا إن أنابيب الحمم قد تكون أفضل المواقع المرشحة للقواعد القمرية المستقبلية، بسبب ظروفها الحرارية المستقرة وإمكاناتها لحماية الأشخاص والأدوات من النيازك الصغيرة والإشعاع الكوني.
وأضاف أن هذه البيئة المستقرة والمحمية التي يمكن أن تفيد في الاستكشافات البشرية المستقبلية، هي أيضا هدف مغرٍ للدراسات العلمية.
ومن المتوقع أن يعزز هذا الاستكشاف خطط العديد من الدول لإرسال رواد فضاء إلى القمر بعد نحو نصف قرن من بعثة أبولو 11.