مذكرة رسمية مرفوعة الى دولة رئيس الوزراء، بشان الموافقة على صرف مرتباتنا، قررت الذهاب في أتجاه (مبنى الامانة العامة لمجلس الوزراء)، واثناء الطريق الى هناك، تبادر الى ذهني سؤال.. كيف يمكن ايصال هذه المذكرة الى الموظف المختص باستلام البريد ، لأضمن وصولها الى رئيس الحكومة الدكتور/أحمد عبيد بن دغر .
بضع خطوات كانت تفصلني عن أول نقطة أمنية..وحين وصلت ، بادر أحد أفراد الامن الرئاسي..وقال لي : أتفضل أخي (أيش معك)، وتم في لحظة لاتتجاوز الدقيقتين التدقيق في البطاقة الشخصية والمذكرة الرسمية، وقام بالاتصال (لاسلكي) الى المعنيين، أشعرهم ، بالتفاصيل..ثم قال لي : أدخل الى هناك سلم بنفسك المذكرة الى المختص .
مشيت مسافة قصيرة، الى النقطة الامنية الثانية ، وهناك تم كذلك التدقيق في الوثائق الشخصية ، وتم التواصل من قبل ضابط الامن ، لاخذ تصريح بالدخول الى مبنى الامانة العامة لمجلس الوزراء..وفعلآ تم السماح لي بالمرور ، بعد ان اتخذوا كل الاجراءات الامنية الازمة، وواصلت المشي على الاقدام في مسافة كانت أطول من المسافة بين النقطة الامنية الاولى والثانية.
وصلت مبنى الامانة العامة لمجلس الوزراء، وكان أول موظف قابلته ، وجهت له سؤال : يا أخي..معي هذه المذكرة..من هو المختص ببريد دولة رئيس الوزراء، فقال لي وهو يبتسم(صالح الحكمي) ، فادركت انه هو ذاته الحكمي، الشاب الانيق في مظهره وتعامله الخلاق ، كيف لا..وهو وأحد من أبرز شباب صعدة الذين ناظلوا وجابهوا كهنوت مران، منذ بداية مشروع السلالة الامامية البغيضة، وحتى هذه اللحظة.
ضليت قرابة الساعة ، في مكتب السكرتارية..وكان الجميع يتحدثون بكل لطف ورقي وبتواضع جم ، فكادر الامانة العامة لمجلس الوزراء ، للامانة..أشخاص يذهلونك بأخلاقهم ، بتميزهم .. هم بالفعل طاقم متناغم ..أشبه بخلايا نحل. يعملون بنشاط رائع لانجاز عملهم في وقت قياسي.
كنت أهم بالمغادرة، واذا بشخص أنيق بشوش الوجه ، يتجه نحوي ويسألني : أنت تنتظر (الحكمي)، فقلت له : نعم..وسألته عن أسمه فقال :(عبدالعزيز العواضي) وذهبنا معا الى مكتب أمين عام مجلس الوزراء الاستاذ/حسين منصور ، وهناك تفاجأت بان المذكرة قد أحيلت من دولة رئيس الوزراء، الى الامين العام لتحرير مذكرة الى وزارة المالية بشان صرف المرتبات، أصبت بحالة ذهول لبرهة ، ثم سألت نفسي ..كيف تم كل هذا.؟
أيقنت تمامآ ..أن خلايا النحل .كادر الامانة العامة لمجلس الوزراء، يبدوا انه تم أختياره بعناية فائقة من قبل رجل الدولة المخضرم الدكتور/أحمد عبيد بن دغر – رئيس مجلس الوزراء ، كما أن الامين العام الاستاذ/حسين منصور ، هو يتمتع بخبرة أدارية واسعة وكفاءة عالية، فهذا لمسئول المحترم والراقي، والمتواضع ، والمتعاون والمتفاعل، والمتفاني في اداء عمله الوظيفي والوطني ..يجعلني أقول وبكل فخر وأعتزاز ، له ولطاقمه المحترف ..لكم جميعآ تعظيم سلام.
بن دغر ..وهو في عدن يعمل ليل نهار ..من أجل متابعة شئون الدولة في شتى المجالات..نجح الى حد كبير في تطبيع الاوضاع في عدن وحضرموت وشبوة وابين والمهرة وسقطرى والمخا وتعز ولحج والضالع، كل هذا الاداء والزيارات الميدانية..وهذا الحضور اللافت ، والانجاز المذهل الذي حققته حكومة الشرعية، بدعم وتوجيه من الرئيس/ عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية.
وهذا النشاط الحكومي ، يعتبر محل أعتزاز كل الناس وفي كل مناطق اليمن ، أريد فقط أن أشير هنا الى جزئية ، تتعلق بتفاصيل عن أحد كوادر الامانة العامة لمجلس الوزراء..ففي حفل أقيم بالعاصمة المؤقتة عدن، بمناسبة أعياد الثورة (سبتمبر واكتوبر ونوفمبر) حينئذ كنت ضمن مجموعة من الزملاء الصحافيين ، نجلس في مكان قريب من المنصة..كنا نشاهد، شخص يذهب في لمح البصر ..الى (بن دغر)، كلما استدعاه بهزة رأس، او اشارة يد، وسرعان مايتحول التوجيه الى تنفذ.
من كانوا في الصفوف الاولى في القاعة، لاحظوا ذلك الاداء الفريد والنشاط اللافت والذكاء النادر، الذي يتميز به الدكتور/الشاذلي فضل حسن – رئيس دائرة مراسم رئاسة الوزراء ، فقد تحدث عنه عدد كبير من الناس في ذلك اليوم، هناك من قال عنه (الشاذلي الرائع)، ووكيل وزارة في حكومة الشرعية، قال عنه ، بانه من افضل وأحسن وأكفأ موظف دولة، فهو يتحلى باخلاق عالية وتعامل راقي ..فيما قال أحد الصحافيين انه شخص( متواضع وخدوم).