منذ سيطرت ميلشيات الحوثي وصالح الانقلابية على العاصمة صنعاء عملت على نصب نقاط تفتيش، وتستمر هذه النقاط الأمنية في عدد من المحافظات التي يسيطرون عليها بالإضافة إلى مداخل العاصمة صنعاء.
ويشكو كثير من المواطنين من تعامل المسلحين الحوثيين في هذه النقاط، حيث يقومون بتفتيش حقائب المسافرين وإذا وجدا جهازاً الكترونياً، يتعرض صاحب الجهاز للتحقيق من قبل هذه العناصر ويجد صعوبة في توضيح نوع الجهاز لهم كونهم غير متعلمين ولا يدركون آلية عمل الجهاز حتى إذا تم شرح ذلك لهم.
توقيف بسبب جهاز قياس المساحة
يقول المهندس محمد عبد الكريم (يعمل في مجال مسح الأراضي والطرقات)، إنه يعمل في محافظة حضرموت، وعندما أكمل عمله قرر العودة إلى صنعاء وفي الطريق بين محافظتي البيضاء وذمار اعترضته نقطة تفتيش للمسلحين الحوثيين ومنعوهم لمدة ساعة كاملة من مواصلة طريقهم بسبب جهاز قياس المساحة الذي يحمله.
ويضيف عبدالكريم في حديث لـ”يمن شباب نت”، إن المسلحين الحوثيين عندما وجدوا جهاز قياس المساحة الخاص بالمهندسين في هذا المجال، قالوا إن هذا الجهاز يستخدم في رصد الإحداثيات لطيران التحالف العربي، واتهموه بالخيانة، وراح بعضهم يجري اتصالات هاتفية أنهم ألقوا القبض على “مرتزق يعطي الإحداثيات لطيران العدوان” على حد وصفهم.
وقال “أنه اضطر لشرح عمل الجهاز بشكل تفصيلي، واستعمله أمامهم ليخبرهم بأن الجهاز يستخدم لهذا الغرض فقط” واستغرق إقناعهم بذلك ساعة كاملة بعد وصول تعزيزات عسكرية إلى المكان للقبض عليه.
ويشير إلى أن أحد عناصر المليشيا في التعزيزات التي قدمت أخبرهم أنه رأى من قبل مهندسين يستخدمون الجهاز عند شق الطرقات وأنه ليس جهازاً لتصوير ورفع الإحداثيات للطيران كما كانوا يتوقعون، وعندها سمحوا له وبقية المسافرين الذين كانوا معه بمواصلة طريقهم .
وتساءل عبد الكريم “ماذا لو لم يرى ذلك المسلح من قبل مهندسين يستخدمون الجهاز، حينها ربما أتعرض للقتل أو السجن بسبب أنني مهندس والحوثيون لا يعرفون الأدوات والأجهزة التي أستخدمها في العمل”.
وتتكرر أحداث اعتراض المسلحين الحوثيين للمسافرين بشكل شبه يومي، حيث يتعرض المسافرون لمضايقات وتأخير بسبب جهل الحوثيين بالمهن أو الأدوات والأجهزة التي يحملها بعض المسافرين، وآخرون يتعرضون للابتزاز أو الاختطاف لذات الأسباب أو لأسباب مشابهة.
اشتباة لجباية أموال
يقول عبد الحكيم أحمد (عامل بناء)، أنه كان متوقفاً عن العمل منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وعندما علم من أحد البنائين الذين كان يعمل معهم بانتعاش العمل في مأرب توجه إليها، لكن نقطة تفتيش للمسلحين الحوثيين في مدخل البيضاء اعترضته، وأنزلته من الحافلة التي كان فيها بعد اتهامه أنه من جنود الجيش الوطني .
وأضاف أحمد في حديث لـ”يمن شباب نت”، أن الحوثيين لم يصدقوه هو وزملاءه الأربعة، مشيراً إلى أنهم اعتقلوا ثلاثة منهم وتركوا اثنين فقط يواصلون طريقهم، بعد أن قالوا إن ملامح الاثنين توضح أنهما بنائين وملامح الثلاثة الذين تعرضوا للاختطاف لم توضح ذلك .
وقال إن الحوثيين أفرجوا عنه وزميليه بعد دفعهم مبلغ 900ألف ريال يمني، وعانت أسرهم كثيراً في جمع هذا المبلغ، مشيراً إلى أن أمر المسافرين أصبح معلقاً بـ”مزاج” طفل مسلح في نقطة للمليشيا يصنف المسافرين على هواه، ويختطفهم أو يبتزهم بقوة السلاح.
وأشار “أن تعامل الحوثيين مع المواطنين هو الذي جعل دائرة رفضهم تتوسع كل يوم أكثر من السابق” موضحاً أن “نقاط التفتيش التي نصبتها مليشيا الحوثي على الطرقات بين المدن والمحافظات تمارس انتهاكات كبيرة بحق المواطنين”.
مجندون لا يستطيعون القراءة
ويروي الكثير من المسافرين قصص طريفة ومؤلمة حصلت لهم في نقاط التفتيش التابعة لمليشيا الحوثي، حيث يتكرر طلب المسلحين الحوثيين من المسافرين إبراز بطائق الهوية أو جوازات السفر، وبعد أخذ البطاقة أو الجواز يوجه المسلح الحوثي أسئلة للمسافر عن اسمه ومحافظته ومن أي دولة قادم وسبب سفره لتلك الدولة، رغم توفر هذه المعلومات في البطاقة أو الجواز .
وتعد حادثة أخذ البطائق والجوازات ثم السؤال عن معلومات أساسية فيها الأكثر تكراراً في نقاط التفتيش التي نصبتها مليشيا الحوثي بمداخل العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم، بسبب أمية عناصر الحوثيين، حيث تستقطب جماعة الحوثي هذه الفئة المحرومة من التعليم بسبب فساد النظام السابق.