واجبات السلطة المحلية في عدن كثيرة كهرباء، ماء، مجاري، سفلتة واصلاح للطرق، نظافة، توفير المشتقات النفطية والغاز.. الخ . فلو افترضنا أن السلطة المحلية أبدعت في مجال واحد ولنضرب مثالاً بالكهرباء بينما بقية الخدمات متردية جداً فهل هذا يعفيها من المسئولية أو يجعل من نقد سلطة وفرت الكهرباء أمراً مجرّماً وخيانة للقضية الجنوبية؟!!
إدارة الأمن في عدن أيضاً عليها واجبات متعددة كالقبض على المجرمين واللصوص، تأمين المدينة ومداخل الأحياء ومخارجها، نشر دوريات الأمن، تشغيل مراكز الشرط، الفصل بين الناس في القضايا الصغيرة، عند حصول اختلالات متكررة يتم عقد اجتماعات طارئة للجنة الأمنية والخروج بقرارات، عند حصول عمليات اغتيالات ممنهجة تعلن حالة الطوارئ في إدارة الأمن للوقوف أمام هذه الكارثة… الخ
عندما يختزل البعض دور إدارة الأمن في مكافحة الإرهاب فهو تماماً مثل من يشيد بنجاح السلطة المحلية في الكهرباء بينما حياة الناس معطلة في باقي المناحي.
تقييم الحالة الأمنية في عدن حتى يكون سليماً يجب أن يبتعد عن المناكفة السياسية وعواطف الحب والبغض للأشخاص ولنفترض أنك تحمّل المسئولية للرئاسة او وزارة الداخلية او مدير الأمن او التحالف كل هذا واختلافنا حوله شيء وتقييم الحالة الأمنية شيء آخر.
في عدن الآن هناك لصوص وأصحاب سوابق يديرون أقسام شرط
هناك عمليات حرابة وسرقة تحت تهديد السلاح
هناك اغتيالات ممنهجة لأئمة المساجد
هناك اعتداءات على ممتلكات خاصة وعامة
هناك غياب تام لدوريات وأطقم الأمن عند الحاجة لها
هناك وهناك وهناك…
لنفكر سوياً كيف بالإمكان تغيير الحال وإصلاحه دون اللجوء للقفز على الحقائق واللجوء للمبررات بأن مايحصل في نيويورك من جرائم قتل أكثر مما يحصل في عدن. ولنجعل مقياسنا مقياس محلي ونحاول الوصول اليه وهو حالة عدن قبل حرب 2015 ودمتم سالمين وعدن بخير.
.
.