هل يزيد قتل علي عبدالله صالح الوضع اشتعالاً في اليمن، أم أنه يدفع الأطراف المتورطة للبحث عن حل؟
تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية تناول مستقبل اليمن بعد موت الرجل المتمرس في اللعبة القاتلة لسياسات القوة في الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن صالح كان في قلب الصراعات الداخلية اليمنية التي لا نهاية لها، مدة ما يقرب من 4 عقود، حتى اللحظة التي أفرط فيها في الثقة بقدراته فقُتِلَ على يد خصومه يوم الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2017.
كان صالح يُدير اليمن كديكتاتورٍ حقيقي، قبل أن تُجبره ثورات الربيع العربي في عام 2012 على التنازل عن السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي.
لكن فشل “الحوار الوطني” الذي كان من المفترض أن يتبع تنحيه، أدى إلى سيطرة الحوثيين على المناطق الشمالية ووصلت في النهاية إلى العاصمة صنعاء.
وتحالف صالح مع الحوثيين، لكنَّه تخلى عنهم في الآونة الأخيرة. والآن، قُتِلَ فجأةً في كمينٍ، وفقاً للحوثيين. وهوية خليفته أو ما سيفعله أتباعه الآن، أمران ليسا واضحَين بعد. ولكن، قد تكون هذه فرصة لجميع الأطراف للتوقف والتفكير ملياً.
كيف يمكن إنهاء هذا الكابوس الإنساني؟
اليمن بحاجةٍ ماسة إلى فترة استراحة. كان اليمن بالفعل من ضمن أفقر الأراضي في الشرق الأوسط عندما اندلعت الحرب الأهلية منذ 3 سنوات، واليوم يعيش هذا البلد كابوساً إنسانياً من الكوليرا، والمجاعة، والدمار.
تقول الصحيفة إن المأساة التي يعيشها اليمن لا يمكن روايتها بحكايةٍ بسيطة عن الأخيار والأشرار، ولكن ما هو واضحٌ للغاية، أنَّ أي فرصة للسلام يجب أن تتضمن وضع نهاية للقصف السعودي المدمر ودعم الإدارة الأميركية له.
ويعني ذلك تغييراً في السياسة من قِبل ولي العهد السعودي العدواني الطموح محمد بن سلمان، والتحلي ببعض المسؤولية لدى من يدير سياسة الشرق الأوسط في البيت الأبيض، حسب الصحيفة.
التهديد الشيعي
تقول الصحيفة: “بالنسبة للسعودية وغيرها من الدول العربية السنّية، كان الحوثيون يعدّون تهديداً شيعياً يدعمه عدو الرياض الإقليمي القوي إيران، على الرغم من أنَّ الحركة كان يغلب عليها الطابع القبلي أكثر من الديني، وهناك أدلةٌ قليلة على أنَّ طهران قدمت دعماً كبيراً.
ومع ذلك، بدأت المملكة العربية السعودية ودولٌ عربية أخرى حملةً جوية في عام 2015، تهدف إلى استعادة حكومة هادي السيطرة، وذلك بدعمٍ لوجيستي ومخابراتي من الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع بريطانيا وفرنسا. وأسفر الصراع بين التحالف السعودي والحوثيين عن أزمةٍ إنسانية؛ إذ لَقِيَ ما لا يقل عن 10 آلاف حتفهم، وأصبح هناك 3 ملايين نازح، وأطفالٌ يعانون سوء تغذية حاداً، ودُمِّرَت الخدمات الصحية، وانتشر وباء الكوليرا، وكل هذه المضاعفات كانت بسبب الحصار السعودي. ولا يمكن رؤية نهاية قريبة لهذا الوضع”.
وترى الصحيفة أن أفضل أمل لليمن يكمن في وقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار السعودي، وانسحاب الحوثيين من العاصمة عن طريق التفاوض، والمحاولة مرة أخرى في إقامة حوارٍ وطني، وهذه المرة على أسسٍ أكثر واقعية. ويمكن أن يجعل غياب صالح ذلك الأمر أكثر سهولة.