“لن يطول غيابنا ولن تطول فرحتكم” إنها العبارة الشهيرة التي أطلقها نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح في وجه صرخة الموت الحوثية الإيرانية .
قبل أكثرمن ثلاثة أعوام أطلق الجنرال محسن قذيفته المدوية في وجه الغزاة الجدد القادمون من غبار التاريخ ومن كهوف الجبال، يوم سقوط العاصمة صنعاء واليمن بيد مليشيا الكهنوت الإمامية وسط ذهول وسكون وحزن عميق أعترى المشهداليمني برمته (رسميا وشعبيا) إلا من صرخة الموت الحوثية التي حصدت أرواح آلاف اليمنيين في شمال الوطن وفي جنوبه وشرقه وغربه.
كم كانت مستفزة تلك المناظر المشوهة والمهينة لنا جميعا، عندما كانت مليشيا وغلمان الحوثي يقتحمون المعسكرات وينهبون سلاح وعتاد الدولة وآلياتها، وينصبون مئات المتارس والنقاط على مداخل العاصمة صنعاء وشوارعها وعلى طول البلاد وعرضها، ويقتحمون مؤسسات الدولة ويسطون عليها وعلى منازل المواطنين وسط دهشة وذهول الجميع.
21 سبتمبر أو (أيلول الأسود) 2014م يوم النكسة ونكبة الوطن، كان يشابه نكسة حزيران عام 1967م عندما أحتلت إسرائيل الأراضي العربية كما كان مشابها ليوم سقوط العاصمة العراقية بغداد بيد الإحتلال الأمريكي والصفوي الإيراني عام2004م.
لقد تفنن الغزاة الجدد وحليفهم صالح في تدمير البلد ونهب مقدراته وإفقار شعبه وتجويعه، وتفننوا وما يزالون في الإختطافات والإعتقالات والتغييب القسري والتنكيل بمعارضيهم وتعذيبهم حتى الموت.
نتيجة خيانة صالح وأعوانه وجيشه العائلي سقطت اليمن بيد المليشيا الحوثية وهي الذراع العسكري الإيراني في اليمن والجزيرة والخليج العربي بل وفي المنطقة برمتها.
سقطت اليمن في الوحل الإمامي الآسن وفي المستنقع الفارسي.
وسط ذلك المشهد الضبابي وفي غمرة فرحة الانقلابيين ونشوتهم أطلق الجنرال محسن مقولته المشهورة لن يطول غيابنا ولن تطول فرحتكم ..
كان الرجل يدرك تماما تعاظم حجم النفوذ الإيراني وتدخلاته السافر في اليمن وفي المنطقة العربية ويدرك حجم المخاطر وما ستؤول إليه الأوضاع في ظل سيطرة مليشيا الموت والإنتقام الحوثية، وبنفس الوقت كان الرجل يدرك أن الانقلاب لن يدوم طويلا أمام إرادة الشعب في التحرر والانعتاق والعمل المقاوم.
الجنرال خبر المليشيا تماما من خلال ستة حروب طاحنة شنتها ضد الجيش اليمني الذي تآمر عليه المخلوع صالح وجماعة الحوثي، وعلى انقاضه تم تعزيز وحدات عسكرية تابعة لعفاش وعائلته (ما يسمى بالحرس الجمهوري والقوات الخاصة والحرس الخاص وو..الخ) ولعلنا مانزال نتذكر أن من تصدى للمشروع الكهنوتي الحوثي والنفوذ الإيراني كان الجيش الوطني وعلى رأسه الفرقة الأولى مدرع والتي تصدرت المواجهة العسكرية وقدمت آلاف الشهداء وكبحت جماح وطموح الحوثي وإيران في اليمن والمنطقة، خلال الحروب الست (2009 – 2004م) بينما كان المخلوع صالح ، يمدها بالسلاح والعتاد وبالمعلومات والمقاتلين سرا، وكشفت كثيرمن التقاريرأنه كان يشعل تلك الحروب بالتليفون ويوقفها بالتليفون، ويمنع القضاء على الحركة ويبتز بها المملكة ودول الخليج.
والمخلوع صالح هو من رتب لفتح قنوات إتصال بين الجماعة وإيران منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي.
كان الجنرال محسن يدرك طبيعة هذه المليشيا وأهدافها الخطيرة، كونه خبيرا بالخارطة السياسية والاجتماعية وينبه لخطورة النشاط الإيراني المتزايد في اليمن وعلاقته بعفاش، ويدرك طريقة وأسلوب تشكل تلك التحالفات التي أطاحت بالجمهورية وسلمت البلد للحوثيين ولإيران على طبق من ذهب.
من جبال أرحب يدشن الجنرال بداية العد التنازلي للحوثيين .
نائب الرئيس يطل على أبواب العاصمة صنعاء من على جبال نهم وأرحب معلنا نهاية الانقلاب، يعيش الحوثيون حالة من الرعب والقلق من مآلات مصيرهم المحتوم ويدركون أنهم يعيشون العد التنازلي ماقبل الأخير وأنهم في طريق الإنهيار الكبير، ويسيرون نحو الزوال، أمام تقدم الجيش الوطني الذي صار على أبواب العاصمة صنعاء وفي مرحلة متقدمة لتحرير محافظة صعدة،
لم تطول فرحتهم..
جماعة الحوثي باتت تدرك تماما معاني هذه العبارات ودلالاتها في القاموس العسكري، معظم القيادات الحوثية ووكلائها يقومون بشكل محموم بنقل الأموال الضخمة المنهوبة من المال العام والخاص والتي وصلت الى أكثر من عشرين مليار دولار إلى الخارج، وكذلك شراء العقارات الضخمة في الضاحية الجنوبية اللبنانية وطهران وفي مصر وألمانيا وفي بلدان غربية أخرى.
النائب يقود المعركة الأخيرة وماقبل الأخيرة من التحرير وكسر الانقلاب ويؤكد إن غدا لناظره قريب لكن هذه المرة من جبال أرحب في عمق صنعاء ليكون لها دلالتها الزمانية والمكانية.
من على هذه المواقع المطلة على العاصمة صنعاء تجسدت العبارة الشهيرة لنائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الذي يشرف على سير المعارك بنفسه.